غزو حنين " 3 "

أستمروا  المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم فى السير حتى وصلوا إلى حنين فخيم قبل وصوله إلى الوادى ، وكانت هوازن فى الوادى و كلف أحد الرجال بالوقوف على أحد التلال و مراقبة هوازن طوال الليل و إبلاغه بأى شئ يراه  .

 فى هذا الوقت أعطى دريد بن الصمه نصائح لمالك نفذها حيث أمر بأن يجعلوا النساء والأطفال فوق الأبل وخلف الجيش لسببين الاول ليستطيعوا الفرار إذا هزم الجيش , والأخر أن الناظر للجيش من بعيد لا يستطيع تمييزهم وسيظن أنهم من قوام الجيش فيعطوا الجيش أكبر بكثير من حجمه الحقيقى .

 نفذوا ذلك فصار الجيش ليس له نهاية حتى قدره بعض المسلمين أنه ثمانين ألفا بينما كان حقيقته عشرون ألفا ، كما امرة باعداد كمائن فأخذ بعض الفرسان و ألتف من خلف الجبال ودخلوا فى الشعب وكمنوا داخل الجبال ينتظرون نزول المسلمين فى الوادى دون ان  يشعر بهم أحد .

كانت تواجه النبى صلى الله عليه وسلم مشكلة النزول من أعلى الى الوادى لأنه كان منحدر شديد جدا فتطلب ذلك نزول الجيش فرقه فرقه فقسم صلى الله عليه و سلم الجيش فرق وجعل بنو سليم الألف فارس الذين فتحوا معه مكة اول مجموعه وأمر عليهم خالد بن الوليد رضى الله عنه .

بدأت اول مجموعه فى أخر الليل الإستعدادات للنزول إلى الوادى ومع إشراقات الفجرالأول بدأ التحرك والنزول من الهضبة للوادى , تلا نزول الفرقة الاولي نزول الفرقه الثانية و مع نزول الفرقة الثانية بدأت كمائن هوازن تهجم على المقدمة فدبت الفوضى فى بنى سليم لصعوبة النزول ولمفاجئتهم بالهجوم عليهم من الجانبين .

 بدأ المشركين الضرب على خالد بن الوليد رضى الله عنه فتمزق جسده من الجراح و سقط و بدأ الضرب فى بنى سليم ولأنهم كانوا حديثى الإسلام بدأوا يفرون وباقى المسلمين نازلين فركب بعضهم على بعض و بدأ القتل فى المسلمين ، باقى الجيش قادم وهو لا يرى ما يحدث ، هنا امر مالك بن عوف جيش هوازن بالهجوم الشامل فبدأ جيش المسلمين في الفرار فى كل إتجاه و ما توقف بعضهم إلا فى مكة .

بدأ النبى صلى الله عليه و سلم يصرخ و يحاول إيقافهم لكن لم يقف أحد ، وصار صلى الله عليه و سلم وحده و الصحابة الذين ثبتوا أيضا كل واحد وحده و بدأ الإمتحان العظيم للمسلمين فى هذا الموقف .

من معجزات النبي صلي الله عليه وسلم ان شيبه بن عثمان بن أبى طلحه أحد الكفار الذين أظهروا إسلامهم خرج مع جيش المسلمين بنية قتل النبى صلى الله عليه وسلم ثأرا لأبيه الذى تم قتله فى أحد ، اراد ان يستغل هذه اللحظه عندما وجد النبى صلي الله علية وسلم يقف وحده و يصرخ , فجأءه شيبه وهو يخفى خنجره فقال له النبى صلى الله عليه وسلم لما رأه ما ورائك يا شيبه؟ قال ما ورائى إلا خير يا رسول الله أدافع عنك فقال له صلى الله عليه و سلم تعال ووضع يده على صدره و قال  إستغفر الله  فقال شيبة أستغفر الله .

 يقول شيبة فرفع يده صلي الله علية وسلم فإذا هو أحب الناس لى ، ووقف شيبه يحرس النبى صلى الله عليه و سلم ،  بدأ النبى صلى الله عليه و سلم ينادى فسمعه عدد من الصحابه أبو بكر و عمر و أخرين رضى الله عنهم وبدأوا يلتفون حوله صلى الله عليه و سلم ، ثم جاء العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه ففرح به صلى الله عليه وسلم لأنه كان صاحب صوت قوى وقال له يا عباس نادى أصحابك فبدأ العباس ينادي قائلا يا مسلمون هذا رسول الله فلم يجيب أحد ، هنا قال النبى صلى الله عليه و سلم له نادى أصحاب الثمرة ( يقصد من بايعوه تحت الشجرة يوم صلح الحديبية ) فبدأ ينادى يا أصحاب الثمرة أين بيعتكم فبدأ من سمع فى الرجوع و تجمع حول النبى صلى الله عليه و سلم مائة مقاتل فقط  .

للحديث بقية ...