قطاع الاتصالات .. وذوو القدرات الخاصة

بقلم : خالد حسن
الحديث عن إتاحة الفرصة لذوي القدرات الخاصة " وليس متحدى الإعاقة أو ذوي الاحتياجات الخاصة " للمشاركة في عملية التنمية الشاملة، هو أمر ضروري وحيوي للسماح لتلك الفئة لتكون جزءا من نسيج المجتمع، تتفاعل معه وتؤثر فيه . وتلعب التكنولوجيا دورا إيجابيا ومؤثرا في زيادة درجة التفاعل لذوي القدرات الخاصة من أبنائنا للاندماج في كل نواحي الحياة بصورة طبيعية .
ومن المؤكد أن جهود حكومة أي دولة " مهما كانت غنية ولديها إمكانياتها المالية " لا يمكن وحدها فقط أن تتمكن من معالجة كل المشاكل والتحديات التي يواجهها أبناؤنا من ذوي القدرات الخاصة " والتي شاءت إرادة الله اختبارهم بإعاقة جسدية " ومن ثمة فإن الحديث عن دور أكبر لمؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الأعمال أصبح مطلبا ضروريا لضمان تحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة لكل فئات المجتمع .
ولعل ما اتخذته مؤخرا مجموعة " المصرية للاتصالات " برعاية الأولمبياد الخاصة لكرة القدم لدول شمال أفريقيا والتي تستضيفه مصر الشهر القادم، ومن قبله تعيين عدد من متحدي الإعاقة البصرية ،بعد تدريبهم بالتعاون مع مؤسسة " تمكين " .. الأمر الذي يشكل خطوة إيجابية تكفل لأبنائنا ـ فاقدي البصر ـ التعامل مع كل شرائح المجتمع من خلال الرد على مكالمات واستفسارات الجماهير على مدار الساعة.
في تصوري أن اهتمام كل من وزارتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والضمان الاجتماعي بتلبية احتياجات أبنائنا من ذوي القدرات الخاصة، وإعادة تأهيلهم تكنولوجيا لا يجب أن يقل بأي حال عن اهتمامهم بتوفير فرص التدريب لباقي أفراد المجتمع من الأشخاص الطبيعيين وبالتالي فإننا نعتقد أن تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الدولية في مساعدة فاقدي البصر، هو أمر مهم لتطوير قدراتهم الشخصية " وعدم ازدواجية الجهود " ولا سيما أن هناك علاقات جيدة ووثيقة مع مؤسسة الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر وتدعيم جهود عرض بعض التقنيات المتوافقة التي تتيح للمكفوفين استخدام أجهزة الكمبيوتر وتصفح الإنترنت باستخدام طريقة "برايل" .
في اعتقادي أنه من المهم تعميم وتوفير برامج " Virgo " في كل نوادي التكنولوجيا ، التابعة لوزارة الاتصالات ، لقراءة الشاشة للمكفوفين وضعاف البصر باللغة العربية " برايل – ناطق – مكبر " إذ يعتبر هذا البرنامج أول نظام قارئ شاشة عربي صمم ليجعل التعامل فى بيئة ويندوز العربية ممتعا وسهلا للمكفوفين وضعاف البصر ويقوم بمهمتين: الأولى قراءة وتحليل المعلومات المرسلة إلى الشاشة من نوافذ ونصوص ومفاتيح وقوائم وصور، والثانية تحويل هذه المحتويات والمعلومات إلى برايل وصوت، فيتمكن المستخدم من التعامل مع الكمبيوتر مثله مثل البصير تماما، كما يتضمن قارئ شاشة برايل بعدة لغات أهمها العربية والإنجليزية وقارئ شاشة ناطق بعدة لغات أهمها العربية والإنجليزية ومساعد متصفح الإنترنت للتمكن من التعامل مع الإنترنت بشكل سهل ومرن بالإضافة إلى مكبر شاشة لضعاف البصر يصل إلى 48 ضعفا مع العديد من مزايا التحكم والوصول .
