ناجح البواب .. مستثار

رؤية

ناجح البواب .. مستثار

• بقلم : د. ناصر فؤاد 

كعادة معظم البوابين في أوقات السنة التي تتمتع بطقس بارد أو لطيف ، أن تجدهم جلوسا أمام مداخل العمارات في المناطق المشمسة وفي إيديهم كوب شاي "حبر معسل" كما يطلق عليه لزيادة نسبة السكر والشاي به ، أما ناجح بواب عمارتنا الهمام ، فتجده ممسكا بجريدة يقرؤها قبل أن يسلمها لصاحبها ، وأحيانا جريدة قديمة أو كما نقول نحن " أخبار بايته" وفي أحيان كثيرة نستعذب ونستمتع بتلك الأخبار مثلما نفضل أكل البامية والملوخية "البايته"، وبادرني ناجح - الذي كان جالسا في بقعة دافئة يستمتع بشمس الصباح وبيده جريدة - عندما رآني خارجا من باب العمارة قائلا :

صباح الفل يا باشا ، قريت جرايد النهارده ولا لسه ، أصل سعادتك بطلت تشتري جرايد من سنتين تقريبا ، وأكيد بتقراها سيادتك على النت.

العبد لله : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، صباح الخير يا سيدي ، قريت العناوين بس كلها زي بعضها وأخبار النهارده زي أخبار امبارح زي أول امبارح ، طبعا أنت مش مبسوط من اني بطلت أجيب الجرايد ، مش لاقي حد تغالطه في الحساب ولا إيه.

ناجح : معلهش يا باشا ، علشان الاستفتاحة ما فيش زعل من سيادتك ، وبعدين أنا مش بغالط ، أنا زي الحكومة ، بعتمد على نعمة النسيان للشعب ، بس الغرض ما كانش فتح موضوع السمسرة أو المغالطة ، أنا عايز أعرف رأي حضرتك في موضوع مهم جدا .

العبد لله : خد راحتك ، أنا مستني واحد جاي علشان نروح مشوار سوا ، اتفضل يا مهم يا بتاع المواضيع المهمة.

ناجح : لو سيادتك جايب ناس مهمة تساعدك ، وكل واحد في تخصص ، وأنت اعتبرتهم أكتر ناس بتفهم في المجالات بتاعتهم ، واخترتهم زي ما بيقولوا على الفرازة ، وقلت لكل الناس انك محتاجهم جدا جدا ، وأنهم مهمين جدا ، ومش ممكن تستغني عنهم ، وأن تكاليفهم العالية جدا أقل بكتير من فوايدهم ، وأنهم ....

العبد لله : ناجح اصطبحنا واصطبح الملك لله ، على رأي العيال ، إنجز ، مش حنفضل طول اليوم في اللك ده ، بلاش لت وعجن ، خش في المفيد.

ناجح : يا باشا لازم تكون عارف أبعاد الموضوع علشان الحكم يبقى سليم ، برفكس ديرك

العبد لله : اللهم ما طوّلك يا روح

ناجح : خلاص يا باشا ، يعني سعادتك ، استعنت وعينت ناس في شركتك ، إشي بتاع قانون ، وإشي استراتيجي ، وإشي علشان الزباين، وعلشان المجتمع وعلشان وعلشان ، لحد ما بقى عندك فريق ولا كرة الرجبي الأمريكاني ، اللي الواحد بيحس لما يشوفها أن الفرقة 100 نفر ، وبعدين كلهم متقدرش تقول انك تستغني عنهم ، وتبص تشوف إن ده مش على هواك تمشيه ، وده يزعل منك ، ويمشي لوحده، وكل شوية واحد يمشي ويبدأ يلسن عليك ، ويقول إن سيادتك اللي غلط ... يبقي إيه الوضع .

العبد لله : بص يا عمنا ، إما إنك اخترت غلط أو أنك مش محتاجهم ، أو أنك مش مؤمن بأنهم لهم فايده بس جبتهم تتمنظر بيهم ، أو حاجات كتيره بس أكيد الاختيار أو المعايير بتاعتك يعني أساس الاختيار فيه حاجه، ومش عيب انك تغيرهم لما يطلعوا مش ماشيين من طريقتك ، أو أنهم مش قد المسئولية ، لكن إيه السؤال ده وليه ؟

ناجح : يا باشا مؤسسة الرياسة جابت مستشارين ، ولحد دلوقتي 7 منهم مشيوا والرياسة مش بتجيب بدالهم ، يا إما مشوهم ، أو هم استقالوا، ما في واحد فيهم إلا وطلع نشر أو الرياسة نشرت عليه "ما قال مالك لا مؤاخذه في الخمر "، وكلهم برضه بالطريقة دي ما نقدرش نقول عليهم إلا لا مؤاخذه مستثار.

وعلى الله قصد السبيل

من القلب

علي القهوة بنتجمع وعالمشاريب بنتلاعب

كما الدنيا تلاقينا احنا فينا المغلوب وفيه غالب

لكن بالحب والعشرة نقوم ونّام سوا أصحاب

وساعة الهجر بينا تروح مع الضحكة و نتعاتب