 الإبدع و" CAIRO ICT" ..وتغيير قواعد اللعبة

 بقلم : خالد حسن
نعلم أن " الإبداع " هو الدافع الرئيسي لتوجيه الدولة نحو التنوع الاقتصادي وذلك عبر جمع الأفكار الإبداعية وإيجاد حلول ابتكارية لمعوقات وتحديات عدد من القطاعات الرئيسية هي "الطاقة المستدامة" و"المدن الذكية" و"الرعاية الصحيّة" و"النقل" و"التنوع الصناعي" وفي نفس الوقت علينا بحث سبل إزالة العوائق التي تحول دون نجاح الصغيرة والمتوسط والشركات الناشئة في الدولة ، ومساعدتهم على تبني الحلول التكنولوجية الابتكارية ، مع تحديد أهم التحديات والفرص المتاحة أمام روّاد الأعمال خلال المراحل الأولى من مشاريعهم الناشئة.
ولعلنا نتفق أن من أهم العقبات الأساسية التي تواجه روّاد الأعمال تكمن في ضرورة اتخاذ الحكومة لإجراءات كفيلة بمساعدة ازدهار قطاع ريادة الأعمال، حيث تتمحور العوامل الكامنة وراء هذه العقبات حول عدة نقاط أهمها ارتفاع تكاليف إقامة المشاريع الناشئة، ومحدودية الوصول للبيانات المطلوبة، والإجراءات الإدارية المطوّلة ومطالب التراخيص البيروقراطية، وقلّة توافر عمليات تدريب معتمدة للأفراد الراغبين في خوض مجال ريادة الأعمال.
ومن هنا تأتي أهمية الدورة الحالية لمعرض " CAIRO 1CT 2016 " والتي تشهد للمرة الأولى ، انطلاق ، مبادرة تحت عنوان "Innovation Arena" أو "ساحة الإبتكار" والمخصصة لمساندة وتطوير الشركات الصغيرة والناشئة في مصر، بالتعاون بين الشركة المنظمة للمعرض وشركة" سامسونج العالمية"، لمنح الفرصة لشباب المبتكرين الصاعدين لتحقيق قدراتهم وتحويل افكارهم الإبداعية إلى حقيقة ملموسة في محاولة جادة وفعاله لتمكين الشباب والسماح لهم بتنفيذ رؤيتهم الخلاقة، وستقوم هذه المبادرة بالجمع بينهم وبين أصحاب رؤوس الأموال من المستثمرين والممولين الذين لديهم القدرة والاستعداد لمساعدة هؤلاء الشباب في الوصول إلى احلامهم وتنفيذ مشاريعهم.
وقام معرض" كايرو أي سي تي " بدعوة مختلف الجهات المساندة للhبتكار والمبتكرين – سواء الجهات الحكومية أو القطاع الخاص أو غيرها لحضور هذا الحدث المهم ،وتعتبر هذه المبادرة الأولى من نوعها كمحاولة جادة تعود بالنفع على كل الأطراف المعنية وخاصة المستثمرين من أصحاب رؤوس الأموال ممن لديهم الرغبة في احتضان الافكار الجديدة المبتكرة وتحويلها إلى مشروعات قائمة.
وفي ظل قناعتنا بأن توطين الإبداع يشكل أحد أهم متطلبات تنمية قدراتنا التنافسية في مجال تكنولوجيا المعلومات ووضع مصر على الخريطة العالمية للتقنية فإننا نأمل من خلال هذا التجمع لكل أطراف قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن نشهد بدء حوار تفاعلي لوضع محاور الاستراتيجية القومية للابتكار وتبادل الرؤى التي تعزز سُبل دفع الابتكار والترويج لبلادنا خلال السنوات القليلة المقبلة بوصفها واحدة من الاقتصادات العالمية الأكثر ابتكاراً، لاسيما أننا نمتلك كل المقومات الحيوية والدوافع لتحويل الأحلام إلى واقع ملموس، وأننا في حاجة ضرورية للبحث عن طرقٌ مبتكرة للتفكير في حياتنا والعالم أكثر من أي وقتٍ مضى منذ انطلاق الثورة الصناعية. لتمكين الابتكار من خلال استراتيجية تجمع بين الحكومة والجهات شبه الحكومية والجمعيات المدنيه وعالم الأعمال لمواجهة التحديات وإحداث التغيير .
