 مصـــــر بين البطالة .. والتكنولوجيا

دائما تخبرنا التقارير والإحصائيات عن بطالة بمصر تتزايد عاما بعد عام بمعدلات كبيرة ولكن الحقيقة أنه لا توجد بطالة بل يوجد نقص حاد في المؤهلات مع شوية فهلوة وعادات موروثة من الوظائف الحكومية وثقافة تبني على " هتديني كام بغض النظر عما سأقدمه لك " .
هناك مشكلة كبيرة تؤثر على الاقتصاد المصري وعلى الاستثمار في مصر بسبب هذه الثقافة وتراجع دور المؤسسات التعليمية بمصر وأيضا تراجع دور الإعلام المصري في تسليط الضوء على هذه المشاكل وبث ثقافة جديدة .
بحكم عملي يطلب مني ترشيح موظفين للعمل في كثير من المجالات فأين البطالة ؟؟؟ سؤال في نهاية المقالة ستعلم إجابته .
كنت أقوم بترشيح البعض ولكن سرعان ما عزفت عن هذه الخدمة التي أقدمها لوجه الله بسبب المشاكل التي يقوم بها الموظفون مع وضوح الدور الوظيفي المطلوب وإن كان قد حدث بعض الأخطاء من الشركات أيضا .
المشكلة تكمن في أن المدارس والجامعات والمعاهد الخاصة والتعليم الفني والمهني يقوم بتخريج دفعات للأسف غير مؤهلة وتضغط على الاقتصاد المصري من الإنفاق عليهم إلى تكوين بؤر بطالة إلى تكوين وحش كبير عدو ـ صعب التغلب عليه أو التعامل معه .
فقام العمال بركوب التوك توك وباتت المصانع خالية، واتجه الأطباء إلى فتح عيادات خاصة دون الانتظار إلى تكوين خبرات . فبين هذا وذالك هو حال مصر .

الوجه الآخر للعملة شباب كثير يتزايد بمعدلات كبيرة آخر 5 أعوام اتجه إلى تعليم نفسه بنفسه من كل الطبقات منهم أنا شخصيا . قاموا باختراق علوم تكنولوجيا المعلومات من برمجيات إلى تسويق إلكتروني إلى شبكات وحتى كتابة الرسائل العلمية وغيره من الأعمال البسيطة وقاموا بالعمل من المنزل عن طريق مواقع freelancer وتطورت أفكارهم واكتسبوا خبرات كثيرة ومالا أيضا وقاموا بفتح شركات وخلقوا فرص عمل لغيرهم وهم قادرون على حل مشكلة الدولار إذا اعترفت بهم المؤسسات المالية المصرية ودعمتهم ووثقت بهم وشجعتهم .
لا أنكر دور معاهد iti في ذلك ولكن هذا ليس كافيا . أنا أتكلم عن قاطرة كبيرة للنهوض بالدولة المصرية في جميع المجالات صناعة وزراعة و تعليما ....الخ .. بدون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لن توجد نهضة ولا ثقافة ولا حضارة .
شباب آخر بدأ الاعتماد على التكنولوجيا في مصنعه الصغير أو شركته أو محله فكان قادرا على الوصول إلى معلومات إدارية ومالية وفنية وتقارير دقيقة عن نشاطه فواجه مشاكله وقام بحلها وزادت فرصه في النجاح وقام بتغير ثقافة الأجداد وطور واخترق أسواقا جديدة بالتكنولوجيا .
بين هؤلاء وهؤلاء تطرح بعض الأسئلة:
إلى متى نظل عاجزين عن استخدام أهم مورد لدينا وهو العقول المصرية والشباب الذي يمثل نسبة كبيرة من المجتمع ؟
إلى متى يظل الإعلام يركز على القضايا الساخنة والسياسية ولا يقوم بتفعيل دوره الأهم بالتوعية ونشر ثقافة جديدة تنهض بالمجتمع ؟
إلى متى نهتم ببناء المصانع والمنازل والطرق وننسى بناء العقول وتطويرها ؟
إلى متى نتحدث عن الاقتصاد والاستثمار و لا نوفر المناخ والعمالة القادرة على تنفيذ ما نتمناه ؟
إلى متى نهمش شبابنا بتعليم سيء ؟
في المقالات القادمة سأتحدث عن دور تكنولوجيا المعلومات في نهضة بلدنا العزيزة الغالية مصر وكيفية الاستفادة منها وكيفية تحويل هؤلاء الشباب الذين دمرتهم آليات التعليم إلى عناصر نافعة لنفسها ولوطنها .
حفظ الله مصر، وحفظ شبابها .. سبيل رفعتها وأملها الأخير والوحيد .