كما نتوقع في ظل تزايد الدعاوى للعدالة الاجتماعية والمساواة في حقوق المواطنة ، أن يكون لمؤسسات الأعمال، وكذلك جمعيات المجتمع المدني دور أكثر وضوحا في مجال تقديم الرعاية التكنولوجية لأطفالنا من ذوي القدرات الخاصة حيث تؤكد بعض الدراسات الاجتماعية المتخصصة عن حجم الأطفال من ذوي القدرات الخاصة لا يقل عن 2 مليون طفل ، بجانب أكثر من 10 ملايين مواطن ، وهو مجال يحتاج بالتأكيد إلى اهتمام وتركيز من كل فئات المجتمع سواء حكومية أو مدنية ونتطلع أن يكون لشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، على غرار ما تقوم به مجموعة المصرية للاتصالات ، دور رائد في مجال إعادة تأهيل هذه الفئة من أطفالنا ليصبحوا قوة منتجة .. لها بصماتها في المجتمع بدلا من أن تكون عالة أو عبئا ثقيلا على مسيرة التنمية .
نؤكد أن مساهمة قطاع المعلومات والاتصالات في توفير الحلول المناسبة لعلاج العديد من القضايا المجتمعية سيكون له تأثيره الإيجابي على قبول المواطن العادي للشركات العاملة في هذا القطاع واقتناعه بصورة أكثر بقيمة ما يقوم بدفعه نظير الحصول على خدمات هذا القطاع الاستراتيجي .
في النهاية نتمنى أن يأتي سريعا اليوم الذي يستطيع فيه جميع أبنائنا من فاقدي البصر من التعامل مع جهاز الكمبيوتر والإبحار إلى عالم الإنترنت كنظرائهم المبصرين حتى بدون الحاجة لتعلم طريقة " برايل " وإنما من خلال اللجوء للبرامج الصوتية وكذلك العمل على تعظيم استفادة المواطنين من ذوي القدرات الخاصة من ثورة الاتصالات والتكنولوجيا لتسهيل نمط حياتهم .
مجرد تساؤلات
مواصفات وظيفة رئيس الجمهورية القادم .. بعد نجاح الشعب المصري في فرض إرادته من خلال التصويت بنعم بنسبة 98% في اﻻستفتاء علينا من الآن تحديد المهام التي سيتم تكليف رئيس الجمهورية القادم بها ، أيا ما كان اﻻسم الذي سيتقدم لتحمل المسئولية ، نريد رئيسا مصريا نستطيع أن ينفذ مطالب وتطلعات المصريين، وليس رئيسا ينفذ ما يريده وعلى هواه أو برنامجه الذي وضعه . فهل ينجح المصريون كعادتهم في هذا التحدي لوضع معايير اختيار رئيس مصر ؟.
مبروك وبالتوفيق .. في اتصال هاتفي مع الصديق العزيز إيهاب مصطفى ، أحد أبناء قطاع تكنولوجيا المعلومات المصري والذي تم تعيينه نائبا للرئيس التنفيذي لهيئة " إيتيدا " ، أكد أنه يتمنى فتح قنوات التواصل مع الصحافة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمواجهة التحديات التي تواجه عملية تنمية وتطوير القطاع .

في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير .. نريد ثورة لاستعادة الحب ونبذ الكراهية بين المصريين .. نريد ثورة لاستعادة روح العمل الجاد .. نريد ثورة تشعل نار الوطنية في قلوب أبنائنا..نريد ثورة على الانحطاط الأخلاقي .. نريد ثورة على الإهمال والتسيب .. نريد ثورة على الجهل والأمية ..نريد ثورة لإحياء دور الأسرة .. نريد ثورة لإحياء قيمة العلم والبحث العلمي .. نريد ثورة للحفاظ علي وطننا . اللهم احم وطننا من السفهاء والجهلاء، الذين يقامرون بمصلحة الوطن ، سواء بحسن نية أو سوء نية ، ولا يريدون الخير لشعبنا بالتحالف مع قوى خارجية .