" CAIRO ICT 2016 " .. والتطلعات المشروعة

بقلم : خالد حسن
لم تعد معارض التكنولوجيا مجرد تجمع للشركات لعرض أحدث منتجاتها أمام عملائها وإنما باتت بمثابة مرآة حقيقية تعكس مدى التقدم التكنولوجي في الدولة ومدى جديتها في عملية التنمية التكنولوجية واستعداد مؤسسات الأعمال لمفهوم " التحول الرقمي " الذي تتشكل ملامحه منذ سنوات .
ومن هنا تأتى أهمية الدورة العشرين القادمة لفعاليات معرض القاهرة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات " كايرو آي سي تي 2016 " CAIRO ICT 2016 " والتي أتصور أنها ستكون مختلفة بصورة كبيرة لاسيما أنها تأتى بعد حالة الانتعاش الذي يشهد حاليا قطاع الاتصالات في ظل طرح 4 تراخيص لخدمات الجيل الرابع للمحمول وتحولهم جميعا لمفهوم المشغل المتكامل لخدمات الإنترنت بجانب دخول مشغل جديد ، وهو المصرية للاتصالات ،
وهو بالتالي يعني زيادة مستويات المنافسة في المجالات الأربع " إنترنت أرضي ، إنترنت محمول ، مكالمات التليفون المحمول ومكالمات التليفون الثابت " وهنا نتوقع أن يتم خلال المعرض طرح نوعية جديدة من باقات الخدمات التي تسمح للمستخدم بتوحيد ميزانية الاتصالات والإنترنت على غرار ما شهدته الدورة الأولى للمعرض من إطلاق أول مكالمة صوتية للهواتف المحمولة .
بمعنى آخر نتوقع أن يشهد المعرض قيام المشغلين الأربع بمحاكاة ما نراه من عروض وباقات متكاملة لخدمات الإنترنت والاتصالات في الأسواق الخارجية ، خاصة في أوروبا وأمريكا ، وأن يقوم المستخدم بدفع قيمة مالية ثابتة ليحصل على باقة متكاملة من خدمات الإنترنت والاتصالات بجانب باقة من القنوات التليفزيونيه المدفوعة وهذا تطور نوعي نتمنى ان يستمع به المستخدم المحلي.
كذلك نتطلع من الدورة العشرين للمعرض أن تتم دعوة العديد من الخبراء العالميين والمحللين ومتخذي القرار في شركات التكنولوجيا العالمية والإقليمية للتعرف على الفرصة التي يتيحها قطاع تكنولوجيا المعلومات المصري وما يقدمه من مزايا تنافسية حقيقية يمكنها أن تضع مصر على الخريطة العالمية لصناعة تكنولوجيا المعلومات في عدة مجالات كصناعة التعهيد أو تطبيقات المحمول أو البرمجيات وكذلك التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية .
كذلك نأمل أن يكون المعرض هو جسر من التواصل بين المواطن وكل الأجهزة والجهات الحكومية من خلال عرض رؤيتها لتبنيها الأدوات التكنولوجية لتطبيق مفهوم " الحكومة الإلكترونية " كأحد أهم متطلبات تحسين الخدمات الحكومية والقضاء على الفساد والبيروقراطية وكسب مصداقية وثقة المواطن لذا نتطلع إلى حضور قوى لكل الجهات والوزارات الحكومية التي تسعى لميكنة خدماتها وتقديمها بصورة إلكترونية للمواطن .
نعتقد أيضا أن " CAIRO ICT 2016 " يمكن أن يكون فرصة جيدة لكوادرنا البشرية للتعرف على التخصصات الوظيفية الجديدة التي يتيحها قطاع تكنولوجيا المعلومات ، خاصة أن هناك أكثر من 86 تخصصا يتيحها هذا القطاع ، ويجب ان نسلط الضوء على هذه التخصصات الجديدة وكيفية إتاحة التدريب وتأهيل مواردنا البشرية استعدادا للتغيرات المستقبلية في سوق العمل .
في تصوري أيضا أتمنى أن نرى في الدورة القادمة لمعرض " كايروا آي سي تي 2016 " مشاركة الجهات المعنية بتوطين مفهوم ريادة الأعمال ودعم الإبداع التكنولوجي لدى الشباب والجهات التمويلية وصناديق رأس المال المخاطر التي يمكنها تقديم المنح والقروض الخاصة بالأفكار الابتكارية في مجال تكنولوجيا المعلومات وأن يحدث تفاعل ايجابي بين أصحاب الأفكار وبين هذه الجهات التمويلية .
أخير نتطلع أن تشهد الدورة العشرون للمعرض ،كما اعتدنا دائما ، إطلاق مجموعة من المبادرات القومية والمشروعات التنموية والتي تستهدف تحقيق المزيد من التنمية بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي أتصور أنه يمكن أن تدور حول تحسين الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات المدن الذكية وأنظمة النقل الذكي والتوسع في نشر خدمات وصناعة المعلومات بالمحافظات .