-
IT DATA تعلن عن منحة MCITP في مراكزها المعتمدة للطلبة والخريجين بتكلفة منخفضة
-
الفيسبوكبون يشنون هجوم الكترونيا على موقع توفيق عكاشة
-
اشترك في مسابقة 2012 جنيه دهب من " موبينيل " واكسب جنيهات ذهبيةيومياً واسبوعياً وشهرياً
-
كيونت تطرح "بيور هوم" لمواجهة تلوث مياه الشرب فى مصر بعد الثورة
-
فى مذكرة ل شرف : سكان مدينة العبور يطالبون بنقلهم اداريا لمحافظة القاهرة
-
ب 5000 دولار : "امراة الية " لاقامة علاقات عاطفية مع الرجل
-
من ابناء القطاع : 3 مرشحين لتولى منصب وزير الاتصالات
-
اقبال كبير على التعليم الالكترونى فى مصر لقدرته على ايصال المعلومة اسرع وأقل تكلفة
-
"فودافون" تنفى القبض على 3 من موظفيها لبيعهم كروت بأسعار مخالفة للتسعيرة.. وتبحث تعديل عرض "الكارت كارتين" بما يتوافق مع مصلحة عملائها
-
"Hitech4all.com"يفوز بجائزة ثقافة الجودة بالإعلام العربي من جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية
اقرأ لهؤلاء
أصدقاؤك يفضلون:
بقلم : د . غادة عامر
عندما ظهرت تكنولوجيا المعلومات، قام القطاع الخاص بتدمير نماذج العمل التقليدية التي كان يعمل بها، وعمل نماذج إدارية حديثة، مثل التخطيط، إعادة الهندسة ،الجودة الشاملة وإدارة المعرفة. وبالتالي تم خلق أسلوب إداري جديد جعل شركات كثيرة تنتج وتبتكر منتجات وأدوات جديدة. أما القطاعات الحكومية لم تتغير بسرعة القطاع الخاص - بل ممكن أن نقول إن تغيرها لفترة قريبة كان شبه معدوم - وإنما بقيت مثقلة بقوانين وقواعد إدارية عفا عليها الزمن!!!
الآن أصبحت بعض الحكومات تنظر للقطاع الخاص كشريك لتقديم الخدمات ، وأيضا بدأ يشعر القطاع الخاص ـ خاصة ـ بعد الثورات التي نشبت في منطقتنا، والتي أدت لخسارة مالية كبيرة في معظم شركات القطاع الخاص، بالمسئولية تجاه المجتمع لضمان استقرار الوضع الاقتصادي، وذلك للمحافظة على كيانها، لذلك بدأت بتقديم خدمات نوعية كان يفتقدها المجتمع في الماضي.
لذلك على الحكومات القديمة أن تعي أن الإدارة الحديثة تتطلب مراجعة وتطوير مستمر وتقديم كل ما هو مبتكر في كل أعمالها وأن تفتح المجال وبكل شفافية لكل المجتمع لكي يشارك وينتقد ويطلب ، وبالتالي يشعر أنه شريك في التنمية وفي حل المشاكل، وبالتالي يصبح المواطن هو مصدر القوه لهذه الحكومة الواعية.
فمثلا نجد سر نجاح الحكومة الأمريكية أنها ممكن أن تأخذ فكرة لتطوير خدمة حكومية أو لحل مشكلة معينة ، وتكون هذه الفكرة من أي مصدر في المجتمع، مثلا من موظفي القطاع العام، من القطاع الخاص، من المجتمع المدني، من أي مكان، وقد تكون هذه الفكرة مخالفة لكل مكان متعارف عليه في السابق، لكنها تعطي قيمة مضافة وترفع نسبة رضا المتعاملين مع الحكومة.
لقد أنشأت الحكومة الأمريكية منذ فترة موقع مفتوح للعامة، يضع عليه كل الوزراء والجهات الحكومية المشاكل والعوائق التي تقابلهم، وتطلب من المجتمع أو أي جهة أن تتقدم بحلول لهذه المشاكل، مثلا وضعت الحكومة الأمريكية علي هذا الموقع أنها تواجه مشكلة زيادة الدين العام، وأنها تحتاج إلي أفكار ابتكارية لترشيد النفقات، وبالتالي لتقليل الدين العام، فتقدمت جهة مدنية واقترحت تقليل أوراق الطباعة، و جاءت فكرة أخرى أن تكون الطباعة علي الجهتين، أو أن تقوم الحكومة بتدوير الأوراق، لكن الفكرة المبهرة كانت من طالب عمره أربعة عشر عاما، حيث قام الطالب بمعرفة بيانات من موقع المعلومات المفتوح ، عن عدد الأوراق والخط الذي تعتمده الحكومة الأمريكية في المراسلات، وقام بعمل تطبيق إلكتروني، لمعرفة أفضل خط ممكن أن يستخدم في الطباعة ليوفر الأوراق، وبالتالي الأموال، وعن تطبيق برنامجه الإلكتروني ، أقترح أنه لو غيرت الحكومة الأمريكية الخط المعتمد من أريال إلى جارموند (فقط تغير الخط الرسمي المعتمد) سوف توفر الحكومة الأمريكية 400 مليون دولار سنويا ثمن الأوراق والحبر الذي سوف يتم توفيره!!!
فأرسل رسالة إلى الحكومة الأمريكية في عام 2014 ودرست الحكومة الأمريكية مقترح الطالب (ولم تقلل من شأنه) وفعلا تأكدت من صحة اقتراح الطالب وقامت بتطبيق واعتماد استخدام الخط الذي اقترحه الطالب وفعلا وفرت 400 مليون دولار أمريكي !
أي أن الفكرة جاءت ليس من خبير أو عالم أو رجل اقتصاد إنما من طالب عرف أن يتعامل مع التكنولوجيا الحديثة ، إذن لماذا لا نتعلم من تلك الدول المتقدمة، وتقوم الحكومة بعمل موقع مفتوح فيه كل البيانات الحقيقية والمشاكل بكل شفافية، (بدل كله تمام و تحت السيطرة يا فندم)، أنا أعتقد أن سبب عدم تطبيق بعض الحكومات لهذا المبدأ هو مقاومة التغير والخوف على مناصب ذائفة يعتقد أصحابها أن الشفافية والانفتاح علي المجتمع ممكن أن يزيحهم من تلك المناصب، لا بد أن تقتنع الحكومة أنها لم تعد قادرة علي تقديم الخدمات المناسبة للمجتمع بتلك الأساليب والأفكار البالية، لابد أن تعترف تلك الحكومات أن فيها نقص معرفة تكنولوجية ، وأن سر بقائها هو رضاء المجتمع الذي أصبح له طبيعة سيكولوجية جديدة، ممكن أن تكون ثروة عظيمة لو استخدمت، أو قنبلة موقوتة لو أهملت، لذا انتبهوا!!