التعليم والصحة .. وملفات الإنجاز

بقلم : خالد حسن

إن للحديث عن الواقع المؤلم لتجاهل استخدام تكنولوجيا المعلومات في تطوير الخدمات التعليمية والصحية في مؤسساتنا التعليمية والعلاجية " سواء التابعة لوزارة الصحة أم القطاع الخاص " يمتلئ بكثير من المآسي التي ربما تؤدي إلى فقدان حياة إنسان أو التسبب في حالة عجز مزمنة لإنسان آخر وهو أمر بات غير مقبول على ضوء ما تجريه الحكومة من استقطاع لكل أوجه الدعم ورفع الأسعار بحجة سعيها إلى تطوير وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية المقدمة للمواطن !

وفي الحقيقة لا أعلم تحديدا ما هو حجم الإهدار من المال العام الذي يمكن عن طريق استخدام تكنولوجيا المعلومات توفيره في مجال التعليمية والخدمات الصحية " على الرغم من تأكيد بعض الخبراء أنه يتجاوز 10 مليارات جنيه سنويا " فهل يمكن أن نتخيل حجم هذا المبلغ وما يمكن أن نستفيد به في إقامة المدارس النموذجية ومراكز الوحدات العلاجية والمستشفيات لخدمة الآلاف من المواطنين الذين يتسربون من التعليم ولا يجدون من يمد لهم يد العون .

ومنذ 3 سنوات تقريبا ، بعد ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 ـ يعيش 95 % من المصريين على أمل أن تتحسن معيشتهم وأن ينعم أبناؤهم في المستقبل بمستوى أفضل من الخدمات التعليمية والصحية والنقل والبنية التحتية على غرار ما يتوافر في كثير من دول العالم لا نقول دول الرفاهة والمتقدمة ولكن على الأقل الدول النامية التي نجحت في تبني خطط تنموية على مدار السنوات الماضية وحققت قفزات نوعية كبيرة في كل مستويات الخدمات المقدمة لمواطنيها ومن ثمة نأمل أن تكون خدمات التعليم والصحة هي أهم ملفات الإنجاز لحكومة الدكتور حازم الببلاوي خلال عمرها الزمني المتبقي ورغم تحمل الحكومة لمصاريف العام الدراسي الجديد خطوة إيجابية  إلا أننا نتطلع إلى تحسين جوهري في خدمات التعليم وليس المجانية مع تردي مستوى الخدمة .

وطبقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يأتي الإنفاق على التعليم في المرتبة السادسة من مجموعات الإنفاق الأساسية للأسرة المصرية، وبلغ عدد المدارس على مستوى الجمهورية ٤٦ ألف مدرسة بها نحو ١٨ مليون  طالب في حين كشفت تقارير صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والغرف التجارية أن فاتورة أسعار الدروس الخصوصية ومصروفات المدارس الخاصة والكتب الخارجية والأدوات والمستلزمات المدرسية سترتفع في الموسم الجديد، لتصل إلى ما بين ١٠ و٢٠% من دخل الأسر، بما يقدر بنحو ما بين ٦٠ و٧٠ مليار جنيه.

في تصوري أن التكنولوجيا هي سفينة نوح بالنسبة لتطوير التعليم وبناء طالب المستقبل بدون تبني استراتيجية متكاملة تعتمد على الحلول التقنية لإعادة هيكلة المنظومة التعليمية كلها " مدرس مؤهل ، بنية تكنولوجية للمدارس بالإضافة إلى إعادة صياغة المناهج وإلغاء المناهج الورقية للاعتماد على المناهج الإلكترونية ، وعلينا أن نعلم أن العملية التعليمية لم تعد مجرد حفظ الطالب مجموعة من المعلومات لكتابتها عند الامتحان وانتهى الأمر ، والحصول على أعلى الدرجات ، بل أصبح تنمية المهارات الذاتية للطلبة واكتسابهم قدرات جديدة تساعدهم على التفكير المنظم والتعامل باحترافية مع أدوات عصر المعلومات تشكل مكونا رئيسيا لطالب المستقبل وهدف في حد ذاته وهنا يأتي موضوع ملف الإنجاز الذي يجب تطبيقه وفقا لآليات تضمن تحقق الأهداف المرجوة منه .

