 مرض التَّوَحُّد .. والقبول المجتمع

 خالد حسن
رغم أن هناك 67 مليون إنسان يعاني من مرض التَّوَحُّد ، وأن هناك تزايدا في عدد المصابين به وفقا لما كشف عنه مركز التحكم بالأمراض " CDC " في الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن الكثيرين لا يعلمون الكثير عن هذا المرض وما أعراضه " وهل هو مرض نفسي ؟ وهل المرض نوع واحد أم أنه مستويات متنوعة ؟ وكيف يصاب الانسان بالمرض ؟ وهل هناك علاج ؟ وهل هناك فائدة للتشخيص المبكر للمرض ؟

في الحقيقة كانت معلوماتي بسيطة وتكاد تكون سطحية عن هذا المرض ، والذي يصيب إنسان من بين كل 500 إنسان ، وذلك قبل أن أشارك مؤخرا في احتفالية " اليوم العالمي للتوحد ، والذي نظمته مؤخرا مؤسسة "فودافون" للتنمية المجتمعية بمحافظة الاقصر ، بحضور عدد من الخبراء والجمعيات المعنية بتنمية الوعي ورعاية مرضى التوحد .

وأكد الخبراء أن مرض " التَّوَحُّد " هو اضطراب يُلاحظ على الطفل عادةً منذ الطفولة الباكرة ، بداية من الـ 6 شهور الأولى وقبل 3 سنوات ، أما أعراضه وعلاماته الرئيسة فهي ضعف التواصل والتفاعل الاجتماعي والتصرفات المتكررة وأن الأطفال المصابين بالتوحد يعانون مشاكلَ في الحديث مع الآخرين أو يتجنبون النظر في أعينهم عند التحدث معهم. ويمكن أن يخُّطوا بأقلامهم قبل أن يتمكنوا من الانتباه إلى ما يكتبون، أو يمكن أن يرددوا الجملة نفسها مرات ومرات لتهدئة أنفسهم وربما يلوحون بأيديهم لإظهار سعادتهم. كما يمكن أن يلحقوا الأذى بأنفسهم حتى يوحوا للآخرين بأنهم غير سعداء. وهناك من الأطفال المتوحدين من لا يستطيعون تعلم الكلام أبداً.

وبما أن أعراض التوحد وعلاماته يمكن أن تكون شديدة الاختلاف ، اذ هناك 3 مستويات للمرضى فإن المعالجين يرون أن التوحد اضطراب "طيفي". وتعتبر متلازمة أسبرجر نسخة مخففة من هذا الاضطراب وحتى الآن فإن أسباب الإصابة بالتوحد غير معروفة. ولا يمكن الشفاء من هذه الحالة بل هي تستمر طيلة الحياة. ولكن المعالجة يمكن أن تُفيد المريض. ومن أنواع المعالجة: المعالجة السلوكية، والمعالجة التواصلية، والأدوية التي تفيد في السيطرة على الأعراض.
.
ويظهر " التَّوَحُّد " على شكل اضطراب يظهر يصيب أبناءنا الأطفال ، قبل السنة الثالثة من العمر. وهو يؤثر على نشأة الطفل وتطوره بثلاث طرق أولها اللغة، أو كيفية التكلم وثانيا المهارات الاجتماعية، أو كيفية الاستجابة للآخرين والتواصل معهم وأخيرا السلوك، أو كيفية التصرف في مواقف معينة وثمة أنواع مختلفة من التوحد وتختلف أعراض التَّوَحُّد من طفل إلى آخر ولهذا السبب يُقال بوجود اضطرابات طيف التوحد. إن التَّوَحُّد يصيب الأطفال من كل الأعراق والقوميات.

ولعل المفاجأة بالنسبة لى انه لا يوجد حالياً علاج يُشفي من التَّوَحُّد. فالطفل المريض يعيش بقية حياته مع التَّوَحُّد ولكن الكشف عن التَّوَحُّد في وقت مبكر يسمح بالاستفادة في كثير من الخيارات العلاجية التي يمكن أن تساعد الشخص على التعايش مع التوحد.

