نبضات التكنولوجيا .. والاستثمارات الأمريكية

نبضات 

التكنولوجيا .. والاستثمارات الأمريكية

بقلم : خالد حسن

khaled@alamrakamy.com

ما من شك في أن ثورة التكنولوجيا والاتصالات لها دور كبير في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل كبير وأصبح الاعتماد عليها ليس محك اختبار وإنما نحتاج إلى ضرورة معرفة ماذا نريد من التكنولوجيا ؟ وأى تكنولوجيا نريدها ؟ وكيف نساهم في بناء هذه التكنولوجيا ؟.

وإذا كانت الفترة الماضية شهدت رواجا وطفرة كبيرة في الاستثمارات المحلية والأجنبية في  مجال إقامة شبكات الاتصالات ، الثابتة والمحمول ، والتوسع في تقديم خدمات الإنترنت فإن الفترة القادمة من المتوقع أن تشهد توجيه الاستثمارات نحو تقديم خدمات المعلومات وتوطين الإبداع والابتكار في الخدمات وتطبيقات المحمول ومن هنا تأتى أهمية الزيارة التى سيقوم بها الدكتور ماجد عثمان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للولايات المتحدة الأمريكية إذ رغم صعوبة مهمة الوفد المصري إلا أن الوضع الراهن يحتاج إلى مثل هذه التحركات الإيجابية للترويج للفرص الاستثمارية المتاحة للشركات الأمريكية المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات للتواجد بالسوق المصرية .

وعلى مدار السنوات الخمس عشرة الماضية اعترفت الشركات العالمية للتكنولوجيا بأن السوق المصرية هي بوابة رئيسية للتواجد الدائم بأسواق الشرق الأوسط وأفريقيا فنجد سعى الشركات لضخ استثمارات جديدة لتنمية هذه السوق ، والتي ما زالت تعتبر سوقا بكرا تحتاج إلى المزيد من الاستثمارات ذات الطبيعة المخاطرة ، وهنا تأتي أهمية الاستفادة من التجربة الأمريكية في دعوة صناديق رأس المال المخاطر لاكتشاف ودعم الأفكار التكنولوجية المحلية الجديدة وكذلك تحفيز الشركات العالمية المعنية بإقامة وتنمية الحضانات التكنولوجية للتواجد بمصر على غرار الاتقاقية التى تمت نهاية العام الماضي مع شركة "  plug and play " ، أشهر شركة أمريكية متخصصة في إدارة الحضانات التكنولوجية ، لاحتضان 15 شركة محلية ناشئة وتدريبها في مصر وأمريكا إلا أن الاضطربات الساسية ربما تكون أجلت بداية انطلاق هذا الاتفاق والذي كان يفترض مطللع العام الحالي .

نتطلع أن تنجح الزيادة في التأكيد على أهمية السوق المصرية ليس كمصدر لأيدي عاملة ماهرة ورخيصة فحسب,  بل كمركز لإجراء عمليات  البحث والتطوير, لا سيما مع حصول كثير من شركات البرمجيات المصرية على شهادة معايير الجودة العالمية  وقدرتها على تقديم حلول برمجية متكاملة للشركات العملاقة .

في اعتقادي أن التجربة المصرية للتنمية التكنولوجية تحاكي بقوة التجربة الهندية ، للتحول إلى لاعب رئيسي على خريطة التكنولوجيا العالمية ، وإن كانت تجربتنا لديها من المزايا والإمكانيات والخصوصية المصرية ما يمنحنا قوة كبيرة مقارنة ببدايات التجربة الهندية لاسيما في ظل اتساع حجم الطب بالسوق العالمية للتكنولوجيا وسهولة التواصل مع العملاء في أي مكان .

في تصوري أن التحدي الأكبر للنجاح في جذب الاستثمارات الأجنبية لسوق التكنولوجيا المحلية يمكن في قدرتنا على توطين ثقافة الإبداع وضرورة التوعية بالمنافع الاقتصادية من وراء دعم الإبداع ، إذ لابد أن يكون لدى الجميع " أفرادا  ومؤسسات ، قناعة أنه بدون الإبداع ستصبح فرص المنافسة أو البقاء معدومة تقريبا لذا لابد أن يكون هناك نوع من الحملة منظمة للتوعية وتحفيز كل فئات المجتمع بأهمية توطين ثقافة الإبداع ليس في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فقط وإنما في جميع القطاعات والتأكيد على رسالة واضحة وهى أن تنمية الإبداع والبحث العالمى في هذا المجال ما هى قضية جوهرية لرفع المؤشرات والمعطيات على كل الأصعدة من خلال زيادة الإنفاق على البحث العلمي لمواكبة التكنولوجيا المتقدمة في العالم والانتقال من استيراد التكنولوجيا إلى توطينها وإنتاجها وتصديرها في المستقبل .

كذلك يجب أن نأخذ في الاعتبار أن إقامة مراكز البحث العلمي والإبداع ليس صناعة كثيفة العمالة وإنما هى صناعة تعتمد في المقام الأول على تنمية وتدريب وتأهيل العقول البشرية واختيار المجالات البحثية التى يجب أن نركز عليها نظرا للقيمة المضافة الكبيرة لهذه الكوادر البشرية ، والتى يمكن أن تتجاوز نحو 300 ألف دولار سنويا ، ونؤكد أن كل نوعيات عملية الإبداع تحتاج إلى المناخ المناسب حتى يمكن أن ترى النور ومن ثمة فإن مراكز البحث والتطوير ، على غرار مركز الإبداع العالمي التى أسسته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، تعد بمثابة الحضانة الأساسية لتفريغ كل مراحل الإبداع لدى الكوادر البشرية وبالتالي علينا التوسع في إقامة مراكز متخصصة للإبداع التكنولوجي .

مجرد تساؤلات

•        تحية لمشروع "دعم التعلم الإلكتروني للطلاب المعاقين بصرياً وسمعياً".. خطوة جيدة على طريق الاهتمام بنحو 8 ملايين مواطن مصري من ذوي الاحتياجات الخاصة فبالتأكيد للتكنولوجيا دور إيجابي في إعادة تأهيل أبنائنا وإخواننا من ذوي الاحتياجات الخاصة بما ييساعدهم على الاندماج مع المجتمع ويصبحون قوة منتجة ومشاركة في البناء وليسوا عالة على المجتمع .
•        تليفونات لاسلكية وإنترنت سرية أمريكية .. جواسيس إسرائيليون ..قناصة من أوروبا ..جنود من حزب الله ..جواسيس من إيران ماذا حدث ؟ أعتقد أنه من المهم جدا أن نعرف الأدوار الأجنبية التى شهدها وطننا خلال شهر فبراير 2011 ومن المسئول عن إشعار فتيل الفتنة الطائفية سواء بين المسلمين والمسحيين أو بين الشرطة والشعب ..ولمصلحة من تم كل ذلك ؟ وكيف نواجهه ؟.
•       أطلقت إيران قمرا صناعيا "رصد-1" هو الأول الذي يتم تصميمه وتصنيعه وتجميعه وتجريبه في داخل البلاد من قبل المنظمة الجيوفضائية للجمهورية الإسلامية ويهدف لإجراء الاتصال مع المحطات الأرضية والتصوير وإرسال الصور مع معلومات الاستشعار عن بعد إلى الأرض . عقبال القمر الصناعي المصري .