 تطبيقات التراسل .. بين التطوير والتنظيم

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

	تطبيقات التراسل .. بين التطوير والتنظيم

 بقلم : خالد حسن
منذ أكثر من عام ونصف، وفي نفس هذا المكان ، تناولت موضوع تزايد أهمية تطبيقات التراسل في إجراء المكالمات الصوتية في ظل تزايد قاعدة مستخدميها بضرورة كبيرة ، لنقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت، من خلال الهاتف المحمول ، لاسيما مع انتشار الهواتف الذكية ، وأكدت أن هذه التطبيقات رغم أنها تشكل التطور الطبيعي للاندماج بين ثورة الإنترنت والاتصالات، ولا يمكن الوقوف أمام هذه القفزة النوعية الجديدة في تقنيات الاتصال وما توفره من خدمات مهمة للمستخدم النهائي .. إلا أنها في نفس الوقت باتت تشكل صداعا لكل من مشغلي شبكات التليفون المحمول، وكذلك الحكومات، وهيئات تنظيم الاتصالات في المنطقة العربية، والكثير من دول العالم ـ خاصة التي تعاني من ظاهرة أعمال الإرهاب والتطرف .

الأمر الذي دفع عددا من الدول العربية كالإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية لوقف استخدام برنامج " الواتس أب" ،أحد تطبيقات الترايل وتقديم خدمات المكالمات الصوتية المجانية .. إلا بعد إعادة توفيق أوضاعها باعتبارها شركات لم تحصل على أي تراخيص من الجهات المنظمة لسوق الاتصالات على غرار مشغلي شبكات الاتصالات، وكذلك مطالبة مشغلي شبكات الاتصالات في السعودية هيئة تنظيم الاتصالات بإيقاف استخدام برامج التراسل بما لا يؤثر سلبا على سوق الاتصالات السعودية .. ناهيك عن التخوف من استخدام هذه البرامج في العمليات الإرهابية .

