الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع (46) _كيف نربط بين التقنية والعمل والمجتمع؟

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع (46) _كيف نربط بين التقنية والعمل والمجتمع؟

بقلم : د. أحمد الحفناوي

عندما بدأت مشواري المهني منذ حوالي 37 سنة كمهندس، ظننت أن التقنية تتمثل في بناء مصانع تقوم بتوفير تكنولوجيات. وقام والدي ـ رحمة الله عليه ـ بشراء أرض في مدينة السادات لبناء مصنع عليها، بناء على طلبي، وحصلت من شركة أكديما على دراسة وافية عن احتياجات الأجهزة الطبية وهو تخصصي الأصلي، وتواصلت مع مجموعة من الأصدقاء وشركات أجهزة طبية. ثم توقف الأمر لسفري للحصول على رسالتي الماجستير والدكتوراة من الولايات المتحدة. ظننت وقتها أن التكنولوجيا هي الحل، وأن الآلية هي بناء مصانع. وقبل عودتي سنة 1987 تواصلت مع آخرين وتبين لي أن الأمر يتعلق بتصميم منتجات وليس بناء المصانع. وفعلا أنشأنا شركة وعملنا على تصميم منتجات جديدة كان أشهرها منظومة متكاملة لقراءة عدادات الكهرباء إلكترونيا عن بعد بالإضافة إلى أجهزة أخرى للتحكم في أجهزة التكييف والمصاعد.. واستخدمنا وقتها مصنع الإلكترونيات بالهيئة العربية للتصنيع ليقوم بالتجميع واختبار الأجهزة. وتعاقدنا بما يزيد على 40 مليون جنيه. وكان هذا إنجازا عظيما. وكانت هناك عشرات التصميمات الأخرى لأجهزة أخرى، لكن كان هناك شيء مفقود وهو النظرة المتكاملة للسوق وتحديد دورة حياة المنتج من دراسات تسويقية وآليات دعم وغيرها. إن منظومة الصناعة هي منظومة متكاملة، فهل تقدمت مصر في هذا الاتجاه؟
الإجابة بصراحة في تقديري هي لا . لم تتقدم مصر، بالعكس لقد تأخرنا .. فلماذا؟
سأبدأ الإجابة في السطور التالية.
دورة حياة منتج أو خدمة يجب النظر إليها من خلال سلسلة القيمة تبدأ إما من نقطة إبداع وابتكارمن خلال فكرة تتحول لتصميم وتتم هندسته وإنتاجه وتسويقه ودعمه وتطويره بشكل مستمر، أو تبدأ من خلال دراسة سوق ثم إما تصميم أو ترخيص ثم باقي المراحل: إنتاج وتسويق ودعم وتطوير.
في الحالة الأولى فالأمر يتطلب فكرا مبدعا وهذه في العادة تنشأ من تلاحم أفكار وتصارعها أو ملاحظات عن البيئة أو تصرفات الآخرين.. هذا الأمر يتطلب تواصل من أشخاص لديهم قدرات خاصة وتنميتها مفتقدة في مجتمعنا بشكل عام .. فتطوير قدرات الاستشراف أمر صعب. ويجب أن يبدأ بمعرفة عامة جيدة وفرشة معرفية غير متوافرة في منظومتنا التعليمية والمعرفية. ومع هذا فالأمر مهم وبناء هذه الفرشة مهم لكن منظومتنا التعليمية لم تبدأ فيها بعد. وهذا في تقديري قد يمثل 10% من الإنتاج لكن القيمة المضافة فيه تكون عالية والأمر لا يقتصر على رأس المال المخاطر.
في الحالة الثانية والتي تبدأ بدراسة السوق فالأمر يتطلب استثمار عشرات الملايين في دراسة للسوق المحلية والعالمية ومعرفة توجهاتها والتعامل معها بشكل أسرع من الآخرين وهو ما لا يقدر عليه سوى شركات محدودة، وفي تقديري يجب أن تتم بشكل وطني، على أن تشرف على هذه الدراسات الاتحادات والغرف النوعية وتتاح لأعضائها. مرة أخرى لم تقم هذه الكيانات بهذا الدور فيما هناك بعض المحاولات المحدودة وفي نطاق محدود. وأنادي هنا سيادة الرئيس السيسي.. إن تخصيص مائة مليار للشباب بفائدة لتشجيعهم على القيام بمشروعات لهو أمر رائع، لكن لن يؤتي ثماره أو يحقق أهدافه بدون عمل الدراسات التسويقية والتي تسبق دراسة الجدوى .. وللحديث بقية.
Dr.elhefnawy@gmail.com

مشاركات القراء