-
IT DATA تعلن عن منحة MCITP في مراكزها المعتمدة للطلبة والخريجين بتكلفة منخفضة
-
الفيسبوكبون يشنون هجوم الكترونيا على موقع توفيق عكاشة
-
اشترك في مسابقة 2012 جنيه دهب من " موبينيل " واكسب جنيهات ذهبيةيومياً واسبوعياً وشهرياً
-
كيونت تطرح "بيور هوم" لمواجهة تلوث مياه الشرب فى مصر بعد الثورة
-
فى مذكرة ل شرف : سكان مدينة العبور يطالبون بنقلهم اداريا لمحافظة القاهرة
-
ب 5000 دولار : "امراة الية " لاقامة علاقات عاطفية مع الرجل
-
من ابناء القطاع : 3 مرشحين لتولى منصب وزير الاتصالات
-
اقبال كبير على التعليم الالكترونى فى مصر لقدرته على ايصال المعلومة اسرع وأقل تكلفة
-
"فودافون" تنفى القبض على 3 من موظفيها لبيعهم كروت بأسعار مخالفة للتسعيرة.. وتبحث تعديل عرض "الكارت كارتين" بما يتوافق مع مصلحة عملائها
-
"Hitech4all.com"يفوز بجائزة ثقافة الجودة بالإعلام العربي من جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية
اقرأ لهؤلاء
أصدقاؤك يفضلون:
بقلم : د. غادة عامر
نبتكر أو لا نبتكر ، لم يعد هذا السؤال مناسبا الآن، لأن جميعنا في العصر الحالي يشعر بأهمية الابتكار له ولمجتمعه، لذلك تنبهت الحكومات العربية إلى أن دعم الابتكار وريادة الأعمال هو الحل الوحيد لبقائها ولتجددها، لكنها للأسف إلى الآن لم تستطع الحكومات في كثير من دولنا العربية أن تفهم سمات العصر الحالي (عصر المعلوماتية وتكنولوجيا التواصل) لكي تفعل المبادرات والإجراءات التي تدشنها كل يوم لدعم الابتكار الوطني وريادة الأعمال.
كما أن عصر التكنولوجيا خلق ضغوطات غير مسبوقة علي الحكومات العربية، لأنه جاء بسمات لا تستطيع الحكومات التقليدية أن تتعامل معها، فمثلا من أهم سمات هذا العصر هي أن المعرفة أصبحت في يد الجميع، قبل زمن بسيط كانت المعلومات مصدرها واحد ومسيطر عليه، فإما أن مصدرها الحكومة أو الجرائد الرسمية أو القنوات التليفزيونية الحكومية، وكانت في الأغلب مصدر المعلومة واحد ومقنن وبشكل موجه. أما الآن أصبح مصدر المعلومات متعددا، ومصادرها وتوجهاتها متعددة، فمثلا هناك معلومات من مصادر رسمية، ومعلومات من الإنترنت، أو من شبكات التواصل الاجتماعي، أو الإعلام التجاري الذي يكون عادة خارج سيطرت الحكومات المحلية .أي أن المعرفة الآن موجودة ومصادرها متنوعة ومتاحة للجميع وبشكل سريع بل ولحظي، وأحيانا تكون المعلومات صحيحة وأحيانا تكون موجهة وأحيانا يكون فيها نقص عن الحقيقية والأخطر عندما تكون خاطئة ومثيرة للقلائل وللفتن، وهذا كله بالتأكيد يشكل ضغطا كبيرا علي الحكومات التقليدية.
من السمات الأخرى لهذا العصر أنه أصبح بسبب التواصل المفتوح، يشكل ضغطا دوليا علي الحكومات لكي تطور من عملها، حيث إنه في آخر 20 عاما صدر عدد من التقارير للمقارنة بين كل دول العالم في جميع نواحي الحياة، كجودة البنية التحتية، والتعليم، والصحة، وجودة الاتصالات وسهولة ممارسة الأعمال التجارية، والتنافسية وقدرة الدولة علي الابتكار وغيرها من تقارير المقارنات، لذلك الآن لم يعد مقبولا أن يخرج مسئول الحكومة ليقول مثلا إن مستوى التعليم ما قبل الجامعي جيد، لأنه سوف يخرج تقرير دولي يبين حقيقة الوضع، أي أن المجتمع العربي يعرف وضع وتقييم حكومته من جهات خارجية، وهذا يشكل أيضا ضغطا مستمرا لم تتعود حكوماتنا العربية عليه .
كما أن توقعات المجتمع العربي في هذا العصر تغيرت، حيث إن المجتمع قل صبره وأصبحنا نعيش في عصر "أريده الآن"، لأن هناك خدمات عديدة تقدم بشكل لحظي، فمعظم عمليات البنوك تتم عن طريق ماكينة الصرافة، ويمكننا البيع والشراء في لحظات، يمكننا زيارة أي مكان في العالم والتواصل مع من نريد بشكل لحظي، وبالتالي يتوقع المجتمع أن تقدم الحكومات الخدمات بنفس مستوى السرعة، وبالتالي تحتاج الحكومات ليس لأن تتحول إلي حكومة إلكترونية بل إلي حكومة متنقلة ومتوافرة علي الهواتف المحمولة ، حتى تناسب العصر الجديد، هذا أيضا يشكل عبئا علي الحكومات العربية التقليدية.
وأنا أرى أن أهم سمة من سمات هذا العصر والعنصر الأكثر تأثيرا وضغطا على الحكومات هو الشاب العربي، الذي عمره الآن تحت 25 سنة، والذي يشكل أكثر من 50% من المجتمع العربي، هذا الشباب الذي ولد في عصر غير اعتيادي وأصبح يمتلك قدرات تكنولوجية ومعلومات وأفكار جعلته مختلفا 100% عن الأجيال السابقة، هذا الجيل الذي يستحيل أن يتقبل أفكار وطريقة الحكومات التقليدية القديمة، لأنه سوف يأخذ المعلومات عن أي موضوع من الإنترنت أو من شبكات التواصل الحكومي، وليس من الجهات الحكومية، وعندما يقارن لن يقارن دولته إلا مع اليابان وكوريا وأمريكا، هذا الجيل لن يتقبل طرق التعليم التقليدية لأنه عنده معلومات ولدية القدرة على البحث على الإنترنت أكثر من معلميه في كثير من الحالات، هذا الجيل لديه طموح كبير لتحسين وضعه، ويعي أهمية تطوير مجتمعه وأعتقد أنه سوف يكون أكبر سببا ودافعا لتغيير أسلوب العمل الحكومي في الفترة القادمة.
لذلك أقول للحكومات العربية ومسئوليها ""غيروا قبل أن تتغيروا".