غزوة " قينقاع " .. ودورس مستفادة

تناولنا  بمقالنا الاخير الامور التي حدثت بعد غزوة بدر ، ونتحدث اليوم عن غزوة بنو قينقاع وسرية زيد بن حارثة اذ حدث حادث صغير فى المدينة أدى الى غزوة " قينقاع "  ذلك أن واحدة من المسلمين ذهبت الى سوق للهيود لتشترى ذهباّ فجلست فجاء يهودى خبيث والمرأة جالسة فربط طرف ثوبها بعنقها وهى لا تشعر  فلما فرغت وقامت إنكشفت فلما إنكشفت صرخت ، رأها مسلم ورأى اليهودى الذى فعل ذلك يضحك فلم يتمالك نفسه فهجم على اليهودى فقتله ، تجمع اليهود على المسلم فقتلوه ، لما سمع بذلك النبى صلي الله عليه وسلم أرسل يطلب من قتل المسلم فرفض " بنو قينقاع " تسليم من قتلوا المسلم فنقضوا العهد الذى بينهم وبين النبى .

هنا أمر النبى فوراّ بإعداد جيش وحاصر" بنو قينقاع "، بنو قينقاع كانوا سبعمائه مسلح يعيشون فى حصن داخل المدينة ، داخل الحصن مزراعهم وحيواناتهم فلديهم إكتفاء ذاتى يكفيهم سنة ، فتحصنوا فى الحصن وأعلنوا القتال على النبى صلي الله عليه وسلم ، ارسل لهم النبى صلي الله عليه وسلم قائلاّ أنا لا أريد منكم إلا أن تسلموا لى قتلة المسلم فقالوا يا محمد أتحسبنا مثل قريش نحن أهل الحرب فإن قاتلتنا قتلناك فنزلت الأيات فى هؤلاء اليهود ( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جنهم وبئس المهاد قد كانت لكم إية فى فئتين التقتا فئة تقاتل فى سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثيلهم راى العين ) ، ومع ذلك أصروا ، حاصر النبى " بنو قينقاع" خمسه عشرة يوم ، قذف الله في قلوب اليهود الرعب ، من كثرة الرعب الذى ملىء قلوبهم طلبوا من النبى الأمان فرفض النبى ، فى النهاية بعد إلحاحهم وافق النبي وقال لهم بشرط ان تنزلوا عن حكمى أى تستسلمون وأحكم فيكم كيف أشاء أقتلكم او اترككم اي أفعل بكم كما يترأى لى ، من شدة خوفهم وأفقوا فإستسلم سبعمائه رجل وأسرهم النبى جمعياّ .

 أخبر النبى عدد قليل من الصحابة أنه ينوى قتل السبعمائه رجل كلهم ، هنا أحس رأس الكفر عبد الله بن إبى سلول بأن النبى صلي الله عليه وسلم سوف يقتلهم وكان هناك حلف بينه وبين هؤلاء فخاف عبد الله على حلفاؤه فذهب الى النبى صلي الله عليه وسلم وجلس أمامه وقال يا رسول الله أحسن الى موالىّ فإلتفت عنه النبى فجأه مرة أخرى وهكذا حتىأمسك بالنبى من قميصه وقال يا رسول الله أحسن الى مولى ، سبعمائه رجل تذبحهم فى يوم واحد من يبقى لى ، من يحمينى فمازال يطلب ذلك من النبي صلي الله عليه وسلم حتى قال له هم لك - وترك الأمر فيهم الى عبد الله بن أبى سلول ، هنا أمر عبد الله بإطلافهم ، وإنتهت غزوة بنو قينقاع بهذا الحادث الغريب ، وخاف بنو قينقاع فهاجر أكثرهم من المدينة وتوجهوا نحو خيبر ، وهنا بدء التجمع اليهودى فى خيبر ، وهكذا بدء التوتر والصراع بين اليهود والمسلمين فى المدينة .

سرية زيد بن حارثة

أخر الأحداث التى حدثت قبل غزوة أحد سرية زيد بن حارثة ، مشكلة قريش أنهم يعيشون على التجارة بين الشام واليمن ، المدينة تقع بينهم فهم لا يستطيعون الأن إرسال قوافلهم فى أمان فبدأوا يبحثون علي طريق اخر يسلكونة غير الطريق الذي يمر علي المدينة فوجدوا طريق بعيد يمر جهة العراق ثم يذهب للشام ، طريق طويل لكن امن فبدأوا يسلكون هذا الطريق ، كانت أول قافلة يرسولنها قافلة لأبو سفيان يرأسها بنفسه فيها تجارة هائلة مئه ألف درهم من الفضة لشراء بضائع من الشام ليبعها فى اليمن ، كتموا أخبار هذه القافلة تماماّ ، ولا أحد يعلم الطريق الذى ستذهب منه ولكن سبحان الله ، لانه سبحانة يرتب لغزوة احد فاحد المسلمين وإسمه سليط له صديق من الكفار من أيام الجاهلية إسمه نعيم بن مسعود ، كانوا جالسين فى مجلس خمر قبل أن يتم تحريم الخمر ، نعيم سكر وبدأ يذكر أخبار القافلة بالتفصيل وعلى الفور إنطلق سليط للرسول صلي الله عليه وسلم وأبلغه ، النبى صلي الله عليه وسلم جهز سرية فوراّ وإنطلقت وكمنت لأبى سفيان فى الطريق ، مر أبو سفيان فهجموا عليه وفر المشركين بما فيهم أبو سفيان وتركوا القافلة بما فيها فغنمها المسلمون وكانت غنيمة عظيمة هزت الكفار وكانت سبباّ فى غزوة أحد لان قريش لن تستطيع ان تحيا دون تجارة ، والان  طريق العراق ايضا اكتشفة المسلمون! فقالوا الأمر الأن لا يحتمل ولابد من القضاء على هذا الخطر الموجود فى المدينة.