كذلك في اعتقادي أن التكنولوجيا الحديثة يمكنها أن تلعب دورا كبيرا في مجال تطوير الخدمات الصحية على كل المستويات بداية من عملية إرسال البيانات الخاصة بالمريض عن بعد والتي تسمح لنا أن نتصور مدى أهمية توافر مثل هذه المعلومات " عبر بطاقة الكارت الذكي " في حالة تعرض أي منا لحادث عارض حيث يلعب عنصر الوقت دورا مهما في إنقاذ حياة إنسان خاصة إذا كان فاقد الوعي ولا يستطيع التحدث بمجرد إدخال الكود الخاص بالمريض يظهر ملف كامل بحالته الصحية العامة يتم الاعتماد عليه في تقديم العلاج المناسب ،

كذلك فإن بناء قاعدة بيانات صحية إلكترونية سيكون بمثابة خطوة أولية للتخطيط لاحتياجاتنا المستقبلية من المستشفيات والوحدات العلاجية المتخصصة من خلال حصر دقيق لأصحاب الأمراض المزمنة ومعرفة مدى تفاقم أو انحسار مرض ما علاوة على الدور المهم لهذه القاعدة من البيانات في مجال مكافحة الأمراض والأوبئة وخاصة الأمراض المتعلقة بالأطفال .

في النهاية نأمل أن تنجح حكومة د. الببلاوي في تحقيق إنجاز ملموس في تطوير خدمات التعليم والصحة من خلال إعادة نظرتها لتعظيم الاستفادة من الحلول التكنولوجية في هذين القطاعين وإعادة هيكل الإنفاق للموارد المالية المخصصة للقطاعين وتخصيص موارد مالية تستهدف مواكبة التعليم والصحة للتطورات العالمية .

      مجرد تساؤلات

§        تحدي الإرهاب .. ستخرج مصر أقوى مليون مرة من حرب الشعب ضد الإرهاب وستقوى الروابط بين مختلف فئات الشعب المصري لمواجهة هذا الفكر المتطرف .. فالمعركة مع الإرهاب تتطلب منا أن نطور قدراتنا وأدواتنا للتصدي لهذا الإرهاب الأسود وذلك من خلال دستور توافقي يحافظ على الفصل بين كل السلطات وحماية الحريات . 

§        الأسواق  المحمولة وغلاء الأسعار ...من أهم مظاهر المدن في غالبية الدول الأوروبية هو وجود سوق أسبوعية لكل حي تقريبا يتم فيها عرض جميع السلع والمنتجات بأسعار تصل إلى ثلث الأسعار التي يتم البيع بها في السوبر ماركت ،وهذا من خلال التجربة الفعلية،إذ تعتمد هذه الأسواق على نقل المنتجات مباشرة من المنتج إلى المستهلك وبالتالي أسعار أقل وهنا أتذكر تجربة الدكتور أحمد الجويلي في تشغيل الشباب عبر سيارات ربع نقل لبيع المنتجات والخضار والفاكهة . فهل ننجح في نشر مثل هذه الأسواق لمحاربة غلاء الأسعار ؟

§       شركات التكنولوجيا والتمويل الميسر .. من جديد نطالب كل من المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمهندس ياسر القاضي رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات بضرورة التدخل السريع لإنقاذ مصير بروتوكول التعاون بين هيئة

" إيتيدا "و البنك الأهلي والبنك المتحد " والذي يستهدف توفير التمويل الميسر لشركات التكنولوجيا ولكن للأسف يبدو أن مصير هذا البروتوكول سيكون مجرد حبر على ورق ولا عزاء لتمويل الابتكار والإبداع في قطاع التكنولوجيا . فهل يتحرك أحد ؟ .