 شبكات التواصل الاجتماعي .. والانتحار الوطني

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

	شبكات التواصل الاجتماعي .. والانتحار الوطني

 بقلم : خالد حسن
لعبت مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت ، منها الفيس بوك واليوتيوب وتويتر والبلاك بيري والماسنجر ، بجانب شبكات التليفون المحمولة دورا رئيسا في دفع ما أصبح يسمى "ربيع الشعوب العربية " ونجاح هذه الشعوب في تحقيق تغييرات سياسية كانت حتى وقت قريب بمثابة أحلام لأشد المتفائلين، ولكن التحدي الحالي هو كيف تكون التكنولوجيا وثورة الاتصالات بمثابة رأس حربة تشعل عملية التنمية الشاملة ودعم الاستقرار وعودة الأمان للشعوب العربية على أن مستقبلها سيكون أفضل .. لاسيما بعد أن أثبتت التجربة العملية نجاح هذه الوسائل العصرية في التعبئة الشعبية وإحداث شرارة التغيير وتنظيم حق التظاهر والتعبير عن الرأي .
إذ يلاحظ مع تزايد قاعدة مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي العالمية ، وعلى رأسها الفيس بوك وتويتر ، ظهور مجموعات مختلفة في العديد من الدول العربية لها آراء تسعى إلى إشعال الأوضاع بالشارع العربي والتشكيك في كل ما تم ويتم وانتشار الدعاوى إلى إعمال الفوضى بما أدى بصورة كبيرة إلى شعور المواطن العربي بالخوف من القادم وأن هناك من يسعى إلى نشر عدم الاستقرار في الدول العربية سواء من خلال الترويج لأكاذيب بدون وثائق ومستندات أو الحديث عن إرهاصات فكرية شاذة أو حتى تزييف الحقائق بما يؤدي إلى انتشار الخلافات بين أبناء الوطن الواحد .
ومؤخرا طالب رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي من الشعب المصري عدم تصديق كل ما يقال على مواقع التواصل الاجتماعي لافتقاده الدقة والمصداقية في غالبية ما يتم تداوله من معلومات هناك غير أن هناك كتائب إلكترونية تعمل دائما ضد مصلحة الدولة المصرية لكسر الأمل لدى المصريين في مستقبل أفضل ونشر اليأس فى نفوس الشباب ، محذرا وسائل الإعلام من تبني المعلومات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بدون أي عملية تدقيق والتأكد من صحتها مدللا على أن تناول الإعلام لقضية مقتل الشاب الإيطالي روجيني أضر كثيرا بموقف الدولة المصرية وكذلك الإضرار بالموقف المصري في موضوع سد النهضة وهو ما أطلق عليه الرئيس " انتحار قومي ".
ولعل أخطر ما تتيحه هذه المواقع أنها تشكل منصة لإطلاق وانتشار المعلومات التي لا تخضع للرقابة وعدم المصداقية فهي مجرد آراء وأفكار لأصحابها إلا أنها سرعان ما تنتشر وتصبح بمثابة رأي عام وقوة ناعمة ضاغطة نحو تأجيج الأوضاع .
في تصوري أن مواقع التواصل الاجتماعي دعمت حراك الشارع العربي والمصري خلال السنوات الخمسة الماضية ، وتحول إلى الوسيلة الإعلامية المفضلة لبثّ وقائع وأخبار بعضها مغلوط وغير صحيح ، وحشد جماهير الشباب، وإثارة الرأي العام والبلبلة ، وفي بعض الأحيان تزويد المعتصمين في الميادين بالتعليمات اللازمة للتعامل مع قوى الأمن ، وإيصال صوت المنتفضين في الساحات العامة إلى شتى أصقاع العالم إلا أن هذا لا يمنع أن هذه المواقع أصبحت الآن تمثل عبئا كبيرا على الوضع الأمني للوطن ، الذي يعاني من تدهور كبير في إمكانياته الفنية ناهيك عن عدم اعتياده على التعامل مع هذه الوسائل التكنولوجية الجديدة ، فما يكاد يمر يوما إلا وتجد هناك دعوى للمشاركة في اعتصام أو إضراب أو تظاهر وذلك على حسب العمل وتراجع إنتاجية الفرد والتفرغ إلى صراعات ومعارك بين أبناء الوطن لاقتسام الغنائم وننسى أن الأهم الآن هو التفكير في توحيد رؤيتنا لمستقبلنا جميعا للحفاظ على وطننا مصر .
في اعتقادي أن الدعاوى التي بدأت تظهر في الدول المتقدمة تكنولوجيا ، الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي ، لضرورة الحد من دور شبكات التواصل الاجتماعي في تنظيم الاعتصامات والإضرابات والمظاهرات التى تضر بمصالح المواطنين هو أهم ما يحتاج منا أيضا ضرورة التفكير ووضع الأسس لتكون هذه المواقع أدوات للتعبير عن الرأي بصورة إيجابية وتوجيه الانتقاد البناء .
