شركات الاتصالات .. ومستقبل التنمية المطلوبة

نبضات

شركات الاتصالات .. ومستقبل التنمية المطلوبة

بقلم : خالد حسن

شهدت الايام الاخيرة توقيع صفقة بيع " أوراسكوم للاتصالات "  لجزء من أسهمها في " موبينيل "  لصالح  " فرانس تيلكوم " وبالتالى باتت الشركات الاتصالات الثلاثة العاملة فى السوق المصرى لتقديم خدمات الاتصالات المحمولة شركات أجنبية وتابعة لشركات عالمية ، تهدف لتحقيق الارباح وتحويله للخارج ، الامر الذى يدفعنا للسؤال ماذا عن دور هذه الشركات فى تنمية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المحلى كجزء من مسؤوليتها لبناء مجتمع المعلومات و الدخول لاقتصاد المعرفة وتعظيم استفادة المواطن العادى من عوائد قطاع الاتصالات ؟ 

ومؤخرا كشف المهندس حاتم دويدار الرئيس التنفيذى لشركة " فودافون " مصر عن استعداد الشركة لطرح صندوق "لدعم الابداع فى مجال تكنولوجيا المعلومات وتطبيقات المحمول" اذ يعني الصندوق بإمتلاك حصص في مجموعة من الشركات تكنولوجيا المعلومات الصغيرة والمتوسطة الواعدة التي ما زالت في مراحلها المبكرة أو التي في طريقها لتحقيق سيولة نقدية ايجابية ثم اعادة بيع حصتها فى هذه الشركات ، وهو في الوقت نفسه يعد من أشكال التمويل عالي المخاطر موضحا أن الشركة تحرص على بث روح ريادة الأعمال والمشاركة بدعم من لديهم أفكار أو ابتكارات أو نماذج أعمال تحتاج لرأس مال مخاطر، وخاصة أن البنوك العاملة بالمملكة لا تقوم حاليا بإقراض مثل هذه الأعمال .

ومن ثمة فأن هذا صندوق" رأس المال المخاطر " سيشارك فى انجاح شركات تكنولوجيا المعلومات الصغيرة وفى مرحلة لاحقه يقوم ببيع إحدى الشركات الممولة من قبله أو طرحها للاكتتاب العام بما يحقق عائدات للصندوق جذابة للمستثمرين والشركاء في الصندوق، وعلى سبيل المثال، فإن استثمارات درابر فيشر جيرفستون في ال "هوت ميل " ، ورأس مال سيكوديا في " جوجل"  أو كينير بيركنز في " أمازون " ، و" جينيتك " عندما كانت جميعها شركات خاصة،حققت عائدات ضخمة وخلقت الآلاف من الوظائف المهمة .

وفى اعتقادى ان دعم المنشأت التكنولوجية الصغيرة تحتاج إلى ضرورة إتاحة الفرصة أمامها للمشاركة فى تلبية متطلبات شركات تشغيل شبكات الاتصالات المحمولة وذلك من خلال تخصيص نسبه من مشتروات التكنولوجية و السماح لها بالتقدم للمناقصات .

ومنذ عدة أعوام أعلنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن تشغيل صندوق حضانات الأعمال التكنولوجيا برأسمال 10 مليون دولار حيث قام باختيار 12 مشروع تقريبا للاستثمار فيها ، وتم زيادة رأسماله إلى 50 مليون دولار ، اذ يركز على ضخ الاسثتمار المالى فى الشركات التكنولوجيا العاملة بالفعل فى السوق والتى لها تواجد وتحمل الكثير من التوقعات المستقبلية للتوسع إلا إنها تحتاج إلى تمويل مالى لهذه التوسعات وبالتالى فان الربح والعائد المادى هو الهدف الأساسى للمشروع  .