نتطلع أن يتم إطلاق الاستراتيجية القومية للابتكار من قبل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى بهدف أن تدخل مصر لنادي الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم من خلال خلق منصة مثالية للقطاعين العام والخاص وتعزز التعاون المشترك بينهما بهدف تحقيق هذا الرؤية بأن نصبح أحد أكثر الدول ابتكاراً في المنطقة ، مع تحفيز وتشجيع مجتمع الأعمال المحلي على إدراك أهمية الابتكار والعمل على تطوير وتحسين عمليات البحث وتبني تقنيات جديدة، خاصة أننا في حاجة إلى المزيد من الاستثمار في المهارات والموارد وخلق ثقافة مؤسسية تشجع على التفكير المبتكر والمبدع.
وخلال السنوات الأخيرة تم إطلاق عدة مبادرات لمساعدة شركات التكنولوجيا على تبني ممارسات الابتكار وتطوير استراتيجيات الابتكار الخاصة بها مثل انتشار الحضانات التكنولوجية وربط عملة تطوير المنتجات والحلول التكنولوجية للشركات باحتياجات السوق ، ولاسيما الجهات الحكومية ، بهدف تحفير الابتكار ضمن مجتمع الأعمال المحلي، بالإضافة إلى تشجيع مفهوم رواد الأعمال من خلال تفعيل مبادرة إتاحة نحو 200 مليار جنيه كتمويل ميسر للشركات الصغبرة والمتوسطة ، وتخصيص نحو 10 مليارات جنيه لشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، من البنوك بسعر فائدة 5 % .
وفي اعتقادي أن البداية يجب أن تكون من ضرورة الاهتمام بالتدريب والتعليم والتوسع في عملية تأهيل قاعدة أكبر لكوادرنا البشرية في أحدث مجالات تكنولوجيا المعلومات كنواة اساسية لخلق حالة من الشغف والتمرد على الوضع الراهن ورغبتهم في إجراء تحسينات جوهرية عبر ابتكار حلول تكنولوجية فعالة لجعل الناس أفرادا أو مؤسسات ، أكثر سعادة وأكثر إنتاجية وتغيير قواعد اللعبة خاصة في مجالات الطاقة المستدامة والمدن الذكية والتعليم والنقل والرعاية الصحية والقطاعات الصناعية المتنوعة .
في النهاية من حقنا أن نتساءل متى يأتي اليوم الذي ندعو فيه العالم ليروا كيف يمكن أن نساهم في تغيير التطور التكنولوجي ؟ وما الابتكارات التي تم تطويرها محليا ويمكن ان تساعد على تغيير العالم ؟ أسئلة مشروعة أتمنى أن نجد إجابة لها على هامش فعاليات مؤتمرنا ومعرضنا السنوي " كايرو اى سى تى 2016 " أو كما أحب أن أطلق عليه "معرض مصر للتكنولوجيا ".
مجرد تساؤلات
 "فاتورة المحمول "احد معايير تقديم الدعم .. نعلم ان 90 % من سوق خدمات الاتصالات المحمولة بالسوق المصرية تعتمد على كروت الشحن وليس الفاتورة ومن ثمة فإن 8 أو 9 ملايين لديهم فاتورة تليفون من خلال الاعتماد على نظام اشتراك شهري فهل يمكن أن تكون فاتورة المحمول معيارا يمكن الاعتماد عليه في تحديد من يستحق الدعم ؟
 الجامعات وتنمية الابتكار .. في خطوة إيجابية للربط بين المراكز البحثية بالجامعات وإيجاد حلول للمشاكل المجتمعية تمكن مؤخرا فريقا بحثيا بكلية الزراعة من تسجيل براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمي، لإنتاج سماد نيتروجيني معدني مزدوج التغليف، وسيعمل على حل مشكلة سرعة امتصاص سماد اليوريا في التربة الزراعية، وزيادة نسبة استفادة النبات من السماد الى 90 % بدلا من 50 % حاليا إذ يتم تحويل هذه الأبحاث المهمة إلى صناعة تخدم المجتمع، كما سيتم إنتاج هذا الابتكار من خلال إنتاجه بواسطة شركة "الدلتا" للأسمدة.. متى تنتشر ثقافة العلم من أجل الحياة ؟
 نقابة الصحفيين .. بجانب دورها الخدمي لأعضائها إلا أن دورها الأساسي والأهم هو الدفاع عن حرية الرأي وحق التعبير وحرية الصحافة وهذا ما اتفقت عليه الجماعة الصحفية " شيوخا وشبابا " .. فهل يمكن ان نحافظ على هذا الدور وأن يتفهمه الجميع ؟