غواص فى بحر التكنولوجيا الإنترنت (Internet)

بقلم : د/ محمد عدلى

كلمة إنترنت هى ضم لكلمتين إنجليزيتين وهما International وNetwork لتصبح Internet وهى تعنى الشبكة العالمية، وقد بدأ هذا المصطلح فى الظهور مع بداية الثمانينات من القرن الماضى حين بدأت تلك الشبكة فى الانتشار والتوسع حول العالم وربطه ببعضه البعض علبرة القارات والمحيطات. ويعود تاريخ نشأة الإنترنت إلى ستينيات القرن الماضى كذلك ومع ظهور شبكة مصغرة تربط عدد من مراكز الأبحاث فى الولايات المتحدة الأمريكية والمختصة بالبحوث العسكرية التابعة لوزارة الدفاع هناك. وقد بدأت تلك الشبكة العملاقة والصغيرة آنذاك فى تسهيل تبادل البيانات بين هذه المراكز البحثية وبشكل سريع مما كان له بالغ الأثر فى تطوير وتحسين عمل تلك المراكز.
ومن أمريكا تم التفكير فى مد أول كابل بحرى يربط هذه المراكز البحثية بنظيرتها الأوروبية عبر المحيط الأطلنطى، ثم بدأ بعد ذلك الانتشار داخل أوروبا ومنها عبر البحر المتوسط إلى أفريقيا وكذلك شرقاً إلى آسيا، ومع بداية الثمانينات كما ذكرنا كانت البنية التحتية العالمية للإنترنت قد اكتملت وتبلورت الأمر الذى صاحبه دخول العديد من تلك الدول على تلك الشبكة العملاقة تباعاً. وقد بدأ دخول مصر إلى شبكة الإنترنت مع بداية التسعينيات وبأعداد ضئيلة من المشتركين وذلك عبر المجلس الأعلى للجامعات وبما يخدم البحث العلمى فى مصر، ثم توالت بعد ذلك الأعداد من المشتركين فى الدخول على حتى بلغ عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر اليوم ما يزيد عن 40 مليوناً.
وكانت أول التطبيقات التى أستخدمت الإنترنت من أجلها هى نقل الرسائل النصية بين المشتركين، وهو ما كان متماشياً مع الغرض الرئيسى وهو تبادل البحث العلمى، ومن ثم بدأ التفكير فى إيجاد صيغة مناسبة تسمح للمشتركين بتبادل النصوص والصور وكذلك الروابط التى تنقل بين صفحة وأخرى على تلك الشبكة، وعيه فقد بدأ أختراع لغات البرمجة المختلفة والتى تم من خلالها إنشاء ما يعرف بالمواقع على تلك الشبكة والتى تكونت من النصوص والصور والروابط فى بدايتها. ومع انتشار الإنترنت على مستوى العالم بدأت الزيادة المطردة فى إنشاء الملايين من تلك المواقع بمختلف اللغات وفى مختلف البلدان لتقوم بنقل المعلومات عن طريق ما سبق ذكره من نصوص وصور.
كما استخدمت الإنترنت فى بدايتها فى تبادل البريد الإلكترونى وفى تحميل الملفات الإكترونبة التى حملت الصيغ الصوتية والمرئية للبيانات الرقمية كما حملت العديد من صيغ البرمجيات التى يمكن تداولها وتنصيبها على الأجهزة الإلكترونية المختلفة. ومع قدرة الإنترنت على تبادل أى نوع من البيانات بين أى عدد من المستخدمين وفى أى مكان وزمان بدأت التطبيقات على تلك الشبكة تحل محل العديد من الأجهزة الأخرى فمثلاً لا خلاف على اختفاء أجهزة الكاسيت التى حل محلها الأجهوة الرقمية الإلكترونية التى تتعامل مع صيغ الأصوات الرقمية التى تتميز فى جودتها.
لم يكن الكاسيت وحده ضحية هذا الانتشار الرهيب لتلك الشبكة العملاقة ولكنه شيئاً فشيئاً بدأت فى إيجاد عالم جديد تحل فيه الصحافة الرقمية مثلاً محل الصحافة المطبوعة وتقوم فيه مواقع التواصل الاجتماعى بدور وسائل الإعلام، وتلعب فيه الإنترنت دور البطولة فى الوصول لفئة جديدة من المتلقين وهى فئة الشباب الذين ولدوا مع ولادتها وصاحبوها فى نموها وتطورها وهو ما يجعلها بحق أعظم اختراع للقرن العشرين.
.