-
IT DATA تعلن عن منحة MCITP في مراكزها المعتمدة للطلبة والخريجين بتكلفة منخفضة
-
الفيسبوكبون يشنون هجوم الكترونيا على موقع توفيق عكاشة
-
اشترك في مسابقة 2012 جنيه دهب من " موبينيل " واكسب جنيهات ذهبيةيومياً واسبوعياً وشهرياً
-
كيونت تطرح "بيور هوم" لمواجهة تلوث مياه الشرب فى مصر بعد الثورة
-
فى مذكرة ل شرف : سكان مدينة العبور يطالبون بنقلهم اداريا لمحافظة القاهرة
-
ب 5000 دولار : "امراة الية " لاقامة علاقات عاطفية مع الرجل
-
من ابناء القطاع : 3 مرشحين لتولى منصب وزير الاتصالات
-
اقبال كبير على التعليم الالكترونى فى مصر لقدرته على ايصال المعلومة اسرع وأقل تكلفة
-
"فودافون" تنفى القبض على 3 من موظفيها لبيعهم كروت بأسعار مخالفة للتسعيرة.. وتبحث تعديل عرض "الكارت كارتين" بما يتوافق مع مصلحة عملائها
-
"Hitech4all.com"يفوز بجائزة ثقافة الجودة بالإعلام العربي من جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية
اقرأ لهؤلاء
أصدقاؤك يفضلون:
بقلم : خالد حسن
رغم مرور نحو 43 عاما على حرب السادس من أكتوبر 1973 ـ العاشر من رمضان ، والانتصار الساحق للقوات المسلحة المصرية على العدوان الإسرائيلي إلا أنه ما أحوجنا هذه الايام لاستلهام قوة الروح والعزيمة وإرادة التحدي والإبداع في طرح الحلول التي تجلت في أروع صورها خلال هذا الانتصار العسكري التاريخي .. لاسيما أن هذه الأشياء موجودة بداخل كل واحد منا، ولكن فقط تحتاج منا إلى استدعائها وإحيائها وتفعيلها مرة أخرى .
وكشفت الوثائق السرية التى أفرجت الولايات المتحدة منذ سنوات ،بمقتضى قانون حرية الاطلاع ، والخاصة بحرب أكتوبر 1973 والتي تم تجميع هذه الوثائق من قِبَل مركز أرشيف الأمن القومي في واشنطن وفقاً لترتيبها الزمني ويبلغ عددها 88 وثيقة عن مدى قدرة المقاتل المصري وقدرته على تطويع وعظيم الاستفادة من الأدوات التكنولوجية، البسيطة التي كانت متاحة له وقتئذ ، كانت أكبر مفاجأة أربكت كل حسابات العدو الإسرائيلي وجعلته يعيش في كابوس لم يخطر له حتى في أسوأ أحلامه .
كذلك من أهم ما أكدته هذه الوثائق أنه لولا التدخل الأمريكي المباشر لصالح العدوان الإسرائيلي ، بداية من يوم 9 أكتوبر 1973 ، لكانت الهزيمة والخسائر الإسرائيلية أكبر بكثير مما حدث حيث أدى هذه التدخل الأمريكي إلى إبطاء وتيرة العمليات القتالية المصرية ويرى المراقبون والمحللون العسكريون أنه لم تكن المفاجأة الكبرى في حرب أكتوبر 73 " المجيدة " هى قرار الحرب ، رغم أنه أخذ الجميع على غير توقع أو انتظار وبالرغم من ضخامة الحدث وقوة الزلزال، وبالرغم من كل التداعيات المتسارعة التى نجمت عن ملحمة العبور ، إلا أن المفاجأة الحقيقية فى كل ذلك كانت ولا تزال قوة وصلابة وإبداع الإنسان والمقاتل المصري، وحبه لوطنه واستعداده الكامل للدفاع عن ترابه الوطني، وتقديم روحه ودمه فداء لكل حبة رمل من أرضه الطاهرة ، ورفضه كل محاولات إرغامه على القبول بالهزيمة والتسليم بالعجز عن المواجهة والرضا بالواقع .
