فتح مكة " 2 "

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

فتح مكة  " 2 "

بقلم : سامح نصير

 

تحدثنا في المقال السابق عن أحداث فتح مكة ومحاولات قريش لتدارك الموقف .. اجتمع سادة قريش بدار الندوة للتشاور حول ما يمكن أن يفعلوه إذ اقترح أبو سفيان أن تطلب قريش تجديد العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم وأن تزيد المدة أي تؤكد على صلح الحديبية فيكون ذلك بعد الحادث فلا يستطيع محمد أن يتحلل من تجديد العهد ، فاستشاروه قائلين وهل ترى أن نفعل ذلك قبل أن تخبره خزاعة فقال نستعجل

ونذهب فقالوا له إذن قم واذهب أنت وفاوضه في ذلك .

انطلق أبو سفيان فورا إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، كان عمر بن سالم ووفد خزاعة قد وصلوا

وأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم وعند عودتهم من المدينة وبناء على أوامر سيدهم هذيل بن ورقاء تفرقوا حتى لا يراهم أحد معا فيعرفون أنهم أخبروا الرسول صلى الله عليه وسلم فيحذرون إلا أن أبو سفيان التقى بهم فسألهم ماذا جاء بكم إلى المدينة فقالوا لم نكن في المدينة وانصرفوا فجاء أبو سفيان إلى مكان إبلهم وفتش في الروث فوجده مخلوطا بنوى التمر فعرف أنهم كانوا في المدينة وكذبوا عليه لأن أهل المدينة هم الذين يطعمون الإبل بالتمر لكثرته عندهم فعرف أنهم أخبروا النبى صلى الله عليه و سلم  .

 

عندما وصل أبو سفيان المدينة توجه لدار ابنته زوجة النبي صلى الله عليه و سلم السيدة أم حبيبة رضي الله عنها علها تساعده في شيء فاستقبلته وعندما أراد أن يجلس على فراش النبي صلى الله عليه و سلم رفضت فسألها أرغبت بالفراش عني أم رغبت فيّ عن الفراش " أي هل رأيت أن هذا الفراش لا يليق بي كسيد من سادات مكة أم أن هذا الفراش غال عندك وما تريدين أن أجلس عليه " فردت عليه رضي الله عنها قائلة إن هذا فراش رسول الله وأنت مشرك نجس فعرف أنها لن تعينه على شيء فذهب إلى الرسول صلى الله عليه و سلم حيث كان يجلس مع أصحابه .

 قال صلى الله عليه و سلم لأصحابه قبل أن يدخل عليهم أبو سفيان كأني أرى أبو سفيان يدخل عليكم يريد أن يزيد المدة و يجدد العهد ، وما أكمل كلامه صلى الله عليه وسلم إلا ودخل أبو سفيان وطلب زيادة المدة وتجديد العهد فقال النبي صلى الله عليه و سلم له هل أحدثتم حدثا ! فقال لا إنما أحببنا هذا الصلح  فقال النبي صلى الله عليه و سلم نحن على العهد لا نغدر ولا نخون ! فرأى أبو سفيان أنه لن يستطيع تحقيق ما أراد ففكر في أنه لو أجار بين  الناس فلن يحدث قتال حيث كانت العادة عند العرب أن لو أحد قال أنا أجير بين الناس وقبلوا ذلك فلا يحدث قتال فذهب لعله يحصل على هذا الجوار من أحد من كبار الصحابة فينتهي هذا الأمر .

فذهب إلى أبى بكر الصديق رضي الله عنه و طلب منه أن يفعل ما رفض النبي صلى الله عليه وسلم وأن يجير بين الناس فيكون له شرف الدهر  فقال أبو بكر رضي الله عنه نحن على الصلح ، ووالله لا نجير على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فذهب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنــه وطلب الجوار فقال له والله لو لم أجد إلا الذر ( النمل ) يقاتلونكم لقاتلت مع الذر فرد عليه قائلا جزاك الله من صلة رحم شرا ، ثم ذهب إلى على بن أبى طالب رضي الله عنه وطلب منه التدخل لدى النبي صلى الله عليه وسلم  فقال له إن النبي على أمر لا يستطيع أحد أن يتدخل فيه فالتفت إلى فاطمة رضي الله عنها قائلا  يا بنة محمد أجيري بين الناس فقالت إنما أنا امرأة فقال لها أأمري ابنك الحسن الذي كان طفلا في هذا الوقت بأن يجير بين الناس فقالت هو طفل ولا أحد يجير على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذهب لعثمان بن عفان رضي الله عنه ، فرد عليه قائلا جواري في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعاد إلى على بن أبــى طالب وقال له أ شر على ، فقال والله لا أجد لك إلا أن تقوم وتجير أنت بين الناس فرد عليه أترى أن ذلك يمكن ! .

فقال على رضي الله عنه له لا ، ذهب أبو سفيان إلى المسجد والرسول صلى الله عليه وسلم جالس فقال أنا أبو سفيان سيد مكة قد أجرت بين الناس ولا أرى أن أحدا ينقض جواري فرد النبي صلى الله عليه وسلم قائلا أنت تقول ذلك " كناية عن أن أحدا لا يؤيدك " .

عاد أبو سفيان بهذا الفشل الذريع إلى مكة واجتمع بسادة قريش وأخبرهم بما تم ، بدأت قريش تترصد الأخبار لمعرفة ما إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يغزوهم أم لا؟ .

 

إلى اللقاء في المقال القادم عن استعداد النبي لفتح مكة .

 

 

مشاركات القراء