البيانات الضخمة ـ النفط القادم

بقلم: د. حسام نبيل

تنمو البيانات بشكل كبير بسبب الزيادة الكبيرة في عدد أجهزة الحاسب المتنقلة والهواتف الذكية والحوسبة السحابية وعمليات الأعمال والحوسبة الرقمية والمشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي وتقوم المنشآت بالاستثمار في تقنيات البيانات الضخمة بما يتيح لها الحصول على مكاسب كبيرة من معالجة هذه البيانات وتعد الشركات العاملة في قطاع الاتصالات والبنوك والقطاع الحكومي الأكثر استخداما للبيانات الضخمة كما تقوم بتقييم هذه التكنولوجيا بالشكل الذي يمكن معه دمج تقنيات تحليل المخاطر والعملاء والشبكات وتطوير أمن المعلومات الخاص بها وتطوير معاملاتها التجارية .
وتتسم المعاملات التجارية في معظم المنشآت الاقتصادية العاملة في البيانات الضخمة بوضع أولوية كبيرة لها وتتجه تلك الشركات للتخطيط للاستثمار فيها بشكل متعاظم نظرا لأهميتها والعائد الضخم منها وفي هذا الشأن يحظى المتخصصون في معالجة البيانات الضخمة والاستثمارات القائمة عليها بمكانة مرموقة في ظل تزايد الاحتياج إليهم للوصول إلى أفضل استغلال لتلك البيانات ، ويتم إنشاء البيانات بشكل مستمر في العصر الحالي الذي يميزه تطور لا محدود في وسائل الاتصال .
ويتم رصد البيانات وتحليلها وإنتاجها دون توقف حيث تزايد معدل نمو البيانات خلال العام 2013م بنسبة 81% في حركة البيانات المتنقلة في العالم مقارنة بالعام السابق ليصل حجمها إلى واحد ونصف اكسا بايت في الشهر (أعلى من الشهر المماثل في العام 2012م ) بـ 820 بيتا بايت ويتوقع وصولها إلى 16 اكسا بايت في الشهر بحلول 2018 م ، كما يؤدي تبني البنى التحتية والبرمجيات القائمة على الحوسبة السحابية على نطاق واسع إلى تسهيل تطوير ونشر التطبيقات الجديدة واستخدامها على أساس الدفع حسب الاستخدام وكل هذه التطبيقات تنتج بيانات ومع تزايدها يزيد حجم البيانات المنتجة وتعمل مواقع التواصل الاجتماعي على تغذية قواعد البيانات تلك بكميات هائلة من البيانات وهو ما يزيد من قيمتها المادية وتستمر المبادرات الرقمية في إنتاج المزيد من تلك البيانات وقد تجاوز مقدار البيانات المنتجة خلال العام 2013م 4.4 تريليون جيجا بايت على مستوى العالم ويتوقع نمو هذا العدد ليصل الى 44 تريليون جيجا بايت عام 2020م .
يتبع...................