سرية خزاعة ومساندة الرسول لابن العاص

تحدثنا فى الاسبوع الماضى عن  أعداد النبى جيشا صغيرا من ثلاثمائة مسلم فيهم كبار الصحابة كان من بينهم أبو بكر الصديق ، سعد بن أبو و قاص ، سعد بن عبادة رضي الله عنهم وغيرهم ، سار الجيش بقيادة عمر بن العاص رضي الله عنة حتى أقترب من خزاعة ووصلت الأخبار لعمرو رضي الله عنة عن إستعدادات خزاعة الكبيرة فأرسل إلى النبى صلي الله علية وسلم يخبره بالخبر و يطلب المدد فأرسل صلي الله علية وسلم له المدد برئاسة أبوعبيدة عامر بن الجراح  ومعه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما و أمر صلي الله علية وسلم أبوعبيدة رضي الله عنة بأن لا يختلف مع عمر بن العاص  .

و أشرنا انه بعد صلاة الفجر هجم عمرو بن العاص رضي الله عنة هجمة شديدة ، لم تكن خزاهة متوقعه فأنسحبوا أمام جيش المسلمين و فروا من كل مكان و بدأ المسلمون يتبعونهم ، يأسرون و يقتلون ، عندها أصدر عمرو بن العاص رضي الله عنة اوامرة بتركهم فتضايق المسلمون مرة أخرى فهم منتصرون ، أصر عمرو بن العاص رضي الله عنة و أخذ الغنــائم و الإبل و كل ما أستطاعوا حمله و رجعوا إلى المدينة .

أول ما وصلوا إلى المدينة أشتكوا إلى النبى صلي الله علية وسلم ما فعله عمرو بن العاص رضي الله عنة فقال صلي الله علية وسلم  ياعمرو لما أذيت الناس ومنعتهم من إشعال النيران ؟ قال يا رسول الله كنـا عدد قليــل و خزاعة كانوا كثيرين فوالله لوكنا أشعلنا النيران لشعروا بنا وقتلونا جميعا فقال صلي الله علية وسلم له صدقت ، قال صلي الله علية وسلم لم صليت بالناس متيمما وعندك الماء ؟ فقال من شده البرد يا رسول الله والله فلو أغتسلت بالماء لهلكت والله سبحانه وتعالى يقول ولا ترموا بأيديكم إلى التهلكة ! قال له صلي الله علية وسلم صدقت ، ثم قال له النبي صلي الله علية وسلم لم منعتهم من أسر الناس ؟ قال يا رسول الله لو تبعوهم لتفرقوا و لو تفرقنا لغلبونا لا يجوز أن نتفرق فى أرض فيها هذه الأعداد فأمرتهم أن يجتمعوا فقال له صلي الله علية وسلم صدقت .

 فأقر النبى صلى الله عليه و سلم عمر بن العاص رضي الله عنه في كل ما فعل ، هذه السرية قتل فيها عشرات من خزاعة و غنم المسلمون منها غنائم كثيرة جدا و لم يقتل من المسلمين واحد و لم يجرح منهم إلا واحد بجرح طفيف ، تجلت عظمة عمرو بن العاص العسكرية  رضي الله عنة أول ما تجلت فى هذه السرية و تجلت بعد ذلك فى فتح مصر.

أخر سرية قبل فتح مكة ففى رجب من السنة الثامنة من الهجرة حرك النبى صلي الله علية وسلم سرية بقيادة أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنة ومعه ثلاثمائة رجل من بينهم عمر بن الخطاب رضي الله عنة لتأديب قبيلة جهينة وامرهم أن يكون الهجوم فى شعبان لأن رجب من الأشهر الحرم ، سار المسلمين و نفد منهم الزاد من شدة فقرهم رغم كل ما حققوه من إنتصارات و فتوحات حتى صاروا يأكلون ورق الشجر لذلك سميت السرية بسرية الحنط وأشترى قيس بن سعد بن عبادة إبن أحد سادة المدينة خمسة إبل بالأجل من أحد الأعراب لما عرفوا نسبه ، وأطعم المسلمين ثلاثة إبل منهم ، أعترض عمر بن الخطاب رضي الله عنة علي ذلك لأن قيس كان فقير ولا يجب أن يطعم المسلمين من مال أبيه قبل أن يستأذنه فيه وأبلغ أبو عبيدة  رضي الله عنه فمنعه أبو عبيدة وتوقف قيس رضي الله عنهم جميعا، و أستمر المسلمين جائعين و لم يحدث قتال و أكتفوا بأن سيطروا على المنطقة ، و بينما هم سائرون سخر لهم الله سبحانه وتعالي حوتا ضخما على شاطئ البحر أخذوا يأكلون منه شهر كامل و أخذوا معهم الدهن و بعض اللحم عند عودتهم إلى المدينة و أكل النبى صلي الله علية وسلم منه لما عادوا.