السيد المسئول عن النشر في الجرنال

اللي زادت جدا، وعلي الطبقة المتوسطة التي انكمشت جدا بتحول معظمها إلى الطبقة الفقيرة ، هي المشكلة في ارتفاع أسعار المكونات الداخلة في أي منتج نتيجة التعويم ولا قلة الإنتاج والمعروض أمام طلب كبير، ولا احنا بلد مستهلكة أكتر من أنها بلد منتجة ، ولا إننا شعب شكاى ، بيشتكي طول النهار. فيه ناس مَش لاقيه اللقمة ويتشرب سجاير أو أعوذ بالله حاجات تانية ، وناس مديونة علشان تشتري موبايل تتفشخر بيه ، وناس سايبه النور منور في عز الضهر، وشوارع منوره والشمس طالعه ، وكهربا مسروقة من عواميد لو شركة الكهربا جابت منهم حقها ، تقدر تخفض الفواتير ، وعربيات تبع شركات ومؤسسات رايحه جايه تكلفتها محسوبة علي المواطن المطحون، البيضة اللي كانت بقرش والقرش عزيز من حاجة وعشرين سنة فاتت دلوقتي بجنيه ونص ، عددنا زاد وإنتاجنا زي ما هو ، واللي بيزود الطين بلة إن سقف الطموح بقى بلا حدود .
من فترة قريت حاجة عجبتني عن زمان ودلوقتي ، قلت أبعتها، ٌوانت تبعتها للناس لعل نفتكر ونتعظ .
احنا فين من ده ؟

زمان أحوالنا مكانتش زي دلوقت
قمصان وبنطلونات أبونا و فساتين أمنا تتعدل وتبقي بتاعتنا وكنا بنفرح انها كانت بتاعتهم وأنها اتعدلت لينا.

الصغير نادر لما يجيله حاجة جديدة ما هو بياخد حاجات اخواته الكبار لما بتضيق عليهم.

اللحمة أو الفراخ مش كل يوم ..
٣ أيام في الأسبوع من غير لحمة أو فراخ، ويوم تفليته واللحمة حته واحدة وبالعدد علي قد أفراد الأسرة، وكنا سعداء لأن فيه أكل في البيت وغيرنا ما عندوش.

أكلة الكباب من عند الحاتي تبقى زي يوم العيد وبالسنة ونفضل مفتكرينها.

لما جدتنا تاخدنا في التاكسي لمشوار يبقى يوم ما حصلش لأن المواصلات العامة سواء أتوبيس أو مترو أو ترومواي أو تروللي هي الأساس، والمسافات القريبة لحد ٣ كيلو أو ٤ مشي بس الشوارع كانت نظيفة وفيه رصيف تمشي عليه.

عمرنا ما جينا البيت ولقينا أكله مش عجبانا وزعلنا .. بنصرّف نفسنا من غير ما نبص حتى بنظرة عتاب لأمنا.

ينسوا يدونا المصروف نكّسف نسأل.

ساعة تعسيلة أبونا بعد الغدا ما تسمعش صوت في البيت.

المدرس لو شفناه وكنا قاعدين لازم نقف احترام.

كنّا بنحترم المرور وعسكري المرور .. كان بيحترم نفسه أكتر.

اللي يغش في الامتحان نخاصمه وما نكلموش.

اللي بيشرب سجاير نبعد عنه لأنه تلفان.

اللي بيشتم مَش ممكن نصاحبه.

الفراش والبواب وبتاع اللبن و .. و .. وأي حد كبير نندهله بعّم فلان .

اللي يعمل أي شغل لبيوتنا لازم ياخد حقه في ساعتها وهو كمان كان بيعمل شغل صح .

احنا فين من ده ؟!

بلاد زمان كان فيه نظام، كان يحترم فيها الطابور ..
بلاد طابور من غير نظام تروح تغور.
نسورها أصغر من الحمام.
وحمامها وجبة للنسور.

كنا راضيين باللي ربنا قسمه لينا؛ فأرضانا الله بما قسم .
هي دي النعمة بجد.

ناجح البواب
أول دكة جنب تلاجة الحاجة الساقعة على يمين باب العمارة...
________________________________________