نتطلع أن تكون لدينا رؤية وطنية لكيفية الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت على أنها قوة تصنع الديمقراطية، وأدوات رقمية يمكن استخدامها لبناء الوجه الجديد للوطن وألا تكون هذه الأدوات بمثابة سجن افتراضي نضع فيه أنفسنا ونكون بمعزل عما يدور حولنا ونصم آذاننا عن أصوات الشعوب التي تتطلب بضرورة تكاتف جهودنا على أرض الواقع لدفع عجلة الإنتاج واستعادة عافية الاقتصاد الوطني وتشمير السواعد وبذل العرق في مشروعات جديدة تستهدف تغيير نمط حياة شبابنا من مجرد مستخدمين للكمبيوتر والإنترنت للتعبير عن آرائهم فقط إلى عنصر منتج ومتفاعل مع احتياجات بلده .
نتفق جميعا أن العصور القادمة في المنطقة العربية هي عصور ثورية سواء سياسياً أو تقنياً تعتمد على الرؤية الواضحة والجماعية للأحداث ولكن في نفس الوقت يجب أن تكون هناك ثورة في مجال الإنتاج وتعظيم الاستفادة من مواردنا وإمكانياتنا وذلك بمزيد من التركيز على الواقع وما نواجه من تحديات تتطلب أعمال المصلحة الوطنية فوق المصالح الشخصية أو الحزبية أو الحركية .
إلا أننا نؤكد أن شبكات التواصل الاجتماعي باتت تفتقد إلى ما يعرف بثقافة المعرفة وتعظيم الاستفادة منها ، لاسيما على المستوى المحلي والعربي ، وبالتأكيد ليس ذنب التكنولوجيا أنها ابتكرت وسائل أسهل وأسرع في التواصل بين البشر ولكن الذنب كله على إساءة بعض البشر في استخدام الأدوات التكنولوجية ، ومنها شبكات التواصل الاجتماعي العالمية ، وبدلا من الاعتماد عليها لتحسين قدراتهم وتنمية مهاراتهم وخلق فرص عمل جديدة فإن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بات يفتقد إلى الحرفية ويميل إلى العشوائية مما يتطلب ضرورة زيادة الوعي المجتمعي ونشر ثقافة التعامل الإيجابي بعيدا عن الحديث عن فرض رقابة أو متابعة علي المستخدمين ..أما من يتعمدون نشر معلومات خاطئة فأعتقد أن توعية المواطنين ووضع الحقائق والمعلومات أمامهم ، بمنتهى الشفافية وعبر شبكات التواصل الاجتماعي ايضا ، ستكشف هؤلاء .
 مجرد تساؤلات
 الصحافة التكنولوجيا المتخصصة والتنمية .. على مدار نحو عشرين عاما لعبت الصحافة المتخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات دورا استراتيجيا كأحد أضلاع ثالوث عملية بناء مجتمع المعلومات وتوطين صناعة التكنولوجيا والانتقال للاقتصاد الرقمي إلا أنه للأسف شهدت الآونة الأخيرة من داخل قطاع الاتصالات ، وخاصة المؤسسات التابعة لوزارة الاتصالات وكذلك من مشغلي شركات المحمول ، من يحاول أن ينكر على الصحافة المتخصصة دور الإلهام في استكمال عملية التنمية في حين أن المهندس ياسر القاضي ـ وزير الاتصالات والتكنولوجيا لا يفوت مناسبة إلا ويؤكد أهمية الشراكة مع الصحافة المتخصصة في مسيرة التنمية التكنولوجية فهل ينتصر الوزير في رؤيته لاستمرار علاقات الشراكة الإيجابية أم ينجح الفريق الآخر فى ضرب هذه الشراكة ؟ ... سنرى !.
 حرية التعبير بالطرق السلمية مكفولة للجميع ولكن .. قيام بعض الفئات تفضل مطالبها الخاصة وتنظيم الوقفات والاحتجاجات التي تسبب تعطيل العمل بالدولة وإيقاف عجلة الإنتاج مما يؤدي إلى خلق ظروف اقتصادية حرجة تضر بمصالح الوطن واستقراره .. فهل ينجح كل المصريين تجاوز خلافاتهم السياسية وتحقيق التكاتف والتكامل والمصالحة من اجل دخول الاقتصاد المصري لمرحلة الإنتاج واستعادة مكانته في أسرع وقت ممكن؟
 التعليم حقل التجارب .. ألغت مؤخرا وزارة التربية والتعليم جزءا من بعض المناهج التعليمية لعدد من الصفوف الدراسية بمرحلة التعليم الأساسي "الابتدائية والإعدادية ، الذي أرهق الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور ، نامل فى اطار الحديث عن تطوير واعادة هيكلة العملية التعليمية أن يتم التركيز على مجموعة من الأنشطة الصيفية المحركة للتفكير والإبداع من خلال ممارسة الطالب لها داخل الفصل أثناء دراسة المواد الأساسية تحقيقاً لفلسفة التعلم التفاعلي ، وتشجيع الطلاب على الانخراط في الأنشطة تغطي مجالات الاهتمام وتشبع ميولهم كالتربية الرياضية والتربية الفنية والموسيقية مع إضافة خدمات جديدة كخدمة المجتمع .

مشاركات القراء