 "كايرو آي سي تي 2016 ".. ودورة استثنائية

 بقلم : خالد حسن
منذ تبلور صورة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ـ في نهاية التسعينيات من القرن الماضي - وهو يشكل نموذجا إيجابيا للشراكة بين أطرافه الثلاث: الجهات الحكومية ـ ممثلة فى وزارة الاتصالات والجهات التابعة لها ، والقطاع الخاص ـ بما يتضمنه من شركات عالمية ومحلية بجانب جمعيات المجتمع المدني ، بالإضافة إلى الصحافة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي كان لها الدور الرئيسي في التعريف وتنمية الوعي المجتمعي وتسليط الضوء على الإمكانيات والفرص التي يتيحها هذا القطاع كقاطرة للتنمية الاقتصادية وزيادة القدرة التنافسية لمؤسساتنا .
وبالطبع وعلى مدار عشرين عاما كان معرض "كايرو آي سي تي " شاهد عيان على تطور شكل هذه الشراكة فكان متأثرا ومؤثرا في تاريخ التطور الخاصة بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فكانت هناك دورات بمثابة علامات فارقة شهدت قفزات توعية وكمية كبيرة انعكاسا لما شهده القطاع من حركة نمو متزايدة ومعدلات أداء كانت تقترب من 18 % سنويا وهو ما انعكس بوضوح في صورة نمو المشاركة للعارضين ونوعيتها .. ناهيك عن المشروعات والمبادرات التي تم إطلاقها بالمعرض وكان لها تأثير إيجابي ملموس في مسيرة التنمية التكنولوجية وتأتي الدورة الحالية للمعرض " CAIRO ICT 2016 ، التي ترفع شعار معيشة أكثر ذكاء " Disruption Digital Era " كأحد الدورات الاستثنائية في تاريخ المعرض .
ولعل الزائر للدورة الحالية للمعرض يمكنه للوهلة الأولى أن يكتشف تميز هذه الدورة ، فبداية من افتتاح ورعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي للمعرض في إشارة قوية للدعم الذي تقدمه مؤسسة الرئاسة لقطاع التكنولوجيا والاتصالات بوصفه النواة الرئيسية لمواكبة التطورات العالمية في كل القطاعات ومنحه الضوء الأخضر لتوسع الجهات الحكومية في تبني الحلول التكنولوجية لتحسين خدماتها المقدمة للمواطن خاصة مع انتهاء وزارة الاتصالات من مشروع توحيد قواعد البيانات وتعظيم الاستفادة منها .
كذلك تشهد الدورة الحالية للمعرض حالة من الانتعاش ليس على مستوى طرح تقنيات جديدة ، ولكن على مستوى طرح الحلول التكنولوجية والتطبيقات التي تسعى إلى تقديم حلول تقنية للكثير من المشاكل المجتمعية التي تواجه المجتمع المحلي وهو ما يتسق ويتجلى بوضوح في رفع جناح وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشعار التحول الرقمي " Time FOR TRANSFORMATION " ومن ثمة فإن هناك حالة من التركيز الشديد والإدراك لما نواجهه جميعا " حكومة ومؤسسات أعمال " من تحديات جسيمة وبدون تفعيل الشراكة والتعاون بين كل الأطراف سيكون من الصعب الانتقال لمرحلة الاقتصاد الرقمي والذي بات يعتمد على البنية التكنولوجية وثورة الاتصالات والحلول التقنية بصورة أكبر بكثير من مفهوم الاقتصاد بصورته التقليدية وهنا تأتي أهمية الحلول التي تقدمها شركات التكنولوجيا التي يتضمنها الجناح .
