-
IT DATA تعلن عن منحة MCITP في مراكزها المعتمدة للطلبة والخريجين بتكلفة منخفضة
-
الفيسبوكبون يشنون هجوم الكترونيا على موقع توفيق عكاشة
-
اشترك في مسابقة 2012 جنيه دهب من " موبينيل " واكسب جنيهات ذهبيةيومياً واسبوعياً وشهرياً
-
كيونت تطرح "بيور هوم" لمواجهة تلوث مياه الشرب فى مصر بعد الثورة
-
فى مذكرة ل شرف : سكان مدينة العبور يطالبون بنقلهم اداريا لمحافظة القاهرة
-
ب 5000 دولار : "امراة الية " لاقامة علاقات عاطفية مع الرجل
-
من ابناء القطاع : 3 مرشحين لتولى منصب وزير الاتصالات
-
اقبال كبير على التعليم الالكترونى فى مصر لقدرته على ايصال المعلومة اسرع وأقل تكلفة
-
"فودافون" تنفى القبض على 3 من موظفيها لبيعهم كروت بأسعار مخالفة للتسعيرة.. وتبحث تعديل عرض "الكارت كارتين" بما يتوافق مع مصلحة عملائها
-
"Hitech4all.com"يفوز بجائزة ثقافة الجودة بالإعلام العربي من جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية
اقرأ لهؤلاء
أصدقاؤك يفضلون:
بقلم : أشرف عثمان
الإنسان عدو ما يجهل ، هذا هو سبب رفض التغيير أو مقاومته على أحسن الفروض
يكاد الجميع أن يتفق على رفض أو استهجان المنظر الشهير الذي أصبحنا نراه من حولنا، منظر الناس وهم يحملقون في هواتفهم وترتسم على وجوههم تعبيرات لا يمكن التنبؤ بها؛ ابتسامة شاحبة يليها تكشيرة غاضبة ثم قهقهة عالية ... الخ.
تدور دعوى الرافضين على أن الناس تغيروا إلى الأسوأ وأنهم يجلسون سويا في نفس المكان ولا يتحادثون مع بعض ويترحمون على زمان مضى .. كان الناس يتحدثون فيه مع بعضهم البعض في الجلسة الواحدة، إلى آخره من ولع الناس بسيناريو آخر الزمان.
الحقيقة أن التكنولوجيا الاجتماعية تعيد صياغة العلاقات البشرية ، فالعلاقة البشرية كانت محصورة بزمان ومكان والآن تتغير عن طريق كسر حدود المكان، فكوني جالس مع أربعة أصدقاء في مكان واحد لا يمنعني من "الجلوس" مع أربعة آخرين في مكان آخر وفي نفس الوقت !
هل لاحظتم أنه إذا زاد عدد الجماعة الاجتماعية عن حد معين فإنها تنقسم طواعية إلى مجموعات أصغر؟ من منا لم يحضر اجتماعا لأصدقاء الدراسة أو العمل وصل عدد حاضريه الى ٢٠ شخصا، ووجد نفسه في مجموعة فرعية من المجموعة الأم؟ مجموعة لا تزيد عن ٣-٤ يكونون في العادة جالسين قرب بعضهم؟ هذا هو ما يحدث الآن بالفعل، نتبادل الحديث مع المجموعة الفرعية ولا ننتبه لما يقال في المجموعات الفرعية الأخرى .
أساسيات السلوك البشري في علم الاجتماع تعلل الكثير من سلوكياتنا عندما نتواصل مع بعضنا البعض، ما يحدث الآن هو أن سلوكياتنا الاجتماعية التي استمرت آلاف السنين أصبحت في مفترق طرق بسبب البدائل الرهيبة التي أمدنا بها عالمنا الرقمي ، بدائل حدثت بسرعة أكبر من أن نستوعبها وتستمر في الظهور يوما بعد يوم.
هل ما نفعله خطأ؟ بالطبع لا، هل ما نفعله سيظل كما هو ؟ أيضا بالطبع لا! فنحن في مرحلة وسيطة، مؤقتة ، وانتقالية وهي خطوة أولى في إعادة الصياغة . نحن ننتقد جلستنا سويا وتشاغلنا بالوسيط الرقمي الجديد الذي فتح بابا لم نكن نعرف أنه موجود، ولكن ماذا لو أن لقاءاتنا أصبحت كلها رقمية؟
تخيل أنك مدعو إلى لقاء مع زملاء العمل الذين لم تقابل البعض منهم منذ ١٠ سنوات على سبيل المثال، و تخيل أن هذا الاجتماع سيحدث في عالم رقمي من خلال ما أسمته إحدى الشركات الحضور عن بعد أو Tele-Presence . بدأ الاجتماع فذهبت أنت إلى ركن قصي في منزلك ووضعت سماعة صغيرة في أذنك وارتديت نظارة أو خوذة وبدأت الاجتماع
ظهرت على شاشة الاجتماع صور الحاضرين وسمعت أصواتهم وبدأت في الحديث مع الجميع وحييتهم وردوا تحيتك، ثم سأل أحد الحاضرين سؤالا عن التغيرات الجديدة في خدمات الإنترنت في الأسعار ومستوى الخدمة، فبدأ أحد الحاضرين في الرد ثم تطورت المناقشة بين متقبل ورافض. هل ياترى سيستمر الحديث بطريقة مثالية ونسمع بعضنا البعض ؟ هل سيمسك أحدنا بحبل الحديث إلى أن ينتهي من كلامه ثم يسلم "الميكروفون الافتراضي" إلى شخص آخر ... وهكذا ؟
في الغالب لن يحدث هذا (و لا يحدث في المقابلات والاجتماعيات الشخصية التي نمارسها الآن) ولكن ستجد مجموعات فرعية تتشكل بناء على اولويات تتراوح بين التقارب الفكري أو العمري أو التقارب في وجهة النظر الموضوع المطروح ... الخ .
الفرق بين الاجتماعين هو أن الاجتماع الرقمي سيتيح التواصل خارج الاجتماع دون شعور الحاضرين بانفصال من يود في التواصل خارج المجموعة، على عكس الاجتماع الفعلي الذي ترى فيه أحد الأشخاص وهو منكب على هاتفه يرسل ويستقبل تويتات وبوستات ويثير استياء الحضور .
بل إن المقابلات الرقمية ستتيح للشخص الواحد أن يكون في أكثر من اجتماع في نفس الوقت دون أن يشعر المشارك في هذه الاجتماعات بالاستياء . سنتعلم جميعا ما يسمى بال multi-tasking، وهو أمر يقوم به الشباب الرقمي (من ولدوا وكبروا في عصر الآي باد والايفون وغيره)، فأنا أرى ابنتي تعمل على كتابة تقرير استشاري في غاية التعقيد وفي الوقت ذاته تطالع جزءا آخر من الشاشة به تويتات وبوستات ولا مانع من مشاهدة تريلر عن فيلم حديث يتكلم الناس عنه.
خلاصة ما أود قوله هو أن ما يحدث ليس آخر الزمان، وما يحدث ليس سوء سلوك وجلافة و لكنه التغيير يطل علينا ويخبرنا بصوت عال أن حياتنا الاجتماعية وتواصلنا سيتغيران إلى صورة هائية لا نعلمها حتى الآن ولكنها في طور التشكيل ولابد لنا من الانغماس فيها بدلا من مقاومتها، فالتغيير سيحدث رغما عنا .