ومن Hهم ما أكده الخبراء أن بعض المصابين بالتَّوَحُّد يستطيعون العمل وإعالة أنفسهم. لكن البعض الآخر يكون في حاجة إلى الكثير من المساعدة .. لاسيما أولئك الذين تضررت لديهم العمليات الذهنية أو الذكاء أو الذين لا قدرة لهم على الكلام أو التواصل كما أن نوعية الحياة التي يعيشها الطفل المصاب بالتوحد في مراهقته وبلوغه تتوقف على التشخيص المبكر للتوحد ، وشدة التوحد بالإضافة إلى كثافة المعالجة الشخصية التي يتلقاها الطفل.
فمن خلال التشخيص المبكر والمعالجة المُرَكّزة، تتحسن قدرة معظم أطفال التَّوَحُّد على إقامة العلاقات مع الآخرين، وعلى التواصل وخدمة أنفسهم عندما يكبرون. ويقدم هذا البرنامج المعلومات حول العلامات الباكرة للتَّوَحُّد ، ومتى ينبغي طلب المساعدة من الاختصاصيين الصحيين.
وبالطبع فإن الأسرة تلعب دورا مها في الكشف المبكر إذ لا يوجد اختبار طبي وحيد يبيّن لنا أن الطفل مصاب بالتوحد. ولهذا يعتمد الأطباء على الأهل الذين هم أول من يشك عادة في وجود مشكلة في تطور الطفل. وينبغي على الأسرة مراجعة الطبيب عندما يشكون في أن تطور طفلهم غير طبيعي ومن العلامات التي تدل على أن الطفل في حاجة إلى استشارة الطبيب هي إتمام السنة الأولى من العمر دون أن يبدأ الطفل محاولة الكلام وكذلك إتمام السنة الأولى من العمر دون أن يستخدم الطفل الإيماءات "التلويح أو الإشارة باليد " ثالثا إتمام سنة ونصف من العمر دون تلفظ الطفل بكلمات مفردة أو بلوغ الطفل السنتين من العمر دون أن يستخدم جملاً من كلمتين. عندما يستخدم الطفل جملاً من كلمتين مكرراً فقط جملاً سمعها من قبل، أو عندما يستخدم هذه الجمل دون معنى، فهو لا يعتبر أنه يستخدم جملاً من كلمتين استخداماً أصيلاً بعد بالإضافة إلى البدء بفقدان اللغة والمهارات الاجتماعية التي قد تعلمها الطفل من قبل.
ولتشخيص التَّوَحُّد يمكن أن يقوم فريق من الاختصاصيين بإجراء مجموعة من اختبارات التطور على الطفل بما فيها اختبارات اللغة والكلام والسلوك ويمكن أيضاً إجراء فحص سريري كامل، إضافة إلى اختبارات الدم وغيرها وفي حالات كثيرة لا يتم تشخيص التَّوَحُّد حتى يبلغ الطفل السنة الثانية أو الثالثة من العمر. من المهم أن يتم التشخيص في وقت مبكر، لأن الطفل يستجيب استجابة أفضل للعلاج المبكر.
لا يوجد علاج شاف للتَّوَحُّد ، ولكن هناك معالجات للحد من أعراضه كما إن لكل حالة أسلوبا لمعالجتها ويمكن أن تكون معالجة طفل مصاب بالتوحد مختلفة كثيراً عن معالجة طفل آخر مصابا بالتوحد. كما أن المعالجات تتغير أيضاً وتتطور بشكل مستمر.

ويؤكد الخبراء أنه بسبب التنوع الكبير في الحاجات الخاصة لمختلف أطفال التوحد، تكون المعالجة أكثر فعالية عندما يوضع العلاج لكل طفل بما يناسب حالته إذ يمكن أن تكون المعالجة مزيجاً من المعالجة السلوكية التي تساعد على تعلم المهارات والحد من التصرفات غير الطبيعية ، معالجة النطق ، العلاج الطبيعي أو المعالجة الفيزيائية ، أدوية من أجل تخفيف بعض الأعراض مع تغيير النظام الغذائي .
وفى النهاية يجب على الأسرة أن تستشير الطبيب المختص إذا ظنت أن تطور الطفل غير طبيعي. والأشياء التي يجب أن تراقبها الأسرة هى إتمام الطقل للسنة الأولى دون محاولة الكلام ، وعند إتمام الطفل للسنة الأولى دون استخدام الإيماء "أي التلويح أو الإشارة باليد" ، بلوغ الطفل للسنة ونصف السنة دون لفظ كلمات مفردة ، بلوغ الطفل السنتين دون استخدام جمل من كلمتين تكون من صنعه وليست مجرد تكرار بلا معنى لما يسمعه وبالاضافة الى فقدان الطفل في أي عمر للمهارات اللغوية أو المهارات الاجتماعية التي كانت لديه سابقاً.
فى النهاية نؤكد أنه من المهم جدا أن نرفع وعى المجتمع بمرض التوحد وكيفية التعامل معهم وقبولهم في المجتمع بوصفهم أحد ذوي الإعاقة وأصحاب الاحتياجات الخاصة ، نظرا لأنهم لن يتم شفاؤهم من هذا المرض طوال حياتهم ، بالإضافة إلى أن عملية التأهيل والتدريب لمرضى التوحد يمكن ان تؤهلهم للتعايش مع المجتمع والاندماج فى المجتمع ليشاركوا في علمية التنمية ولا يتم عزلهم بصورة أكبر من العزلة التي يعانون منها بسبب مرضهم .
 مجرد تساؤلات
 اختراق قطاع الاتصالات ؟؟ ماذا يعني أن السلطات الإيطالية تقول إن لديها أدلة صوتية على قاتل الباحث الإيطالي " ريجني " !! هل هذا يعني وجود اختراق لشبكات مشغلي الاتصالات المحمول ، في ظل أن الجميع لم يعد يستخدم الهاتف الأرضي ، .. أم أن هناك تعاون بين أحد مشغلي شبكات المحمول مع السلطات الإيطالية ؟ أم أن الجهاز الأمني مخترق وهناك من يتجسس عليه باستخدام تقنيات حديثة ..... في جميع الحالات نريد أن نعرف حقيقة هذه التسريبات ، إن وجدت وإن صحت ، ومن الذي قام بتسريبها وأعتقد أنه دور وزير الاتصالات المهندس ياسر القاضي، وكذلك الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات .. إذ ليس من المقبول أن تستغل شبكات الاتصالات ضد مصلحة الأمن القومي المصري تحت أي مبرر ... الموضوع أصبح سخيفا جدا ونحتاج إلى إدارة هذه الأزمة بكفاءة عالية لتقليل حجم الخسائر ومعالجة السلبيات.