الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع (44) _ لماذا وكيف نتشارك؟

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع (44) _ لماذا وكيف نتشارك؟

د. أحمد الحفناوي
البناء المنظومي يعتمد على التشارك ، فالعمل التشاركي أساس بناء المؤسسة، والمؤسسة أساس بناء المجتمع. والعمل المنظومي هو أكثر ما يفتقده حاليا المجتمع المصري.
تتيح تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات مستوى من التشارك غير مسبوق في تاريخ البشرية. فهل آن أوان استخدامه لدفع عجلة التنمية.
إن العمل التشاركي في الواقع يخاطب أيضا احتياج مهم للبشر وهو الارتباط، وقد يتصور معظمنا أنه يتعارض معه احتياج أخر مهم وهو المصلحة. والسبب لهذا التصور أن معظمنا يجهل حقيقتين هما:
• أن الموارد الطبيعية غير محدودة.
• أن القدرات الإنسانية محدودة (بالذات في وقته ومعرفته).
شيوع هذا التصور الخاطئ بخصوص محدودية الموارد الطبيعية يجعلنا نتخيل أن الكعكة محدودة، وأن التنافس يجب أن يكون على حساب الآخر. ثم ينطلق من تصور خاطئ آخر أن قدرات الشخص غير محدودة وبالتالي فيتصور أن مصلحته هي الانفراد بالقرار. وهذا يؤدي إلى خلل جذري في عملية أخذ القرار. هذا الأمر ينطبق علينا جميعا في مجتمعنا المصري بشكل أو بآخر، وبالتالي فمعظم قراراتنا حقيقة تعاني من ضعفها الشديد وهذا ينطبق على كل المستويات. على أن القدرات الإنسانية المحدودة يمكن تطويرها بشكل مستمر وعدم تطويرها يجعل الإنسان لا يعمل بعقله ولكن بغرائزه.
وحقيقة فالتكنولوجيا هي أداة لكن علوم الإدارة التي تطورت حديثا ومن أشهرها ما يسمى هولاكراسي Holacracy هي الأساس لكي يتم تعظيم الاستفادة من التكنولوجيا في تطوير العمل المؤسسي حيث يحقق هذا دورا مهما في تخفيض الوقت والتكلفة مع الجودة ومجال العمل. هذه المحاور الأربع تتكامل بناء على العمل التشاركي.
إذا فتطوير قدراتنا من خلال اكتساب المعرفة ومن ثم استخدامها وإنتاجها من خلال الملاحظة والابتكار هو عمل يجب أن ندركه بوضوح لنحقق الغريزة الأساسية وهي حب البقاء. ويتطلب هذا تطوير الغريزة الأساسية الأخرى وهي حب الاستطلاع.
أحب أن يعلم القارئ أن هناك ـ حاليا ـ مجهودا منظما متكاملا للبناء المعرفي في مصر. وفيما يلي قائمة بنوعية الجهات (المعنيين بالأمر) والتي نسعى أن تشاركنا في هذا العمل: وهي الطلبة والمتعلمون (في كل مرحلة من المراحل التعليمية) - اتحادات الصناعة والتجارة (أصحاب العمل هو الموظف الرئيسي للمتعلم) - إخصائيو المكاتب - الإعلاميون والصحفيون والكتاب والفنانون والمثقفون - الباحثون (المراكز البحثية) - البنوك (عنصر أساسي في تمويل العملية التعليمية) - المعلمون (الطفولة المبكرة – التعليم الأساسي – التعليم الفني) - أصحاب المدارس والجامعات (جمعية أصحاب المدارس الخاصة) - أصحاب المطابع ودور النشر - أعضاء هيئة تدريس (تعليم جامعي) - أهالي الطلبة - خبراء (تربية - علم نفس – اجتماع – اقتصاد - إدارة - تخطيط استراتيجي - تكنولوجيا اتصالات ومعلومات - تنظيم - تنمية - سياسة – قانون - منظومات – عمارة) - جمعيات المجتمع المدني - رجال الأعمال سواء عاملين إداريين (لكل آلية معرفية) - مسئولون سياسيون (حكومة ومعارضة) - منظمات دولية - مجلس النواب - وزارات (التربية والتعليم – التعليم العالي – الثقافة – الشباب – القوى العاملة – البحث العلمي – الأزهر – الأوقاف – التضامن الاجتماعي– الصناعة – التخطيط - المالية) - المجلس الأعلى للجامعات (العامة والخاصة) - المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي.- نقابات مهنية.
نجاح المنظومة يأتي من التشارك بين كل المعنيين بالأمر وليس بقرارات فردية ومنظومة المعرفة (التعليم والتعلم وبناء الإنسان) هي مثال لكل المنظومات التشاركية التي تشكل عصب المجتمع العصري. تطورت آليات العمل التشاركي وأشهرها ما يسمى Crowd Sourcing ويعتبر هذا من أهم سمات العصر، فالعالم ينتقل من اقتصاد المعرفة إلى الاقتصاد التشاركي Sharing Economy والأمثلة لهذا عديدة أرجو أن تكون الرسالة وصلت.. ولو تشاركنا سننجح بإذن الله.
فماذا نفعل؟ سؤال أساسي: سأجاوب عنه باختصار في مقالاتي القادمة لكي ننطلق من هذا الوضع المتدهور لمصر لآفاق واسعة. سيتضح في هذه المقالات أن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والتي تمثل الجهاز العصبي لأى جهة في العقد الثاني من القرن الـ 21 نحتاج إلى استثمارات تشاركية من الجميع بمجهودهم وخبراتهم وأموالهم.
Dr.elhefnawy@gmail.com

مشاركات القراء