وبالنسبة للسوق المصرية فإنها رغم أن موقف الجهاز "القومي لتنظيم الاتصالات " ، الذي أعلن مؤخرا، والذي لم يتغير منذ العام الماضي، أنه حتى الآن لم يتخذ قرارا في كيفية التعامل مع برامج التراسل ونقل الصوت عبر شبكة الإنترنت على أجهزة الهواتف المحمولة الذكية، إلا أنه أكد في نفس الوقت أنه يدرس مدى قانونية وضع هذه التطبيقات، والتزامها بالقواعد المنظمة لسوق الاتصالات المحمولة ـ خاصة فى ظل تزايد مطالب مشغلي شبكات الاتصالات المحمولة بضرورة تقنين استخدام هذه التطبيقات؛ والتي باتت تؤثر سلبا على العائدات الرئيسية لشركات الاتصالات المحمول والثابت بل وصعّد البعض مطالبهم بضرورة عدم السماح بتشغيل هذه التطبيقات لإجراء مكالمات الاتصال الهاتفي ، وخاصة المكالمات الدولية، والتى تؤثر بصورة كبيرة على عائدات الاستثمارات المالية لمشغلي شبكات الاتصالات .
إلا أنه وفي ظل تصعيد الحرب ضد برامج التراسل " فايبر ، واتس أب ، لاين ، هانجتون " لاستخدامها في تنفيذ العمليات الإرهابية وسعى العديد من الحكومات إلى فرض قواعد منظمة لعمل هذه التطبيقات وبما يضمن إمكانية المتابعة والمراقبة القانونية لأجهزة الأمن القومي للمكالمات التي تتم عبر هذه التطبيقات نجد أن الشركات التي طورت هذه التطبيقات تصر على مواقفها وتحدي قوانين الاتصالات والتحايل عليها ومخالفتها وإطلاق حلول تتيح للعملاء تخطي عمليات الحجب المفروضة في بعض الدول .
ويبدو أن الأمر سيزداد تعقيدا مع قيام شبكات التواصل الاجتماعي أمثال "فيس بوك" وموقع "تويتر" بالبدء في تطبيق استراتيجيتهما للتحول في المستقبل القريب إلى مراكز اتصالات شخصية محمولة قائمة بحد ذاتها وقناة اتصالات بديلة محتملة لخدمات مزودي الاتصالات التقليديين ومن ثمة فإن الخطر على مشغلي خدمات الاتصالات المحمولة والثابتة سيتفاقم مع إضافة خدمة المحادثة الصوتية عبر بروتوكول الإنترنت (VoIP) كما يحدث مع برنامج " ماسنجر " التابعة لموقع "الفيس بوك " وكذلك إلى هذه المواقع وفي هذه الحالة سيكون هناك تأثير سلبي على عائدات شركات الاتصالات .
وفي هذا الإطار حذرت مؤسسة " جارتنر " مشغلي الاتصالات من تراجع إيراداتهم بسبب انتشار التطبيقات البديلة على الإنترنت للرسائل القصيرة التقليدية والمكالمات الصوتية عبر بروتوكول الإنترنت موضحة أن هذه التطورات ستؤدي لتزايد استخدام تلك الخدمات البديلة إلى تراجع العائدات العالمية للاتصالات الصوتية بنسبة 4.9٪ سنوياً في المتوسط في عام 2015 مؤكدة أن مشغلي خدمات الاتصالات سيواجهون منافسة شرسة من قبل تطبيقات الدردشة والتراسل الفوري الخاصة بالهواتف المحمولة الذكية المتصلة بالإنترنت في المرحلة المقبلة ، لاسيما في أوساط الشباب، كبديل لنظام الرسائل النصية القصيرة SMS لتفادي سداد رسوم تلك الرسائل.
وأرجعت سبب انخفاض متوسط عائدات شركات الاتصالات الثابتة (ARPU) لتفضيل المستهلكين لخدمات بديلة مثل أجهزة الهاتف المحمولة وخدمات IM المفتوحة للاتصالات المحمولة وشبكات التواصل الاجتماعي وأن احتمال تأثر خدمات الرسائل النصية القصيرة المربحة بتزايد تبني نظام IM يثير قلق الشركات المزودة إذ تشير نتائج استبياننا لآراء المستهلكين أجرته " جارتنر ، إلى أن 28٪ من المشاركين يستخدمون جهازاً محمولاً متعدد الوسائط الإعلامية يعمل وفق بروتوكول الإنترنت IM، بينما أعرب 7٪ من المشاركين عن اهتمامهم القوي باستخدام مثل ذلك الجهاز خلال الشهور الاثنى عشر المقبلة وتواصل الشركات المنتجة لأجهزة التليفون المحمولة إضافة قدرات IM إلى أجهزتها بشكل متزايد، وتزويد أجهزة عملائهم بها مسبقاً بشكل يتيح لهم التواصل مع خدمات IM التخصصية الأمر الذي سيزيد ضغوط المستخدمين التي تطالب شركات الاتصالات بدعم خدمات IM المفتوحة للاتصالات المحمولة.
في تصوري من أهم مزايا تقنيات نقل الصوت عبر الإنترنت هو توفير التكلفة على المستخدمين لكون غالبيتها مجانا ، وقليل فقط كبرنامج " سكايب " يتطلب اشتراكا ثابتا شهريا ويكون الاتصال مفتوحا على مدار الساعة كذلك تعتبر تكلفة المكالمات الدولية عن طريق هذه التقنية الأرخص من أي وسيلة اتصال أخرى بجانب المرونة إذ لا يحتاج مستخدم هذه الخدمة لأن يكون بمكان واحد فقط بل من الممكن استخدامها بأي مكان وحتى في حالة السفر لدولة أخرى ويستمر استقبال المكالمات الداخلية كما لو كان بنفس البلد وبنفس التعرفة وذلك لاعتمادها على الإنترنت .
