 التعليم الإلكتروني .. مرفوع من الخدمة!

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

	التعليم الإلكتروني .. مرفوع من الخدمة!

 بقلم : خالد حسن

بعد أقل من أسبوعين من عودة أكثر من 19 مليون طالب إلى مدارسهم وجامعاتهم لبداية عام دراسى جديد نأمل أن يكون مختلفا من حيث المضمون للمناهج الدراسية المقررة أو آليات تقديم خدمة التعليم بما يؤدي في النهاية إلى تغليب مبدأ التفاعل والإبداع لدى الطلبة أكثر من مفهوم التلقين والحفظ .

ولعلنا جميعا شعرنا هذا العام بالارتفاع المبالغ في أسعار الأدوات الدراسية ـ كشاكيل وكراسات وأدوات مكتبية - بنسبة تتراوح بين 20 ـ 30 % مقارنة بأسعار العام الماضي إلا أننا مضطرون لشراء العشرات من هذه الكراسات ناهيك عن أنواع وألوان مختلفة من "الجلاد" الأمر الذي أتخيل معه مدى الإرهاق المالي الذي تسببه هذه الأدوات الدراسية " وفقا لبلد المنشأ " خاصة إذا ما كان لدى رب الأسرة أكثر من طالب في مراحل التعليم المختلفة .

حان الوقت للتخلص من هذا العبء اللا منطقي والذي يزيد من أعباء عملية التعليم ويكرس مفهوم الحفظ لدى الطلبة ويعيد للاذهان بصورة كبيرة ضرورة الاعتماد على مفهوم "التعليم الإلكتروني" الذي ننادي به في نفس هذا المكان منذ أكثر من 10 سنوات .

ومنذ 4 سنوات تقريبا يعيش غالبية المصريين على أمل أن تتحسن معيشتهم وأن ينعم أبناؤهم في المستقبل بمستوى أفضل من الخدمات التعليمية ، ناهيك عن الصحية والنقل والبنية التحتية ، على غرار ما يتوافر في كثير من دول العالم لا نقول دول الرفاهة والمتقدمة ولكن على الأقل الدول النامية التي نجحت في تبني خطط تنموية على مدار السنوات الماضية وحققت قفزات نوعية كبيرة في كل مستويات الخدمات المقدمة لمواطنيها ومن ثمة نأمل أن يكون تطوير خدمات التعليم أحد أهم ملفات الإنجاز لحكومة المهندس شريف إسماعيل ،خلال عمرها الزمني المتبقي ، لاسيما في ظل الارتفاع المبالغ فيه في تكلفة مصاريف العام المدرسي الجديد ، إذ تتراوح في المدارس الخاصة بين 15 - 30 % وسط حالة عجز من جانب وزارة التربية والتعليم ، رغم عدم وجود أي تحسن جوهري ملموس في خدمات التعليم الخاص وليس المجاني أو التجريبي والذي يعاني من ترد لا يحسد عليه في مستوى الخدمة التعليمية.

ومنذ مطلع العقد الماضي يكثر الحديث على المستوى المحلي عن مفاهيم " التعليم عن بعد " و" التعليم الإلكتروني " كأحد أهم ثمار ثورة التكنولوجيا والاتصالات والتى يمكن أن يكون لها آثارها الإيجابية على تحسبن وتطوير العملية التعليمية في مدارسنا وجامعاتنا والتحول من الأسلوب التقليدي المعتمد على التلقين والحفظ إلى التركيز على التفاعل والتفهم بين الطالب والمدرس والمناهج التعليمية .

في اعتقادي أن "التعليم الالكتروني" يمكن أن يساهم أيضا في حل مشكلة ازدحام الفصول وقاعات المحاضرات ومواجهة العجز في هيئات التدريس‏,‏ وينشر ثقافة التعليم والتدريب‏,‏ ويوفر بيئة تعليمية تسمح للطلبة والمعلمين وأولياء الأمور وإدارة المدرسة بالتواصل‏ عبر تنفيذ نظام الحصص التخيلية والذى يمكن بثه من خلال المركز التكنولوجي التابع لوزارة التربية والتعليم.

وفي الحقيقة يجب أن نفرق بين كل من مفهوم " التعليم عن بعد " والتعليم الالكتروني " فإذا كان الأول يتيح للطالب في أي مكان إمكانية الحصول على المناهج التعليمية ومتابعة دراسته التعليمية دون أن يضطر إلى الذهاب إلى مقر ها " المدرسة أو الجامعة " بما يعني توفير في التكلفة المالية للطالب فإن مفهوم " التعليم الالكتروني " يطلق على منظومة متكاملة لتطوير التعليم تشارك فيها المدرسة من خلال استخدام أدوات تكنولوجيا متطورة فى عملية التدريس بدلا من الأدوات التقليدية وأن تتاح للأسرة فرصة أكبر لمتابعة عملية التحصيل والتقييم لأبنائها من خلال الموقع الالكتروني للمدرسة .

