نتائج صلح الحديبية

بقلم : سامح نصير

لماذا سميت الحديبية فتح ! الذين خرجوا من المسلمين للعمرة في الحديبية كانوا ألفا وأربعمائة , أى خلال تسع عشرة سنة وصل عدد المسلمين إلى ألف وأربعمائة رجل , الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة أي بعد هذا الصلح  بسنتين عشرة آلاف ! نتائج الصلح كانت أفضل من نتائج تسع عشرة سنة , ما الذي تغير .. إن هذا الصلح فتح الباب أمام الدعوة ولم يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه ، و لهذا سمى صلح الحديبية بالفتح لأنه في سنتين تحقق ما لم يتحقق فى تسعة عشر عاما .

من نتائج الصلح أيضا غزوة خيبر والتي قضى فيها النبي صلى الله عليه وسلم على اليهود ، لقد كان الدخول في معركة مع اليهود من الصعوبة بمكان لأن قريش كانت تدعم اليهود ، جاءت الحديبية فحيدت قريش ففرغ النبي صلى الله عليه وسلم لأعدائه من غير قريش.

حدث حادث مهم بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة حيث جاءه صلى الله عليه وسلم أبو بصير مهاجرا من مكة وتبعة اثنان من قريش عند وصولهما طلبا من النبي صلى الله عليه وسلم تسليمه لهم طبقا للمعاهدة , فسلم صلى الله عليه أبو بصير لهما , عند عودة القرشيين بأبي بصير نازلهم فقتل أحدهما وفر الثاني وعاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه تسليم أبو بصير له مرة أخرى فرد الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا لقد سلمته لكم قبل ذلك و انتهت مهمتي , طلب أبو بصير من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسكن في المدينة فرفض لأن ذلك نقض للعهد وتركه يذهب حيث يشاء , لم يرجع أبو بصير لمكة وتوجه إلى منطقة كلها كهوف وأشجار كثيفة تسمى العيص , انتشر خبر أبو بصير ووصل للمسلمين في مكة , أول من ترك مكة بعد هذا الخبر كان أبو جندل رضي الله عنه ولم يذهب للمدينة لأنه يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سيرده لمكة وذهب إلى العيص ، شكل أبو جندل مع أبي بصير رضي الله عنهما عصابة بدأت تهاجم قوافل قريش , وانضم لهم المسلمون الموجودون في مكة فتجمع في العيص سبعون رجلا هاجموا قبائل قريش , أرسلت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم قائلة أين العهد الذى بيننا فرد صلى الله عليه وسلم أنا على العهد فقالوا فما بال أبي بصير وأصحابه فقال صلى الله عليه وسلم لقد سلمته لكم وليس لنا علاقة به , فقالوا لو قاتلناه لم تتدخل فقال صلى الله عليه وسلم بيني وبينكم عهد ، أرسلت قريش جيشا لأبي بصير فلم يخرج له ، وظل يمارس معهم شغل العصابات ، لم تستطع قريش عمل شئ معه وانقطعت قوافل قريش ، وبدأ المسلمون الجدد لا يذهبون إلى المدينة حتى لا يلتزموا بالحديبية فهاجروا إلى العيص حتى تجمع في العيص ثلاثمائة رجل , عجزت قريش على القضاء على هذا الخطر ولم تمر قافلة واحدة لقريش أي ضاع على قريش أهم سبب للصلح وهو تأمين مرور قوافلهم ، زاد أبو بصير ورجاله الموقف سوءا بالنسبة لقريش حيث هاجموا أيضا قوافل الطعام فانقطع الطعام عن مكة وبدأت بها المجاعة ، أرسلت قريش أبو سفيان على رأس وفد للمدينة مناشدين النبي صلى الله عليه وسلم إلغاء الشرط الخاص بعودة من يخرج من مكة فقبل النبى رحمة منه تنازلهم عن هذا الشرط الذى كان يعتبره المسلمون لصالح الكفار ، نادى النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه  وقال له انظر هذا هو الرد على اعتراضك فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله قد علمت أن رأيك أكثر بركة من رأيي ، استمر صلح الحديبية عامين فقط رغم أنه كان لمدة عشر سنوات وذلك بسبب قيام قبيلة بني بكر بنقضه بدعم من قريش .