وفي اعتقادي أنه من أهم المفاجآت أيضا هي انتفاضة المقاتل المصري ونهوضه من كبوته في مدة وجيزة من عمر الزمن ، لم تتجاوز السنوات الست رغم توقع الأعداء بأنه يحتاج لعشرات السنوات للخروج من المحنة ، فالمقاتل المصري على جميع المستويات عندما أتيحت له الفرصة للقتال أثبت قدرته على المواجهة حتى تحت ظل الاحتلال. و ظهرت واضحة للعالم وإسرائيل عندما نجح مهندس مصري في ابتكار حل تقني لتحطيم خط بارليف الحصين باستخدام تكنولوجيا قوة الدفع المائي وهو ما لعب دورا محوريا في تحديث التكنولوجيا العسكرية على الصعيد العالمي في فترة ما بعد الحرب وتعديل الكثير من النظريات العسكرية .
كذلك فإن قدرة وكفاءة المقاتل المصري ، في استخدام الأدوات التكنولوجية المتاحة آنذاك وتطويعها لتحقيق أهدافه ، كانت المفاجأة الكبرى في حرب أكتوبر تجلت في جميع المواقع على طول الجبهة .
ما أحوجنا جميعا هذه الأيام ، ولاسيما الشباب والأطفال الذين لم يعاصروا حرب أكتوبر المجيدة ، أن نستعيد جميع ذكريات هذا الانتصار والتعلم من دروسه الكثيرة وأهمها أن الإيمان بقدراتنا على الإبداع وطرح الحلول الجديدة والتدريب والتأهيل ووضع الخطط الاستراتيجية لخداع العدو ، أى الأخذ بالأسباب ، ثم التوكل على الله يؤدي إلى تجلي قدرات الإنسان المصري وتحقيقه المعجزات حتى في أحوج وأشد الظروف صعوبة .
كما أدركت إسرائيل بعد الحرب أنه ليس بمقدورها توسيع رقعتها الجغرافية من خلال الغزوات العسكرية كما حدث فى عام 1967 وأظهرت لغالبية الإسرائيليين أنه ليس بإمكانهم التوسع أكثر ، كما عكست حرب أكتوبر إرادة سياسية عربية في المقام الأول وعبر الرئيس البطل الراحل محمد أنور السادات ، بطل الحرب والسلام ، عن هذا صراحة بقوله إن الشعور القومي العربي أدى دورا أساسيا في حرب أكتوبر فالتفاف الدول العربية حول دول المواجهة وما قدمته من تأييد معنوي ومادي واستخدامها لسلاح البترول كل ذلك أسهم بلا شك في تحقيق النصر فالملوك والرؤساء العرب ومن خلفهم شعوبهم كانوا سندا في المعركة وربما كان من أهم نتائج حرب أكتوبر خروج القومية العربية من حيز الشعار إلى حيز العمل وأصبح العالم كله يعترف بالوجود العربي والدور العربي وقدرة الإنسان العربي على إبداع الحلول التكنولوجية وتعظيم الاستفادة من قدراته العقلية والتنظيمية.
ولعله من المهم أن نؤكد أن روح الإبداع المصري لم تكن وليدة حرب أكتوبر 73 فقط وإنما منذ فجر التاريخ ونجد أن المصري بطبيعته إنسان مبدع فهو أول من عرف العالم كيف الكتابة وحساب الوقت وعلوم الفلك والفضاء والطب والتحنيط وتكنولوجيا الهندسة والزارعة والكثير من العلوم التي ما زال العالم يقف أمامها إجلالا واحتراما لعقلية الإنسان المصرى المبدع منذ الأزل .
نؤكد أن النصر لم يتحقق بالعدة والعتاد، ولكن بالعلم والإيمان وتطبيق استراتيجية ابتكار الحلول الجديدة ..وتحية عرفان بالجميل لجميع أبطالنا وشهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم الذكية لاستعادة الأرض، وكرامة المصري ودعوة ألا ننسى ذكرى ودروس حرب أكتوبر حية في وجداننا جميعا .