مايكروسوفت .. وأفريقيا الرقمية

في ظل التحديات الاقتصادية والمالية، التي تواجه دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وتشبع الأسواق التكنولوجية في هذه الدول، تلتفت أنظار الكثير من المستثمرين إلى دول القارة السمراء " أفريقيا " ويعتبرها البعض أنها ستكون خلال العقد الحالي المحطة القادمة لقطار التنمية العالمي وأن كثيرا من الدول المتقدمة أصبحت تضعها تحت أنظارها وتحاول أن تتعرف على الكنوز غير التقليدية التي تمتلئ بها هذه القارة .

ومن هنا تأتي أهمية ما كشفت عنه شركة " مايكروسوفت " العالمية للبرمجيات من مبادرة جديدة التي تحمل اسم " Microsoft 4Afrika " ، بمناسبة مرور 20 عاما على تواجد الشركة بالقارة الأفريقية ، لدعم البنية التكنولوجية للقارة الأفريقية من خلال ضخ استثمارات إضافية بقيمة 100 مليون دولار على مدى السنوات الثلاثة القادمة في 7 دول أفريقية ، تضم مصر والمغرب وجنوب أفريقيا وكينيا ونيجيريا وأنجولا وساحل العاج ، إذ تتضمن المبادرة مجموعة من المحاور الأساسية لتحقيق التنمية التكنولوجية أولها ربط مليون من الشركات الصغيرة والمتوسطة بالإنترنت عبر إطلاق بوابة إلكترونية جديدة سوف يتاح للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الوصول إليها والحصول على منتجات وخدمات ترتبط بالأعمال من مايكروسوفت وشركائها وذلك بشكل مجاني، وسوف تنشر البوابة الخدمات المتاحة لمساعدتها على توسيع نطاق الأعمال محليا، واستكشاف فرص الأعمال الجديدة خارج الحدود الجغرافية، وتحسين مستويات التنافسية لديها بشكل عام . 

ويشمل المحور الثاني للمبادرة العمل على توفير خدمات الإنترنت اللاسلكية في القرى والمناطق النائية باستخدام تقنيات ابتكارية ، باستخدام محطات تعمل بالطاقة الشمسية وترددات البث التليفزيوني غير المستغلة والتي يطلق عليها "المساحات البيضاء"، لتوصيل الإنترنت بهذه التقنية الجديدة إلى المناطق التي لا تشملها تغطية الشبكات التقليدية.

وتتضمن المبادرة أيضا المساعدة في التدريب والتأهيل التكنولوجي المتخصص لنحو 200 ألف شاب نصفهم من قوة العمل الحالية والنصف الآخر من الخريجين الجدد وهذا محور مهم جدا لتعظيم استفادة دول القارة من أهم ثرواتها وهى كوادرها البشرية وتطوير مهاراتهم التقنية ومهارات الأعمال وبهدف تحسين فرص الحصول على الوظائف وذلك من خلال أكاديمية" Afrika " وهى منصة تعليمية تقدم أدوات التعليم بشكل مباشر أو عبر شبكة الإنترنت لمساعدة شباب أفريقيا التدريبية مع الاعتماد على شركائها المحليين المتخصصين في مجال تقديم خدمات التدريب التكنولوجي الاحترافي .

وفي اعتقادي أن أهم ما تتضمنه مبادرة  " مايكروسوفت " من أهداف تشجيع صناعة تطوير تطبيقات التليفون المحمول  من خلال إطلاق سوق إلكترونية لتطبيقات البرمجيات " AppFactory " التي تعمل على نظام التشغيل ويندوز 8 وويندوز فون 8 ، والذي سيبدأ في كل من مصر وجنوب أفريقيا ويهدف إلى إقامة مراكز لتلقي الأفكار الجديدة والمبتكرة التي ترتبط بمبادرة 4Afrika لكي تتحول إلى تطبيقات تخدم  احتياجات حقيقية للأفراد .

ومن محاور المبادرة أيضا سعيها لإتاحة الأجهزة الذكية من حلال توفير عشرات الملايين من الأجهزة المحمولة الذكية ، التي تعمل بنظام ويندوز فون 8 وبشاشة 4 بوصات وكاميرا 5 ميجا بيكسل ،  بالتعاون مع شركة

" هواوي الصينية " بأسعار في متناول المستخدمين بالقارة  .

