الصراع التكنولوجي .. ومستقبل الهيمنة الصينية

بقلم : خالد حسن

شهدت العقود الثلاث الماضية بزوغ نجم الصين كمصنع للعالم وقيام الغالبية العظمى من الشركات العالمية بنقل مصانعها ووحدات إنتاجها إلى الصين للاستفادة من مزايا العمالة الرخيصة وتوافر المواد الخام ، منخفضة السعر ، وبالتالي تخفيض تكلفة الإنتاج وزيادة الأرباح  ولكن يبدو أن التطور التكنولوجي الحالي فيما يعرف بعلوم الروبوت والذكاء الصناعي والنانو تكنولوجي سيكون لها رأي آخر في المستقبل لإعادة تحقيق التوازن في كسر الهيمنة الصينية على كل المنتجات الصناعية والاستحواذ على مصانع العالم .

واليوم أصبحت الروبوتات قادرة على إجراء عمليات جراحية بالغة الدقة، بداية استخلاص الحليب من الأبقار مرورا بإجراء استطلاع ومراقبة عسكرية بل حتى المشاركة في القتال والتحليق بالطائرات المقاتلة إذ تؤكد الدراسات العالمية أن الجيل الجديد من الروبوتات سيتمكن من تخفيض الإنتاج بدرجة أكبر من اليد العاملة البشرية ، بما في ذلك الموجودة في الصين ، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار التوجه العالمي نحو دعم الابتكار الفردي في شركات ناشئة تتيح لأي شخص لدية أدوات بسيطة لتجميع الروبوت وتطوير مهام جديدة مبتكرة ليقوم بإنجازها.

ومؤخرا كشفت شركة " فوكسكون " ، التي تصنع أجهزة آي فون وآي باد وهي أيضا أضخم شركة تصنيع صينية، عن نيتها تركيب مليون ربوت خلال 3 سنوات لاستبدال عمالها بهم بعد أن وجدت أن كلفة العمال أصبحت مرتفعة وكذلك الحال مع كثرة مطالبهم كما يجري حاليا تصنيع أكثر سيارت العالم تقدما وهي تسلا موديل إس " Tesla Model S " ، في وادي السليكون والذي يعد أحد أغلى المناطق في الولايات المتحدة، ويمكن لشركة تسلا تحمل هذه التكاليف لأنها تستخدم الروبوتات لتجميع السيارة .

في تصوري أن الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي بعد كبوة الثمانينيات من القرن الماضي ، فالبرامج التي تتحكم بالكمبيوترات لإنجاز مهام عديدة ، سيكون لها دور مؤثر في مستقبل الصناعة العالمية من خلال تغللها في العديد من الصناعات فها هو الذكاء الاصطناعي يقود السيارات "ذاتية القيادة" كما هو الحال مع برنامج " أبل سيري " وتجد تقنيات الذكاء الاصطناعي طريقها في قطاع التصنيع لتسمح بتصميم منتجاتنا في المنزل بالاستعانة بأدوات تعتمد الذكاء الاصطناعي للتصميم.كيف يمكن بعدها تحويل هذه التصاميم إلى منتجات؟ بطباعتها في المنزل أو متاجر حديثة على طراز مكاتب "كينكوز "و"زيروكس" ، في منشآت تصنيع مشتركة للعموم مثل "تيك شوب" و" شيب ويز " إذ تقدم مؤسسة " تيك شوب " لأعضائها من المهتمين بالتصنيع الذاتي ورشة عمل بتقنيات التصنيع الجديدة التي أصبحت في الأفق .

في اعتقادي أيضا أن تزايد الحلول التقنية بما بات يعرف بالتصنيع التراكمي " additive manufacturing " سيتيح هذا المفهوم بطباعة المنتجات بأسلوب يتمتع بالجدوى الاقتصادية ففي الطريقة التقليدية لصناعة أي شيء ستحصل على قطع المواد الخام لتقوم بتقطيعها أو قصها حسب القياسات اللازمة لتهدر كمية من هذه المواد الزائدة، بعد استخدام أدوات مثل المنشار وأجهزة الخراطة والتدوير والحفر للحصول على الشكل أو التصميم المطلوب .

وفي أحدث نقاش عن استرداد "المجد" الأمريكي واستعادة الوظائف اجتمع عدد من رجال الأعمال والإعلام لمناقشة استرداد الوظائف وإنعاش التصنيع الأمريكي ليستعيد "أمجاده". وتحدث عن ذلك فيدفيك ودوا وهو كاتب في مجلة "فوربس " مع الرئيس التنفيدي لشركة " أوتوديسك " ومع فيجاي فيسيسوارا مدير مكتب صحيفة " الأيكونميست "  في الصين .