فى  تصورى أن صناعة المعلومات إحدى الصناعات الواعدة التى تعتمد فى توطينها على مفهوم المنشأت الصغيرة التى تشكل بالتعاون بين مجموعة من الشباب الذى لا يمتلك إلا مجهوده العقلى فهنا تظهر أهمية وجود أنواع من التمويل الميسر للمشروعات الصغيرة فى مجال تكنولوجيا المعلومات وألا ينظر إليها باعتبارها صناعة عالية المخاطر ومن ثمة تحجم جميع الكيانات الحكومية والمالية عن تمويلها ومن ثمة فأن دعوتنا لشركات الاتصات المحمولة لتبنى مفهوم تاسيس صناديق راس المال المخاطر ترجع للدور الايجابى لتلك الصناديق فى خلق جيل جديد من الشركات القادرة على التنافس بالسوق المحلى والعالمى فمن المعروف ان الشركات التكنولوجيا العالمية الحالية كالفيسبوك وجوجل كانت احد ثمار الاستثمار لاحدى صناديق رأس المال المخاطر بتمويل تلك الأنواع من الشركات والاعتناء بهذا النوع من والأفكار الابتكارية .

وفى النهاية نأمل أن تطلعنا باقى شركات تقدم خدمات الاتصالات المحمولة عن استراتيجيتهم المستقبلية لانشاء صناديق رأسمال المال المخاطر أو المساهمة فى زيادة رأس المال ، الذى اطلقته وزارة الاتصالات ،  للاستثمار فى شركات التكنولوجيا كما نريد أن نعرف هل يمكنهم المشاركة فى انشاء حضانات تكنولوجية بالمحافظات والاستفادة من هذا المفهوم فى دعم ابتكار الشباب وتحويله من مجرد افكار الى مشروعات ملموسة كنواة لزيادة قدراتنا الإنتاجية لإثراء وتوطين قطاع تكنولوجيا المعلومات المحلى .

مجرد تساؤلات

شعب واحد .. تحية تحرك نقابة الصحفيين والكثير من الجهات الاهلية لاطلاق مبادرات ايجابية ومتنوعة " اقتصادية واعلامية وسياسية "  لكسر الحاجز النفسي الذي حدث تجاه أهالي بورسعيد بعد الأحداث المؤسفه ،التي دارت أحداثها في أستاد بورسعيد ، وأن أهالي بورسعيد الشرفاء ليسوا هم المسؤلين عن هذه المجزره وأن المسؤلين هم أطراف مؤامره دبرت بكل خسه ضد زهره شباب مصر ولاحداث شرخ وحاجز بين أبناء الشعب الواحد والتمييز والتقسيم علي أساس جغرافي وهذا هو خطر التقسيم الحقيقي. فهل حان الوقت ليضع كل الشرفاء ايديهم معا لحماية وبناء الوطن ؟

نقابة للزباليين .. يشكل نجاح جمعية روح الشباب للبيئة بمنشية ناصر فى تأسيس أول نقابة للزبالين فى مصر، الذى يصل عددهم إلى 120 ألف زبال بمحافظة القاهرة فقط ، خطوة ايجابية نحو تطوير مهنة والمعدات الخاصة بالقمامة وتقديم التأمينات الاجتماعية والصحية للزبال ، لاسيما واننا جميعا ادركنا مدى اهمية دوره ، والسؤال هل تنجح هذه النقابة فى تاسيس شركات رسمسة للنظافة يمكنها التعاقد مع هيئة الاسثتمار والدخول فى مجال اعادة تدوير القمامة وانتاج الطاقة المتجددة باستخدام التكنولوجيا الحديثة ؟

الانفلات الاخلاقى .. ما يعانيه الشارع المصرى مؤخرا من كافة مظاهر عدم الاحترام ورغبة الجميع فى الحصول على حقه بالقوة والبلطجة وتزايد الجرائم ، لدرجة قتل مواطنة فى سيارتها عز الظهر باحد اكثر الاماكن ازدحاما ، بتطلب ضروة تدخل رجال الدين والسياسة والعقلاء من ابناء هذا الوطن لضرورة عودة لغة الاحترام للشارع المصرى واحترام القيم والقواعد التى تربينا عليها . لماذا يصر البعض ان مفهوم الحرية السياسية هو مرادف لقلة الادب والتعدى اللفظى على المختلفين معهم فى الراى مما ادى الى انتشار الهجمية والرجعية بين ابناء الشعب ؟