ثقافة الابتكار وماذا بعد الابتكار ؟

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

 ثقافة الابتكار وماذا بعد الابتكار ؟

بقلم: د.غادةعامر
عقد يوم الأربعاء الماضي معرض ومؤتمر " مصر تخترع" ، الذي تنظمه نقابة المخترعين المصريين، تلك النقابة التي أنشأتها دكتورة مصرية مبدعة ومبتكرة هي الدكتورة هبة عبد الرحمن، التي فكرت في إنشاء هذه النقابة التي تضم الآن نحو 500 مخترع، بهدف مساعدة المبتكرين وتقديم العون لهم معنويًا بشتى الطرق ومساعدتهم في تحضير ملفات براءات الاختراع، وإكسابهم خبرة التعامل مع برامج الكمبيوتر، وكيفية تسجيل براءة الاختراع. أي لكي تحل لهم كل المشاكل التي قابلتها هي نفسها لكي تنفذ وتحافظ وتسوق ابتكارها ، بل لتكمل لهم كل جوانب النقص العلمية والتدريبية التي يمكن أن تكون لديهم حتى ترى ابتكاراتهم النور.
لقد قدم المؤتمر أفكاراً إبداعية وابتكارية متنوعة في مجالات عدة، لقد كان شكل العارضين والمشاركين مبهجا، وعندما تتحدث مع أحد منهم وهو يعرض فكرته، ترى على وجهه طاقات إيجابية وحماسا فوق العادة، وتشعر باستعداده التام للعمل على تطوير فكرته بما يفيد المجتمع بشكل فعال، وتشعر بطموح لا حدود له، ولهفة في أن يهتم بابتكاره أحد من الحضور ويتبناه ليظهر للوجود، وليكلل ما وضعه من مجهود نفسي وفكري ومادي بالنجاح.
لكن رغم سعادتي البالغة بما رأيته من مواطنين شرفاء يحاولون تصدير الحلول بدلا عن البحث عن المشاكل، إلا أنه انتابني شعور قوي بالحزن، لأنني أعلم من خبرات سابقة ـ وإن شاء الله تتغير هذه المرة - بأن أفكارهم التي بذلوا الوقت والجهد في سبيل تخطيطها وتنفيذها ودراسة وإخراجها إلى الوجود سوف تذهب مع الرياح بمجرد انتهاء المعرض!
إن من أهم أدوار المواطن الصالح هي المُساهمة في خِدمة المجتمع المحلي، والعمل على بناء الوطن ورفعته، وأنا أرى أن كل شخص حاول أن يقدم ابتكارا هو مواطن صالح ، لأنه يحاول القيام بواجبه نحو وطنه وأمته علي أكمل وجه، بتقديم حلول نوعية لتقوية وطنه اقتصاديا واجتماعيا وحتى عسكريا، والآن جاء دور الدولة والمجتمع لتفعيل ودعم هؤلاء المبتكرين ودعم ابتكاراتهم.

إن كل ما قدم في المعرض من إبداعات وابتكارات ما هي إلا مواد خام قيِّمة، تحتاج إلى تصنيع وتسويق، تحتاج إلي مصانع الأفكار، وهذا للأسف ما زال غائبا في مجتمعنا، لقد عرف الغرب أهمية دعم الابتكار والمبتكرين منذ عدة قرون .. خاصة بعد ما استطاعت الحضارة الإسلامية في العصر الذهبي لها كأكبر إمبراطورية عرفتها الحضارات نشأت بدعهما للابتكار المحلي ونشر ثقافة العلوم بين كل أبناء هذه الإمبراطورية.
لذلك اهتم الغرب بإكمال حلقات الابتكار، ووضعوا نظاما لتنتقل الفكرة من المبدع إلى المخترع إلى المبتكر، إلى هيئة أو مؤسسة أو قطاع لتسويق الابتكارات ، وكل هذا بدعم من الحكومة والمجتمع. أما في منطقتنا فما زلنا نحاول .. نعم كان هناك في الفترة الماضية جهود من الدولة ومسئوليها لدعم الابتكار الوطني والمبتكرين ، إلا أن نتائج هذه الجهود كانت لا تذكر مقارنة بالنتائج المرجوة. بل وللأسف في بعض الأحيان اتسم بعضها بالصفة الاحتفالية للظهور أمام القيادة السياسية. إنني كمسئول أدعم المبتكرين، وبعد انتهاء التصوير الإعلامي وانتهاء الحفل، لا تسمع شيئا عن أي دعم أو تحفيز أو حتى ذكر للمبادرة أو للمبتكرين.
أإن كل من شارك في معرض "مصر تخترع" أدوا ما عليهم من دور و جاء الآن دور القيادات التي هي الأساس الذي يضمن استكمال حلقات دعم الابتكار والمنتج الوطني، لصالح ليس دعما المجتمع والوطن فقط، بل لصالح القيادات أنفسهم حتى تكون إنجازاتهم واضحة ومشرفة ويشهد بها التاريخ، ليبقوا على الكراسي الحقيقية الباقية لا الكراسي المؤقتة!

مشاركات القراء