-
IT DATA تعلن عن منحة MCITP في مراكزها المعتمدة للطلبة والخريجين بتكلفة منخفضة
-
الفيسبوكبون يشنون هجوم الكترونيا على موقع توفيق عكاشة
-
اشترك في مسابقة 2012 جنيه دهب من " موبينيل " واكسب جنيهات ذهبيةيومياً واسبوعياً وشهرياً
-
كيونت تطرح "بيور هوم" لمواجهة تلوث مياه الشرب فى مصر بعد الثورة
-
فى مذكرة ل شرف : سكان مدينة العبور يطالبون بنقلهم اداريا لمحافظة القاهرة
-
ب 5000 دولار : "امراة الية " لاقامة علاقات عاطفية مع الرجل
-
من ابناء القطاع : 3 مرشحين لتولى منصب وزير الاتصالات
-
اقبال كبير على التعليم الالكترونى فى مصر لقدرته على ايصال المعلومة اسرع وأقل تكلفة
-
"فودافون" تنفى القبض على 3 من موظفيها لبيعهم كروت بأسعار مخالفة للتسعيرة.. وتبحث تعديل عرض "الكارت كارتين" بما يتوافق مع مصلحة عملائها
-
"Hitech4all.com"يفوز بجائزة ثقافة الجودة بالإعلام العربي من جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية
اقرأ لهؤلاء
أصدقاؤك يفضلون:
بقلم : د. محمد عدلي
نعود فنلتقي من جديد في هذا الباب الحبيب إلى قلبي ومن خلال مقالي بجريدة " عالم رقمي " الحبيبة كذلك وبناءً على رغبة الزميل والصديق العزيز الأستاذ خالد حسن ـ رئيس التحرير ـ أن نواصل مطالعة آراء بعضنا البعض حول تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، ولكننا هذه المرة لن نستطيع إلا أن نعرِّج على ذلك الحادث البشع الذي أدمى قلوبنا جميعاً وتلطخت به جدران الكنيسة البطرسية في يوم ذكرى ميلاد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.
الحادث خسيس وعجيب وهو وإن كان يبعد عن مجال تخصص هذه الجريدة إلا أن التكنولوجيا لا تزال مرتبطة به بأكثر من وجه كما سنوضح هذا بالإضافة إلى كونه شأن مصري استحوذ على الاهتمام من كل فئات المجتمع فكان لزاماً أن نبدأ هنا بالإشارة إليه والتنديد بمدى الحقارة والنذالة اللتين اتصف بهما وبالتأكيد كذلك على أننا كشعب واحد سنعبره يداً بيد.
أما التكنولوجيا في هذا الحادث فتطل أولاً كمتهم في تسهيل عمليات التفجير عن بعد بشكل عام وفي السماح للإرهابيين بتنفيذ عملياتهم عبر دوائر الاتصالات اللاسلكية دون الحاجة إلى التواجد في مكان الحادث في بعض الأحيان وهو ربما ما لم يحدث بشكل كامل فى حادثنا الأخير إلا أنه يظل إحدى صور التفجير المعروفة حالياً.
وهنا أقول إن تكنولوجيات الاتصالات هي في النهاية أداة في يد من يستخدمها وهى خاضعة لنواياه ولضميره فكل الاختراعات يكون لها وجهها السلمي ووجهها الآخر القبيح طبقاً لليد التي تحركها أو بمعنى أدق طبقاً للإنسان المستخدم في النهاية، أما الوجه الثاني للتكنولوجيا في هذا الحادث فهو ما يتعلق بالمراقبة والتأمين، وهنا نعود فنكرر أن المنظومة الأمنية في بلدنا العزيز تستطيع دون أدنى شك أن تستفيد بشكل أكبر مما هو كائن الآن من تقنيات المراقبة والتصوير والاستشعار عن بعد .. خاصة فيما يختص بقضايا الإرهاب مما سوف يؤدي حتما إلى حقن الكثير من الدماء التي تسيل من أبناء مصر بكل طوائفهم مسلمين كانوا أو مسيحيين رجال أمن أو مدنيين .
ولكن دعوني أشير إلى وجه آخر للتكنولوجيا مهم في ذات الحادث الأليم والذي ربما يستغربه البعض رغم أني ألمسه في كل يوم وهو الجانب التنويري والتثقيفي الذي يفترض في تقنيات الاتصالات والمعلومات أن تحدثه في داخل وجدان من يتعاملون معها بشكل مستمر، وأذكر هنا أن أحد الزملاء العاملين في مجال نشر النوادي التكنولوجية في ربوع مصر كلها من المراكز والقرى والذي كان يحرص في كل مرة على أن يحكي لي عن الأثر الذي أحدثه إنشاء ناد جديد للتكنولوجيا في هذه القرية أو تلك، في كل مرة من تلك المرات كان الأثر الملموس لهذه النقاط المضيئة يتخطى بمجرد إتاحة الإنترنت لأبناء القرية أو المركز ما كان يتوقعه من تغييرات في سلوكيات أهالي تلك المنطقة ككل بمن فيهم جميعا حتى الذين لم يتح لهم الدخول والتواصل على النت .
كان يلاحظ أن كم القمامة الملقاة في تلك القرية قد قل، وأن حوادث التحرش بالفتيات قد انحسرت، وأكثر من ذلك كان يجد تغييراً في سلوكيات النساء غير المتعلمات من أبناء المكان إلى الأفضل والأكثر رقياً وتأدباً في التعامل بين بعضهم البعض. نعم كان يمتد تأثير من يتصل بالتكنولوجيا إلى هؤلاء النساء من ذويهن. كذلك فضلا عن ظهوره عليهم شخصياً في سلوكهم اليومي.
لقد كان صديقي يختم حديثه معي بقوله إن من يتصل بالإنترنت يصعب عليه أن يعيش بين القمامة أو أن يحصر خياله في مجرد معاكسة فتاة تسير في الطريق كما أنه وفي المقابل يسهل عليه تقبل الآخر وتفهم ما هو مختلف عنه دينيا وثقافيا وحضارياً ولم لا وقد عاين بنفسه من خلال الإنترنت كل الثقافات والحضارات في شبكة واحدة لا يديرها أحد.