ناجح البواب .. فَحْت و ردم

رؤية

ناجح البواب .. فَحْت و ردم 

بقلم : د. ناصر فؤاد

جلس ثلاثتهم ناجح وسمير وعادل أمام مدخل العمارة على ثلاثة كراسي من الخيزران يستعملها "ناجح" بواب عمارتنا عندما يأتي إليه ضيوف أعزاء ، وقد أمسك كل منهم بيده كوبا من الشاي ، وحال وصولي قرب العمارة ، انتفض الاثنان بينما تثاقل ناجح في الوقوف ولكنه وقف أخيرا لتحيتي كالمعتاد ، وبادرني عادل بالسلام .

عادل : مساء الفل يا باشا ، والله احنا قلنا واحنا في طريقنا للبلد في إجازة ، لازم نفوت نسلم على سيادتك.

العبد لله : سيادتي ولا علشان تشوفوا خالكم "ناجح" وتأخدوا منه أي حاجة عايز يوصلها للبلد ، أصل انتم ما عندكمش ثقة في النظم البنكية للدولة .

تدخل سمير في الحديث : لا والله يا باشا ، انت عارف انت خيرك وفضلك مغرقنا ، من يوم ما حضرتك كلمت المقاول ، واحنا رفعنا راسك معاه وبنشتغل 100 % ودي يمكن أول إجازة طويلة لنا من 4 سنين .

عادل : يا باشا احنا مش ممكن نتعامل مع البنوك ولا البوستة إلا في الضرورة القصوى والشديد القوي ، الفلوس عندهم بتتنظر ، كل الموظفين اللي في المكتب في بلدنا يبقوا عارفين فلان بعت كذا ، وجماعتهم تحكي لكل النسوان .

العبد لله: وإيه أخبار شغلكم وزميلكم التالت راح فين ، آخر مرة شفتكم من 4 سنين ساعة ما كلمت المقاول اللي في العمارة اللي جنبنا بتاع شغل الكابلات ، وأخدكم في مشروع تبع الحكومة مدته كانت سنتين على ما أظن .

سمير : تمام يا باشا ، بس احنا بقالنا سنة تبع الحكومة ، مش تبع المقاول .

قاطعه ناجح : يا باشا دول بعد الثورة ،المشروع كان خلاص شطب فلوس والمقاول خلص وخلع، كتبوا هم التلاته طلب بأنهم يشتغلوا تبع الحكومة للدكتور شرف رئيس الحكومة، وقالوا احنا بقالنا 3 سنين شغالين في المشروع بعقد ، راحت الحكومة مثبتاهم التلاته على الوزارة صاحبة المشروع ، وبقوا على درجة مالية ، وموظفين آخر حلاوة .

العبد لله : ما شاء الله ، بس ده مش قانوني ولكنكم دلوقتي اكتسبتم موقف قانوني ، على العموم مبروك وبتعملوا إيه بقى في المشروع .

عادل : احنا اشتغلنا بنمد كابلات مخصوصة ، والجماعة الأجانب علموا كل واحد على حاجة ، أنا على حفار بيعمل حفرة غويطة نقدر نحط فيها الكابلات ، وزميلنا الله يرحمه على جرار يسقط الكابلات في الحفرة ، وسمير على شوكة بتاخد الرمل تدكه وتقفل الحفرة .

العبد لله : لا حول ولا قوة إلا بالله زميلك توفي ، ازاي يا بني .

سمير : سعادتك واحنا في الخيمة قرصه حنش ، ومحدش لحقه لأن مفيش حد منا أو في الموقع بيعرف يعمل إسعافات ، بس الشهادة لله الوزارة مش مقصره معاه ولا مع أهله ، كل شهر بتبعت مرتبه بالتمام والكمال ، ربنا يسترهم ما قطعهوش ولا لحظة .

العبد لله: مرتبه إيه تقصد معاشه ، وأكيد الشغل زاد عليكم ، أو جابوا حد مطرحه .

عادل: لا يا باشا مرتبه ، بييجي مع كشف المرتبات كل شهر ، واحنا بنبعته للبلد كل ما يتيسر ، وبرضه الوزارة مبعتتش حد بداله ، إنما موضوع الشغل زي ماهو ولا زاد ولا نقص ، والحمد لله قربنا نخلص الموقع ده ، واتصرفت لنا مكافأة حسن أداء أكتر من مرة .

العبدلله : انت بتقول إيه، والشغل ازاي ما زادش عليكم ، وازاي حتخلصوا في الميعاد .

ناجح : يا باشا دول من عيله جدعه ولا يهمها ، تلاقي واحد منهم بيركب الجرار ويمد الكابلات وكله تمام .

عادل : لا لا لا ياخال .. احنا ما نعرفش نشغل الجرار ولا نمد كابلات ، احنا بقالنا سنة كاملة تقريبا ، أنا بحفر زي ما تعلمت ، وسمير بيردم برضه ، ومفيش حد بيمد الكابلات.

وعلى الله قصد السبيل

من القلب

قالوا القمر قلت فوق في العلالي

قالوا الهرم قلت على مصرنا غالي

قالو ا الطماطم قلت عارفها دي مجنونة

قالو بالمرتب قلت يدوب حبة خضار شاري