وأشار الكاتب فيدفيك أنه وعلى الرغم من المخاوف التي تثار حول فقاعة العقارات أو البنية التحتية الصينية إلا أن هذه مجرد مخاطر قريبة الأجل يمكن للصين التعامل معها وتجاوزها، فيما يكمن الخطر بعيد المدى أكبر بكثير من هذه وهو فقاعة التصنيع فارتفاع تكاليف التصنيع والضغط السياسي لن يغير المعادلة التي تحكم هيمنة التصنيع الصيني، فالدمار الذي سيلحق بقطاع التصنيع الصيني الهائل يكمن في مجموعة من التقنيات التي تتطور بوتيرة عالية لتتكامل معا في ثورة تصنيع جديدة قادمة قريبا.

  موضحا تتضمن هذه التقنيات كل من علم الروبوتات والذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد والنانو تكنولوجي. وتتزايد مخاوف الصين ولا شك أن الولايات المتحدة ستستعيد هيمنتها في قطاع التصنيع فإن لم يكن لها ذلك في هذا العقد فمن المؤكد أن ذلك سيحصل مطلع العقد القادم. لكن الوظائف التي خرجت من الولايات المتحدة لن تعود إليها بل لن تكون موجودة أصلا؟ فما هي الوظائف الجديدة إذا؟ .

بينما أشار كارل باس الرئيس التنفيذي لشركة "أوتوديسك " ، أحد الخبراء المتخصصين في الطباعة المجسمة والتصنيع الرقمي ، أنه كما سبق لنا توليد وظائف جديدة برواتب أعلى في كل مرحلة تحول صناعي فإننا سنولد مجموعة جديدة من القطاعات والوظائف فيها وستشهد الولايات المتحدة عصر من الوفرة والازدهار مجددا فالتقنيات آنفة الذكر بدأت تشهد سرعة كبيرة في تقدمها بعد مسيرة بطيئة. لننظر كيف قفزت الحوسبة مراحل متقدمة إلى أن وصلت قوة الحوسبة في الهواتف المحمولة في جيوبنا إلى قدرات تفوق أداء الكمبيوترات السوبر في الستينيات، وكيف أحدثت الإنترنت ثورة، خلال 15 سنة من عمرها، ليتغير العمل في كل شيء من التسوق وحتى الاتصال والعمل .

•     مجرد تساؤلات 
•         
•        دكتور هشام قنديل رئيس الوزراء ..ظاهرة محلات وأكشاك الأرصفة وقارعة الشوارع أشبه بخلايا سرطانية كلما ازدادت درجة انتشارها يصعب استتئصالها بما يهدد حياة المارة في الشوارع لانتشار العنف والجرائم والتحرش والحل من وجهة نظري " الأسواق المجمعة " بمقابل مادي للأحياء لتطويرها وتقنين الهجرة الداخلية وتطبيق القانون بحسم فهل نجد هذا قريبا .
•       صورة هاني محمود
•        د: هاني محمود .. ندرك أن مهمة إدارة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإعادة القطاع لمعدلات نموه السابقة ليست سهلة ولكنها في نفس الوقت ليست مستحيلة . نتطلع من كونك أحد أبناء هذا القطاع وضع رؤية مستقبلية لاستكمال ما تم مع تبني خطة عاجلة للإنقاذ السريع والعاجل كما ننتظر المساندة والدعم والتكاتف من كل العاملين بالقطاع .

• ·       هيبة القانون .. ما حدث في دهشور  وأمام مبنى النايل سيتي يؤكد أن احترام  القانون وهيبة الدولة وصلت إلى أدنى مستوياتها لدى الكثيرين من أبناء الوطن ونحتاج إلى عمل حاسم وفوري لاستعادة هذه الهيبة قبل أن ينفرط العقد بين أبناء الأمة  والتأكيد أن مصر وطن لجميع أبنائها لن يحكمها إلا القانون وتطبيقه بصورة حازمة وبمنتهى القوة على الجميع  مع الأخذ في الاعتبار أن سكوت الإعلام والرئاسة عن المعالجة الموضوعية والاكتفاء بالمعالجات الأمنية سيتسبب في كوارث أكبر .
• ·      
• ·       الطاقة الشمسية .. تعتمد عملية تصنيع الألواح الخالية الضوئية المولدة للطاقة الشمسية على نوعية عالية الجودة من الرمال الخاصة والحمد لله أن مصر مليئة بهذه النوعية من الرمال، خاصة في وسط سيناء ، ولدينا أفضل نسبة سطوع للشمس على مدار العام ، خاصة في الصحراء الغربية ، السؤال ماذا ينقصنا حتى يتم التوسع في إنتاج الطاقة الشمسية والحد من مشكلة انقطاع الكهرياء التي يعاني منها ملايين المصريين  ؟ .