غزوة تبوك والتوبة على المؤمنين

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

غزوة تبوك والتوبة على المؤمنين

غزوة تبوك والتوبة على المؤمنين

بقلم : سامح نصير 

نستكمل اليوم حديثنا عن المعجزات النبوية أثناء عودة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من غزو تبوك وتفقده للمنازل ففى هذا المنزل الأخير حدث حادث آخر صغير فمع صلاة الفجر افتقد الناس النبي صلى الله عليه

وسلم حيث كان قد خرج لقضاء حاجة وكان بعيدا وما جاء وظلوا ينتظرونه لإقامة الصلاة لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما جاء ، بدأت الشمس تطلع واحتاروا هل يصلون من غير النبي صلى الله عليه وسلم! فقالوا إن الله افترض علينا الصلاة في وقتها فقدموا عبد الرحمن بن عوف وصلى بهم  .

لما انتهت الصلاة وجد الناس النبي صلى الله عليه وسلم يكمل ركعة فخافوا وبدأوا يقولون كيف فعلنا ذلك ولم لم ننتظر الرسول صلى الله عليه وسلم ووقع الحرج في نفوسهم فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قــال أحسنتم وأصبتم فأداء الصلاة في وقتها أفضل من انتظار نبيكم ، ألم أحدثكم أنه لا تقوم الساعة حتى يصلي أحدكم بنبيكم ، وبشرهم صلى الله عليه وسلم أن الإنسان يؤجر على نيته إذا حبسه حابس خارج عن إرادته.

 وصل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، وبدأ الذين تخلفوا يأتونه بالأعذار ، ودخل صلى الله عليه وسلم المسجد النبوي فوجد سبعة ربطوا أنفسهم في أعمدة المسجد  وقالوا تخلفنا عن النبي فلا يطلقنا أحد غيره صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا أطلقهم حتى يتوب الله عليهم ، أنزل الله في هذه الآيات فيما بعد وعفا الله عنهم لما رأى منهم صدق التوبة فقال تعالى وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عمـــلا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم . فجاءوا بأموالهم كلها للنبي صلى الله عليه وســلم وقالوا لقد شغلتنا أموالنا وأن من توبتنا أن نستغني عنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أمرت أن آخذ أموالكم أمرت فقط أن أطلقكم فما زالوا يلحون فنزلت الآية الكريمة التي تقول: " خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"  . فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم جزءا من أموالهم .

ممن تخلف أيضا كعب بن مالك الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال والله ما عندى من عذر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما هذا فقد صدق ولم يحكم فيه بشيء وقال اصبر حتى يحكم الله فنزل فيه ومعه اثنين من أهل بدر هم هلال بن أمية ومرارة بن ربيعة رضي الله عنهما قول الله عز وجل  وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم و إما يتوب عليهم والله عليم حكيم .

بعد فترة جاءت الأوامر لأهل المدينة بمنع الكلام مع هؤلاء الثلاثة ، يقول كعب رضي لله عنه فصبرت

وظللت على هذا الحال أربعين يوما جاءتني خلالها رسالة من ملك الغساسنة استنكر فيها ما حدث لي وطلب مني الذهاب إليهم ليكرموني فعلمت أن ذلك اختبار من الله فمزقت الرسالة وصبرت ، بعد أربعين يوما جاءني رسول برسالة من النبي صلى الله عليه وسلم قائلا اعتزل أهلك أي زوجتك فقلت أأطلقها فقال لا بل اعتزلها فأمرتها بالذهاب إلى بيت أهلها ولم يبق لي أحد ، وصل بي الحال أن ضاقت بي الدنيا وضاقت على نفسي كل هذه الفترة لا أتحدث ولا يحدثني أحد .

وبعد خمسين يومـا وأنا على هذه الحال كنت أصلي على سطح المنزل إذا بي أسمع صوتا يقول: أبشر يا كعب بن مالك فخررت ساجدا و إذا برجلين قادمين أحدهما على فرس والآخر كان ماشيا جاءا يبشراني بأن الآيات جاءت بالتوبة علينا ، فأسرعت نحو المسجد والناس من حولي تهنئني بالتوبة ، ودخلت المسجد وإذ بالنبي صلى الله عليه وسلم جالس وسط الصحابة ، فسلمت فسلم صلى الله عليه وسلم على ، وقام طلحة بن عبد الله فعانقني وهنأني بتوبة الله ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أبشر يا مالك بن كعب بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ، كل هذا حدث للتخلف عن الجهاد ليعرف الناس مكانة الجهاد حيث قال الله عز وجل: " لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رءوف رَّحِيمٌ . وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ".

 

مشاركات القراء