التقاضي الإلكتروني .. والتحديات

بقلم : د. حسام نبيل

إن عدم استجابة المستخدمين للمستجدات التكنولوجية في مجال التقاضي الإلكتروني تعد من أهم التحديات التي يمكن أن تواجه تطبيق المنظومة ، كما أنه يعد من أهم العقبات التي تواجه أي تقديم لأي ابتكار تكنولوجي وهي تغيير الفكر الخاص بهؤلاء المتعاملين مع النظام .
وبالنسبة لتحويل النظام المتبع في المحاكم إلى استخدام الحاسبات في إبرام المعاملات والإجراءات القضائية سواء في ذلك الإدارية أو إجراءات التوصل للأحكام، فإن العنصر البشري ـ وهم في الغالب القضاة ـ ذلك لأنهم أكثر المتعاملين مع النظام القضائي مقاومة للتغيير في المجال القضائي وذلك لأنها أكثر طائفة تتعامل مع المتغيرات التكنولوجية الحديثة ويلزم أن تتواكب مع استخدام التكنولوجيا وتطور ذلك الاستخدام في مجال الحاسبات . لذا فإن قيام القضاة باستخدام التكنولوجيا في مجال التقاضي يعد من أكثر المسائل صعوبة وتعقيدا، وذلك في ظل ميلهم إلى مقاومة التغيير نحو التقاضي باستخدام التكنولوجيا الحديثة لذا فلكي يمكن الحصول على موافقتهم في ظل القواعد الإلزامية أو الدورات التوعوية والتثقيفية تعد مسألة مهمة للغاية لكونهم المستخدمين الأساسيين بشكل عام للتكنولوجيا في المحاكم .
كما أن العمل الداخلي في النظام القضائي موضوع له قواعد منظمة له وفقا للقواعد العامة في هذا الشأن كما أن القوانين المعتادة المبنية على الثقافة السائدة قد تم وضعها على مر السنين وأيضا غير متوافقة مع المباديء والمفاهيم مثل المنافسة ( باعتبار أن العدالة مرفق حكومي قاصر على الحكومة فقط ) ، كما أن هذه هي الأسباب الأساسية لعدم تقبل المستخدمين للتغييرات نحو التكنولوجيا كما أن عدم الإلمام باستخدامات التكنولوجيا الحديثة يمكن أن يتم التغلب عليها بالدورات التدريبية المنظمة والمنهجية.
ومن ناحية أخرى توجد تدريبات أخرى على العمل الفردي لكل مستخدم تزيد من التعقيدات لمهمة التقاضي الإلكتروني والتي تهدف لتقديم علاج مؤسسي، والذي يتطلب وجود معيارية واضحة في هذا الشأن ، كما أن برامج التطوير التكنولوجي لعملية التقاضي نحو استخدام التكنولوجيا في هذا المجال غالبا ما تنتج عن الأساليب المتبعة والسلوكيات والتي تتميز بالتعقيد وصعوبة قيام القضاة بالعمل بها . يضاف إلى ذلك أن استخدام الوسائل الإلكترونية في التقييم ، يكون غير مفضل وهو ما يدفع للعمل بسرعة وإصدار الأحكام وما يؤدي له ذلك من أخطاء تحدث نتيجة تلك السرعة.