وفي تصوري أن من أكثر المحاور إثارة والتي تقدمها مبادرة " " Microsoft 4Afrika " إطلاق بوابة إلكترونية لتدعيم المرأة ، في مارس القادم ،  إذ تستهدف المرأة في الشمال الأفريقي كجزء من مشروع بوابة

" MasrWorks " المخصصة للتدريب على مهارات تكنولوجيا المعلومات. وهى مصممة لدعم الفتيات ليتمكن من لعب أدوار قيادية في مجتمعاتهن، وبناء مهاراتهن وتقديم نماذج جديدة من أفكار التوظيف الذاتي وستوفر البوابة التدريب على مهارات تكنولوجيا المعلومات وأيضا التدريب على المهارات الشخصية في موضوعات القيادة، الثقة بالنفس، إجراء المقابلات، بالإضافة إلى دعم النساء في بناء المستقبل المهني وتخطيط دورهم في المجتمع كقيادات محلية وفي مجال التكنولوجيا .

نود أن نشير مرة أخرى إلى أن القارة الأفريقية ستشهد في السنوات القريبة القادمة نهضة شاملة تحتاج فيها لإمكانيات متعددة ومتنوعة وهو أمر يجب أن تنتبه إليه كل شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومؤسسات الأعمال المصرية التي تشكو مر الشكوى من صغر حجم السوق المحلية حتى لا نفاجأ بأوضاع جديدة نظل نحن خارجها كمشاهدين فقط  ولعل هذا ما اتضح بصورة من خلال مبادرة شركة

" مايكروسوفت " والتي نتطلع أن تكون مجرد بداية لمزيد من استثمارات الشركة في دول القارة السمراء بشكل عام ومصر بشكل خاص لتنمية وتطوير سوق التكنولوجيا في دول القارة وكذلك تشجيع باقي شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العالمية ليحذو حذوها .

وعلى الصعيد الحكومي حان الوقت لإعادة تفعيل دورنا في القارة الأفريقية وتعظيم الاستفادة من مكاتب التمثيل التجاري والمنتشرة في عدد كبير من الدول الأفريقية لدراسة احتياجات تلك الأسواق ومعرفة القواعد التجارية للتواجد بها وكذلك تنظيم البعثات التجارية المتخصصة بالتعاون مع الغرف التجارية والصناعية وجمعيات رجال الأعمال والمساعدة في تنظيم معارض تكنولوجية خاصة بالمنتجات المصرية لكسب ثقة المستهلك الأفريقي مع المشاركة في المعارض التجارية التي تقام في الدول الأفريقية بهدف تكثيف التواجد المصري في السوق الأفريقية لاسيما أن لدينا اتفاقيات تجارية كثيرة مع أغلب الدول الأفريقية تمنحنا العديد من المزايا والفرص التجارية إلا أنها لم تستغل حتى الآن وتعد مجرد فرص ضائعة .

• مجرد تساؤلات

§       أين أموال السرقة .. منذ سنتين بالتمام سقط نظام حسني مبارك ووفقا لما كان يروج بأن النظام يسرق مصر فإن خلال العامين الماضيين يفترض أنه لم تتم سرقة مليم . طيب أين الوعود البراقة بتحسين حياة المواطن ، بعد القضاء على السرقة وفساد السلطة ؟ هل الشعب هو الذي لا يشعر بالنعمة التي يعيش فيها ؟ وإلى متى ننتظر قدوم الخير وكبف ؟  .

§       وسطية وعظمة الأزهر .. سيظل علماء الدين بالأزهر الشريف هم العنوان الرئيسي للتدين المعتدل للإسلام الحنيف وسط هذا التضليل من جانب بعض مدعي التدين والذين أباحوا "القتل" على قاعدة الاختلاف السياسي .  فهل هناك معنى للإرهاب الديني أكثر من ذلك ؟ ومتى يكون الدين عنصرا إيجابيا في وحدة الصف الوطني واستعادة الاستقرار للوطن بدلا من استخدامه في تحقيق مصالح ذاتيه ؟.

§       القرية الذكية ... أحد أهم معالم القاهرة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وباتت مفخرة للمصريين وتؤكد أننا قادرون على التخطيط الجيد والتنظيم العالمي وتهيئة بيئة العمل . ولكن أتمنى من الصديق المهندس عمرو أبو علم المدير التنفيذي للقرية الذكية عمل عناوين لأسماء الشوارع بالقرية لاسيما في ظل اتساع القرية وكذلك تشابه الشوارع بدرجة كبيرة خاصة لمن يزورها للمرة الأولى مع الأخذ في الاعتبار معالجة كثرة المطبات ، بسبب سوء الرصف ،  في شوارع الحي المالي  .