إلا أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه التوسع في هذه الخدمات ومنها جودة الخدمة بمعنى قدرة الشبكة على تقديم أفضل خدمة مهما كانت ظروف الشبكة ويعتبر ضمان توافر عرض الحزمة اللازم لنقل المحادثات الهاتفية على الدوام وبغض النظر عن الضغط على الشبكة من أهم التحديات التي واجهتها تقنية " VoIP " كذلك من الأمور المهمة جداً في هذه التقنية أن تكون شبكة نقل حزم بيانات المحادثات الهاتفية متوافرة دائماً وتعمل بشكل جيد ويجب ضمان ذلك.
نستطيع أن نؤكد أن تقنيات نقل الصوت عبر الإنترنت ستشكل تحديا كبيرا لمستقبل مشغلي شبكات الاتصالات " الثابتة والمحمول " وهذا ما سيتطلب إعادة هيكل عائدات هذه الشركات مع إجراء مفاوضات واتفاقيات تعاون بين مشغلي شبكات الاتصالات والشركات المطورة لهذه التطبيقات ناهيك عن ضرورة التزام هذه الشركات ، المطورة لتطبيقات التراسل ، بشروط رخصة تقديم الخدمة من الأجهزة والهيئات القائمة على تنظيم سوق الاتصالات مع تأكيدنا ، في نفس الوقت ، على أن مبدأ الحجب والمنع ليس الحل الأمثل إذ ربما يكون الحل الأسهل من وحهة نظر البعض إلا أنه لن يقضى على المشكلة وستظل قائمة وندخل في صراع دائم بين شركات تطوير تطبيقات التراسل عبر الإنترنت وبين مشغلي شبكات الاتصالات كذلك لا يجب أن نغفل حق المستخدم النهائي في الاستفادة من ثورة الاتصالات والتواصل عبر الإنترنت .
في النهاية نتطلع لوضع ضوابط تنظيمية وقواعد استخدام المكالمات الصوتية عبر تطبيقات التراسل ، على غرار ما قام به الكثير من دول العالم ، إذ يتم السماح باستخدامها في حالة اعتماد المستخدم على تقنيات الإنترنت البرود باند، الواي فاي " Wi-Fi " ولا يتم السماح
باستخدامها في حالة اعتماد المستخدم على تقنيات الإنترنت المحمول " Mobile Internet " .
فى النهاية نتطلع لوضع ضوابط تنظيمية وقواعد استخدام المكالمات الصوتيه عبر تطبيقات التراسل ، على غرار ما قامت به الكثير من دول العالم ، اذ يتم السماح باستخدامها فى حالة اعتماد المستخدم على تقنيات الانترنت البرود باند الواى فاى " Wi-Fi " ولا يتم السماح باستخدامها فى حالة اعتماد المستخدم على تقنيات الانترنت المحمول " Mobile Internet " مع الاخذ فى الاعتبار ان سوق الاتصالات عبر الانترنت سوق مفتوح ولا يجب حظره نظره لدوره الهام فى بناء ما يعرف بالاقتصاد الرقمى وانه يحفز الشركات الصغيرة للزيادة قدراتها التنافسية ناهيك تخفيض تكلفة الاتصال للمستخدم النهائى وان على شركات الاتصالات ان تطور تقنيات جديدة تسمح لها بتعظيم الاستفادة من الانترنت وتحسين شبكتها والاندماج مع شبكات عالمية بما يساعدها على تقديم عروض ترويجية ابتكارية تتضمن حزمة متكاملة من المكالمات الصوتية وباقة الانترنت .
 مجرد تساؤلات
 انحطاط سلطات الاحتلال الصهيوني .. اقتحام مستوطنين إسرائيليين باحات المسجد الأقصى وسط حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي وممارسة الكثير من الأعمال الاستفزازية ، خلال أحد الأعياد اليهودية ، والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين العزل هو دليل جديد على عدوانية الاحتلال الإسرائيلي ومعاداة للإنسانية .. وللأسف جميع الجماعات الإرهابية التي ترفع شعار الجهاد في سبيل الله لم تحرك بنت شفة تجاه ما تقوم به إسرائيل بالمسجد الأقصى منذ أكثر من أسبوعين ويكتفون فقط بقتل وتدمير أوطاننا العربية الآمنة . فماذا نقول لهؤلاء ؟
 تدويل الأزمة السورية .. دخول روسيا ـ " القوات الجوية " ـ في سوريا فإننا أمام أوضاع جديدة ستؤدي لإعادة ترتيب الأوضاع في سوريا لاسيما أن روسيا تتسلح بدعوة رسمية من الحكومة السياسية .. فهل نحن أمام لبنان جديد ؟ وهل تكون سوريا محل صراع أمريكي ـ روسي ؟ أم أننا على أبواب وضع حل سياسي نهائي لهذه الأزمة والتي أدت لتشريد 10 ملايين لاجئ سوري في مختلف بقاع الأرض ؟
 " الأمل والعمل " .. مبادرة طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي ، في خطابه مؤخرا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وهي تشكل خطوة للقضاء على الإرهاب العالمي وتحقيق التنمية المستدامة وتفجير طاقات الشباب وتوجيهه إلى الطريقة المثلى وهي في الحقيقة ليست مجرد مبادرة للمجتمع المصري بقدر ما هو مطلب ضروري من المجتمع الدولي لتبني مثل هذه المبادرات للقضاء على التطرف والذي يستهدف فئة الشباب بصفة خاصة .. فهل البشر قادرون على إنقاذ أنفسهم من براثن الإرهاب والتطرف ؟ وهل حكومة المهندس شريف إسماعيل قادرة على تفعيل هذه المبادرة على أرض الواقع ؟

7

مشاركات القراء