فتح حصن الصعب بن معاذ

بدء الحصار على حصن الصعب بن معاذ وتم إعطاء الراية للحباب بن المنذر رضي الله عنه ، لم يكن بحصن الناعم الذي سقط طعام ، كان اليهود يأتون بالطعام من حصن الصعب ، فأصاب المسلمون مجاعة ، أخذ النبي صلى الله عليه و سلم يدعوا قائلا " اللهم افتح عليهم أعظم حصن فيه أكثر طعاما " ، خرج يوشع لطلب المبارزة فخرج له الحباب بن المنذر رضي الله عنه فقتله , ثم خرج رجل آخر فقتله  أحد الأنصار واستمرت المبارزة لكن بدون قتال ولم يفتح اليهود الحصن ولم يخرجوا للقتال ، أمسك المسلمون بمجموعة من الحمير وذبحوها وأرادوا أكلها من شدة الجوع فنهاهم الرسول صلى الله عليه وسلم وحرم ذلك عليهم في هذا الموطن ( الحمار الوحشى حلال ) كما حرم عليهم كذلك زواج المتعة وحرم عليهم كل ذي ناب من الحيوانات وكل ذي مخلب من الطيور .

 كان اليهود يقومون بإخراج الرعاة لرعاية الغنم حول الحصن يوميا مع حمايتهم بالنبال ، في يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم من يأتينا بشئ من هذا الغنم فتطوع أحد المسلمين وتسلل واستطاع أن يأتي بخروفين ، بدأ اليهود الهجوم بالنبال ولما بدأوا يصيبون المسلمين فتحوا الحصن فجأة وبدأوا الهجوم والمسلمين مشغولين بصد النبال ، المسلمون مرة أخرى ووصل اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى وفر المسلمون وما ثبت إلا النبي صلى الله عليه و سلم وعدد من الصحابة وانهزم المسلمون أمام حصن الصعب بن معاذ ، هنا بدأ النبي صلى الله علية وسلم يصرخ قائلا إلى عباد الله أين تفرون يا أهل بيعة الرضوان يا أصحاب الشجرة فلما سمع الصحابة هذا الدعاء رجعوا وبدأوا يدافعون عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى استطاعوا أن يردوا اليهود وقتل في هذا الهجوم ثلاثة من الصحابة ، فوجئ اليهود بالعودة فانسحبوا وطاردهم المسلمون ، حاول اليهود إغلاق الحصن فما استطاعوا ، انقلبت الهزيمة بثبات النبي صلى الله عليه و سلم إلى نصر وتم فتح حصن الصعب بن معاذ ، فر اليهود إلى حصن قلعة الزبير و تم أسر بعض منهم.

حدثت عدة أمور داخل هذا الحصن منها أن المسلمين وجدوا به طعاما يكفي كل الجيش ، كما وجدوا بالحصن آلات حربية ثقيلة منها المنجنيق وبراميل مملوءة بالخمر فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بكسرالبراميل ، أحد المسلمين شرب من الخمر التي كانت قد حرمت قبل الغزوة فعزره الرسول صلى الله عليه و سلم بأن ضربه بالحذاء وطلب من المسلمين ضربه بنعالهم ، جاءوه عمر بن الخطاب رضي الله عنه

وقال أتشرب الخمر يا رجل لعنك الله ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا عمر لا تلعنه إنه يحب الله ورسوله

ولكن الشيطان غلبه .

أسروا رجلا في هذا الموطن فإذا هو سلام بن مشكم أحد ملوك اليهود ، كان مريضا و ما استطاع الفرار فأمر النبي صلى الله عليه و سلم بقتله فقتل ، ثم إن النبي صلى الله عليه و سلم أمر المسلمين أن يصعدوا فوق حصن الصعب فصعدوا فقال كبروا فبدأوا التكبير وامتلأت قلوب اليهود بالرعب وعرفوا أن حصن الصعب تم فتحه .

فتح حصن قلعة الزبير  

ترك النبي صلى الله عليه وسلم كتيبة تحمي حصني الناعم والصعب وتوجه نحو الحصن الثالث حصن قلعة الزبير ، الحصون السابقة كانت خشبا أما هذا فكان مبنيا على رأس جبل فكان من أمنع حصونهم ، عزم اليهود على عدم الخروج حتى لا يحدث ما حدث لهم بحصني الناعم والصعب وكانوا يضربون كل من يقترب من الحصن بالنبال ، ظل الحصار والوضع هكذا لا يوجد أى مؤشر بأن هذا الحصن سيفتح فالمسلمون غير قادرين على الاقتراب واليهود لن يخرجوا ، حاولت كتيبة من المسلمين فشلت والأخرى أيضا فشلت ، بينما كاد اليأس يأتي في قلوب المسلمين تسلل رجل من اليهود اسمه غزال وطلب لقاء النبي صلى الله عليه و سلم فقابله وقال له ما وراءك قال ورائي حصن لا يفتح ، حصن مملوء بالعتاد والرجال والطعام فرد عليه النبي صلى الله عليه و سلم هل جئت تخوفني ! الله وعدني بفتح خيبر فقال غزال أعلم وعندنا في التوراة أنك تفتح خيبر فقال إذن ما أخرجك فقال أنا أدلك على طريقة تفتح بها الحصن بشرط أن تعطيني الأمان لنفسي ولأهلي وزوجتي وأقاريى وأموالنا  فقال له النبي صلى الله عليه و سلم نعم فقال غزال هذا الحصن ليس فيه ماء و يأتون بالماء من خلال سراديب من داخل الجبل إلى منطقة خارج الجبل عند العيون و أنتم لا تدرون ، ودل غزال النبي صلى الله عليه و سلم على الباب الذى يوصل إلى هذه السراديب فأغلقها المسلمون ووضعوا عليها حراسة ، لم يستطع اليهود فعل شيء وفي النهاية فتحوا الحصن وهجموا فثبت المسلمون ثم بدأوا يهاجمونهم و اقتحموا الحصن وتم فتحه وغنم المسلمون هذا الحصن ، وانتهى بذلك المسلمون من منطقة النقاط وانتقلوا إلى منطقة الشق .

فتح حصن أبي

بدأ الحصار على حصن أبي وكان على رأس تل فأمر النبي صلى الله عليه و سلم أبو دجانة رضي الله عنه أن يقود حملات الفتح على هذا الحصن و بدأ يقود حملة وراء الأخرى واليهود يردونه ، استمر الأمر عدة أيام مبارزات وكانت النتائج في الغالب قتل اليهود حتى أوقفوا المبارزة ، في اليوم الأخير قام هجوم كاسح بقيادة أبو دجانة رضي الله عنه عند بدء خروج اليهود واقتحم عليهم الباب وفر اليهود إلى حصن النزار وغنم المسلمون الغنائم .