وفي ظل الحديث عن الحكومة الإلكترونية ، والاستعداد لإطلاق نحو 50 خدمة إلكترونية بصورة متكاملة خلال عام 2017 ، شهد المعرض تواجدا مكثفا للعديد من الوزارات والجهات الحكومية التي حرصت على المشاركة في المعرض من أجل عرض لرؤيتها في كيفية توظيف التكنولوجيا في مجال المدن الذكية وتطوير خدماتها مثل خدمات المرافق" كهرباء، ومياه وغاز " وخدمات الشهر العقاري ،‎ ‎وخدمات المحاكم، وخدمات توثيق العقود والتوكيلات، وخدمات ‏المرور، وخدمات البطاقة التموينية، وخدمات ذوي الإعاقة، ‏وخدمات بوابة الحكومة المصرية، وكذلك خدمات الشركات مثل خدمات متابعة أسطول المركبات، ‏وخدمات الخريطة التجارية للإسكندرية، وخدمات بوابة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، وخدمات ‏بوابة المشتريات الحكومية.
كما تتميز دورة " CAIRO ICT 2016 " بسعيها إلى تعزيز مكانة مصر كمركز عالمي للابتكار إضافة إلى تحفيز المؤسسات والأفراد على إطلاق وتنفيذ مبادرات وأفكار مبتكرة تخدم المجتمع، وجعل الابتكار أسلوب حياة يومية للأفراد وممارسة فعلية لإدارة الشئون والمهام اليومية وهو ما يتجلى فيما تناولته أمس ، في نفس هذا المكان ، من إطلاق مبادرة " ساحة الابتكار" والمخصصة لمساندة وتطوير الشركات الصغيرة والناشئة في مصر، بالتعاون مغ شركة" سامسونج ".
وفي تصوري أن الإطلاق " التجريبي" لخدمات الجيل الرابع للمحمول وما أتاحته من تطبيقات جديدة ومتنوعة كانت هى بمثابة عروس المعرض إذ يحرص كل المشغلين على إتاحة الفرصة أمام زوار المعرض لتجربة الخدمة والتي تفتح الباب أمام سرعات الإنترنت عالية بسرعة تصل إلي 100 Mbit ، وهى أضعاف السرعات الحالية سواء للبرود باند أو الإنترنت المحمول، وهو ما يشكل قفزة نوعية في مستوى البنية التحتية للإنترنت والتي تعد أحد أهم التحديات لإنجاز عملية التحول الرقمي ، مع الأخذ في الاعتبار أن كل زيادة في معدلات التنمية بقطاع الإنترنت سينعكس إيجابا في نمو معدلات التنمية للناتج المحلي ، بجانب إثراء التطبيقات التي تعتمد على مفهوم الحوسبة السحابية " لتخزين واسترداد وإدارة البيانات ، وكذلك تطبيقات الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية والمالتي ميديا وحلول التعليم والصحة عن بعد .
في النهاية نؤكد الاستثنائية للدورة الحالية للمعرض امتدت أيضا للنمو الملحوظ في إجمالي عدد الشركات المشاركة والتنوع الذي تضمنته قاعات وأجنحة المعرض ونتطلع أن تمتد للقضايا وثراء المناقشات والحوار التفاعلي ، التي سوف تصاحب المعرض ، لترجمة الشراكة الإيجابية بين كل شركاء التنمية التكنولوجية.
 مجرد تساؤلات
 " بلاك فرايداى " .. لست ضد إنعاش الطلب في السوق المحلي من خلال الإعلان عن تخفيضات سعرية ، خاصة إذا كانت في بداية الموسم الشتوي وليست في نهايته ما يتح للمستهلك تلبية احتياجاته ، ولكن السؤال هل ما شهدناه مؤخرا يمكن أن يطلق عليه أوكازيون حقيقي أم مجرد خدعة للمستهلكين بأسعار وهمية تم رفعها قبل "البلاك فرايداى "ثم تخفيضها ؟
 التطور التكنولوجي والثورة الزراعية .. كشف مؤخرا فريقا علميا وخبراء لفحص الأراضي الصالحة للزراعة ومصادر مياهها بصحراء مصر، المشكل من جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وهيئة الاستشعار عن بعد والأقمار الصناعية ، اكتشاف مياه عذبة بعمق 50 مترا فقط لاستصلاح ملايين الأفدنة بطريق محور روض الفرج، الضبعة الجديد ..هذا هو ما نتطلع إليه من التكنولوجيا لتقديم حلول جذرية لمشاكلنا.
 قناة الجزيرة .. قناة تحت حماية القواعد الصهيونية الأمريكية ..ماذا ننتظر منها ؟