دعوة قبائل الجزيرة

•  دعوة قبائل الجزيرة
•  بقلم : سامح نصير

لما رأي النبي صلي الله عليه وسلم عناد قريش المستمر بعد أن شاهدوا بأنفسهم كل معجزات الإسراء والمعراج ، أنشقاق القمر ... إلخ ، بدأ صلي الله عليه وسلم يعرض نفسه علي القبائــل خلال موسم الحج ، وكان أبو لهب يمشي خلفه لتنفير الناس من الدعوة  ...

 قابل صلي الله عليه وسلم ديحرة زعيم قبيلة بني صعصعة الذي تأثر بكلام النبي صلي الله عليه وسلم فجمع قبيلته وطلب منهم اتباع الرسول ثم عاد إليه صلي الله عليه وسلم وأبلغه انه وقبيلته يمكن ان يناصروه بشرط وهو أن يكون الحكم لة من بعده صلي الله عليه وسلم فرفض الرسول ذلك قائلاً أن الامر كلة لله يضعه لمن يشاء من عباده والعاقبة للمتقين فرفض سيد صعصعة لأنه كان طامعاّ في الدنيا .

التقي الرسول خلال الحج أيضا بسويد بن الصامت أحد سادة العرب  وطلب منه الإستماع إليه فرفض قائلاً  لدي كلام أفضل من كلامك فقال الرسول صلي الله عليه وسلم له أسمعني كلامك فأخذ يتلوا عليه مجلد نعمان الذي ضم جزأين نصائح في الإيمان ونصائح في الخلق وكان الناس يتوارثون النصائح في الخلق ولا يتوارثون النصائح في الإيمان ، وبعد أنتهاء سويد قال الرسول صلي الله عليه وسلم هذا كلام حسن ولدي خير منه ثم تلي عليه صلي الله عليه وسلم القران فقال سويد هذا كلام حسن ولكن لم يسلم فى وقتها لكنه اسلم فيما بعد .

ومن أهم القبائل التي عرض الرسول نفسه عليهما قبيله الخزرج ، اثنا عشرة رجلاّ منهم كانوا في العقبة ، مر عليهم الرسول صلي الله عليه وسلم فجلس اليهم وحدثهم عن الإسلام وتلي عليهم القراّن فتأثروا بالكلام وإجتمعوا وقالوا : والله إن هذا هو الذي يهددكم به اليهود فاليهود كانوا يعيشون في المدينة وكان سكان المدينة مقسمين إلي ثلاثة أجزاء : الأوس , الخزرج , اليهود وكان اليهود اساساً ثلاث قبائل هي : بنو النضير ، وبنو قريظة وبنو قينقاع ,

كان اليهود يشكلون ثلث المدينة والأوس والخزرج الثلثين ، أى كانت المدينة مقسمة بالتساوي بين الأوس والخزرج و اليهود لذا لم يكن يستطيع أحد السيطرة عليها لعدم وجود أغلبية فكان النزاع علي الملك فيها قائماّ دائماً وكان اليهود يقولون للأوس والخزرج لقد اظلنا زمن نبي فوالله لو بعث لنتبعة ثم لنذبحنكم ذبح عاد وإرم ونسيطر علي المدينة لذا عندما سمعوا كلام الرسول قالوا هذا الذي تهددكم به يهود فلا يسبقونكم إليه فأسلم الخزرج وكانوا أول ناس من القبائل تدخل في الأسلام  .

وبعد عوده الخزرج الي المدينة بدأوا ينشرون الاسلام بها ، وكثر الاسلام بالمدينة ، وفي العام التالي أرسلوا اثني عشر رجلاّ إلي الرسول صلي الله عليه وسلم في بيعة العقبة الأولي ، وأسلم هؤلاء علي يد النبي وأعلن صلي الله عليه وسلم إسلامهم وبايعوا النبي صلي الله عليه وسلم بيعة سميت بيعة النساء ، وسميت بالنساء لأنها بيعة علي الطاعة والخلق وليس فيها جهاد كما كان النساء يبايعن ، وطلبوا من الرسول صلي الله عليه وسلم أن يرسل معهم إلي المدينة من يعلمهم الإسلام فأرسل معهم مصعب بن عمير رضي الله عنه الذي أطلق عليه أول سفير في الإسلام ولقد بذل جهداّ كبيراّ وانتشر الإسلام في المدينة بشكل كبير ،  كل هذه الأحداث تمت بعد عام الحزن ( السنة العاشرة من البعثة ) أي : خلال الثلاث السنوات قبل الهجرة.

جاء الطفيل بن عمرو سيد قبيلة دوس للحج , حذره أهل مكة من محمد النبى صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه عدم الاستماع له حتي لا يسحره فوضع الطفيل قطناّ في أذنه ، راجع الطفيل نفسه أثناء الطواف فنزع القطن من أذنيه ، طلب من النبى صلي الله عليه وسلم أن يستمع له فاستمع وبعد أن فرغ صلي الله عليه وسلم من كلامه اسلم سيد دوس واعتبر ذلك فتحا وفرح صلي الله عليه وسلم به ، هاجت قريش وهددوا الطفيل لكنه أصر ، خافت منه قريش ، ثم طلب من الرسول صلي الله عليه وسلم أن يامره بأي شئ فقال له : اذهب وادع قومك الى الإسلام فسافر وخلال سفره ظهر نور من وجهه فطلب من الله أن لا يكون في وجهه حتي لا يقول : الناس أن اّلهة  قريش اّذته ، فانتقل النور إلي طرف سوطه ، ودعا قومه فدخلوا جميعاّ فى الإسلام وكانت دوس ثاني قبيلة تدخل في الاسلام .