في تصوري أن استمرار مجانية التعليم " النظرية " ستؤدي للأسف لمزيد من التدهور للعملية التعليمية فرغم تفاخر الدول بمجانية التعليم ، وإذلال المواطنين بالدعم الذي تقدمه ، إلا أنه في الحقيقة ليس هناك تعليم أصلا في المدارس الحكومية المجانية وجميع الطلاب ، بلا استثناء ، يعتمدون على الدروس الخصوصية مما يلهب ظهر أولياء الأمور من المصاريف المبالغ فيها للمدرسين الخصوصيين فلماذا لا يكون لدى متخذ القرار الجرأة والقدرة على مواجهة الرأي العام والمجتمع .. والقول بأن استمرار التعليم المجاني لن يؤدي إلا لمزيد من التدهور وأن فرض رسوم " معقولة ومناسبة " هو السبيل الأمثل إلى إعادة هيكلة شاملة وتطوير عملية التعليم برمتها، وبدلا من أن تذهب عشرات المليارات من الجنيهات سنويا من أموال أولياء الأمور إلى جيوب فئة محدودة من المدرسين الخصوصيين "معدومي الضمير " تذهب إلى تطوير المدارس وتحسين المناهج ومنح جميع المدرسين رواتب محترمة تجعلهم قادرين على العيش بكرامة .

و من أهم متطلبات" التعليم الإلكتروني " توافر المواد والمناهج الدراسية بصورة رقمية " على أقراص مدمجة " وتكون متوافرة للطلبة بما يسمح لهم بالاستعانة بها في الاستذكار بالمنزل كما يجب أن تكون تلك المناهج مصممة بطريقة تسمح بوجود قدر أكبر من التفاعل الإيجابي بين الطالب والمنهج بعيدا عن الحشو والتكرار والذي لا هدف منه إلا ملء عقول الطلبة بما لا يتفق مع تنمية قدراتهم الذهنية في التفكير والابتكار .

لذلك فالحل الأمثل ليس مجرد توفير جهاز كمبيوتر " لوحي " للطلبة بدون أن يترافق معه محتوى تعليمي يسمح للطلاب بتعظيم الاستفادة من جهاز الكمبيوتر ، وليس استخدامه كأداة لممارسة الألعاب الالكترونية ، كما يجب التوسع في توفير خدمات الإنترنت فائق السرعة ، البرود باند ، بالمدراس ناهيك عن ضرورة تأهيل وتدريب المدرسين على طريق التعليم الالكتروني وأن يكونوا قادرين على التعامل مع الأجهزة الالكترونية ،كالسبورة الإلكترونية التفاعلية ، ونقل أهمية التكنولوجيا وتعظيم استفادة الطلبة منها وتأهيلهم للتعامل مع الأدوات الجديدة لعصر المعرفة وليس مجرد توافر جهاز الكمبيوتر اللوحى نكون نجحنا في تطوير العملية التعليمية .

في النهاية لا نريد أن يكون توفير جهاز الكمبيوتر بمثابة نوع من الوجاهة أو التفاخر وإنما آلية حقيقية لتطوير التعليم والانتقال لمرحلة التعليم الالكتروني خاصة أن التنمية البشرية تعد بمثابة التحدي الأساسي الذي يجب أن نواجهه إذا أردنا اللحاق بركب الدول المتقدمة حيث إن تخلف المهارات البشرية في المستقبل عن التعامل مع التكنولوجيا الحديثة سيولد نوعًا من البطالة يعرف بالبطالة الفنية نتيجة الاستغناء عن القوى البشرية القائمة وغير القادرة على التعامل مع النمط الجديد من متطلبات سوق العمل ونؤكد أن قدرتنا على إثبات وجودنا مستقبلاً وفي ظل النظام العالمي الجديد (العولمة) مرهون بقدرة أجيالنا على التعايش مع التقدم التكنولوجي ومحاكاته بفاعلية لا بمظهرية وباعتبارنا مشاركين فى صنع هذا التقدم وليس مجرد متلقين لثماره.
 مجرد تساؤلات

 انحطاط سلطات الاحتلال الصهيوني .. اقتحام مستوطنين إسرائيليين ساحات المسجد الأقصى وسط حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي وممارسة الكثير من الأعمال الاستفزازية ، خلال أحد الأعياد اليهودية ، والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين العزل هو دليل جديد على عدوانية الاحتلال الإسرائيلي ومعاداة للإنسانية .. وللأسف جميع الجماعات الإرهابية التي ترفع شعار الجهاد في سبيل الله لم يحرك شفة تجاه ما تقوم به إسرائيل بالمسجد الأقصى منذ أكثر من أسبوعين ويكتفون فقط بقتل وتدمير أوطاننا العربية الآمنة . فماذا نقول لهؤلاء ؟!

 تدويل الأزمة السورية .. دخول روسيا " القوات الجوية " في سوريا فإننا أمام أوضاع جديدة ستؤدي لإعادة ترتيب الأوضاع في سوريا لاسيما أن روسيا تتسلح بدعوة رسمية من الحكومة السياسية .. فهل نحن أمام لبنان جديد ؟ وهل تكون سوريا محل صراع أمريكي – روسي ؟ أم أننا على أبواب وضع حل سياسي نهائي لهذه الأزمة والتي أدت لتشريد 10 ملايين لاجئ سوري في مختلف بقاع الأرض ؟

 " الأمل والعمل " .. مبادرة طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي ، في خطابه مؤخرا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وهي تشكل خطوة للقضاء على الإرهاب العالمي وتحقيق التنمية المستدامة وتفجير طاقات الشباب وتوجيه إلى الطريقة المثلى وهي في الحقيقة ليست مجرد مبادرة للمجتمع المصري بقدر ما أنه مطلب ضروري من المجتمع الدولي لتبني مثل هذه المبادرات من أجل القضاء على التطرف والذي يستهدف فئة الشباب بصفة خاصة .. فهل البشر قادرون على إنقاذ أنفسهم من براثن الإرهاب والتطرف ؟

مشاركات القراء