حصار الطائف " 4 "

حصار الطائف  " 4 "

بقلم : سامح نصير

بعد أن انتصر المسلمون على " هوازن " عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة واعتمر مرة أخرى , وفي أوائل ذي الحجة عاد من مكة إلى المدينة دون أن يحج وأمر على الحج عتاب بن أسيد ، في السنة التاسعة أمر على الحج  أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وفي السنة العاشرة حج بنفسه صلى الله عليه وسلم ، في هذا الوقت حدث حادث كبير جدا كان له أثر كبير على ثقيف وهو إسلام عروة بن مسعود الثقفي سيدهم وهو الرجل الذي أشار المشركون إلى أنه لو نزلت الرسالة علية لآمنوا لعظم شأنه وجاء ذلك في القران حيث قال الله سبحانه وتعالى (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) وهم الوليد بن المغيرة ، وعروة بن مسعود الثقفي من الطائف ، دخل الإسلام فى قلب عروة فما ذهب إلى الطائف بل ذهب إلى المدينة وأعلن إسلامه عند النبي صلى الله عليه وسلم فسر النبي به سرورا عظيما لأنه واحد من أعظم عظماء العرب ، استأذن عروة النبي صلى الله عليه وسلم  قائلا أريد العودة إلى قومي لأدعوهم إلى الإسلام فقال له صلى الله عليه وسلم لعلمه بعناد أهل الطائف إذن يقتلونك فقال وإن قتلوني ! فأذن له صلى الله علية وسلم ، وصل عروة بن مسعود وجاءه سادة ثقيف فبدأ يدعوهم للإسلام فسبوه وشتموه فلما صار وقت الصلاة صعد على بيته وبدأ يؤذن بأذان الإسلام فما صبر سادة ثقيف عليه ورموه بالنبال فقتلوه فمات في موقف دعوة لله .

إسلام أهل الطائف : زاد الأمرعلى ثقيف فهم غير قادرين على الخروج عن شدة الخوف لأن المسلمين في كل مكان فاتفقوا على أن يسلموا لكن بشروط ، وأرسلوا وفدا للنبي صلى الله عليه وسلم فسر بهم ، جلس الوفد للنبي صلى الله عليه وسلم وقالوا له نريد أن نسلم لكن بشرط ! فقال صلى الله عليه وسلم ماذا ! فقالوا إن تأذن لنا بالزنا ، فقال صلى الله عليه وسلم دين فيه زنا ليس بدين فقالوا إذا لا نسلم ، عادوا وتشاوروا واتفقوا على أن يتنازلوا عن الزنا ، وجاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم وقالوا نسلم بشرط أن تأذن لنا في الخمر فقال صلى الله عليه وسلم لا فالخمر حرمها الله فلا آذن بها لأحد ، فعادوا تشاورا وجاءوا مرة ثالثة وقالوا يا رسول الله نسلم بشرط أن تأذن لنا بالربا فقال صلى الله عليه وسلم لا ، فعادوا وتشاورا ثم جاءوا وقالوا يا رسول الله  نسلم وحرم علينا الزنـــا والخمر والربا لكن لا تهدم اللات ( الربة) فقال صلى الله عليه وسلم والله لا أتركها فعادوا ووجدوا أنه لا مفر   فجاءوا بالشرط الأخير وهو ألا يهدموا اللات بأنفسهم فوافق النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل معهم عمر بن العاص رضي الله عنه لهدم اللات فذهب الوفد ومعه عمرو بن العاص وقالوا لو هدم اللات ولم يحدث له شئ نسلم وإذا قتلته اللات لا نسلم ووقفت ثقيف تنظر وقام عمرو بن العاص رضي الله عنه وكسر اللات أمامهم ، لما هدمت اللات دخل أهل الطائف في الإسلام واستجاب الله تعالى لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم اهدي ثقيف وأت بهم "  ، بدخول أهل الطائف في الإسلام أسلمت القبائل الرئيسية ، انتهى العام الثامن للهجرة وبدأ العام التاسع الذي سمى عام الوفود ، لأنه لما تمت هزيمة قريش وفتح الطائف وهزيمة هوازن وبسيطرة النبي صلى الله عليه وسلم على الساحل الغربي بالذات بدأ الناس يدخلون في دين الله أفواجا .