-
IT DATA تعلن عن منحة MCITP في مراكزها المعتمدة للطلبة والخريجين بتكلفة منخفضة
-
الفيسبوكبون يشنون هجوم الكترونيا على موقع توفيق عكاشة
-
اشترك في مسابقة 2012 جنيه دهب من " موبينيل " واكسب جنيهات ذهبيةيومياً واسبوعياً وشهرياً
-
كيونت تطرح "بيور هوم" لمواجهة تلوث مياه الشرب فى مصر بعد الثورة
-
فى مذكرة ل شرف : سكان مدينة العبور يطالبون بنقلهم اداريا لمحافظة القاهرة
-
ب 5000 دولار : "امراة الية " لاقامة علاقات عاطفية مع الرجل
-
من ابناء القطاع : 3 مرشحين لتولى منصب وزير الاتصالات
-
اقبال كبير على التعليم الالكترونى فى مصر لقدرته على ايصال المعلومة اسرع وأقل تكلفة
-
"فودافون" تنفى القبض على 3 من موظفيها لبيعهم كروت بأسعار مخالفة للتسعيرة.. وتبحث تعديل عرض "الكارت كارتين" بما يتوافق مع مصلحة عملائها
-
"Hitech4all.com"يفوز بجائزة ثقافة الجودة بالإعلام العربي من جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية
اقرأ لهؤلاء
أصدقاؤك يفضلون:
بقلم : د. غادة عامر
إن أي وطن لا يكون فيه الإبداع والابتكار شيء أساسي،هو وطن محكوم عليه بالفناء، فابتكار واحد ممكن يؤتي بثمار يمتد أثرها إلى أجيال وأجيال، فالابتكار قد يحيى أمم و قد يسموا بالفرد والمجتمع إلي أعالي القمم، فهو يساعد على مواجهة المشاكل، ويدعم النصر في المعارك، ويعين على تطوير التعليم والصحة و الاقتصاد والأمن ، وهو أداة أساسية لزرع الأفكار الإيجابية ونشر تعاليم الدين الصحيحة. أي أن دعم الابتكار والإبداع في أي أمة ، هو شيء أساسي وليس رفاهية ، لضمان نجاح بل وبقاء هذه الأمة، فإهمال دعم الابتكارات والإبداعات قد يساهم في انقراض وهلاك الأمم، والتاريخ خير شاهد على ذلك.
وعلي مدار التاريخ كان معيار التقدم الحقيقي لأي حضارة من الحضارات قائم في المقام الأول على التقدم العلميّ والتكنولوجيّ لأصحاب هذه الحضارة ، لذلك آن الأوان لمصر خاصة و للدول العربية عامة أن يكون فيها دعم الابتكارات وتطوير الاختراعات شيء أساسي وحتمي ، لضمان الأمن والأمان ، والسلامة والاستقرار في الناحية العلمية والاقتصادية وجميع النواحي. وأول وأهم بداية في دعم الابتكارات أن تهتم الدولة اهتماماً كبيراً بالقوى البشرية لديها، بكل الأفراد دون تمييز، ففي عالم الابتكار الكل مهم، فكل فرد يمكن أن يكون مبدعا ومبتكرا، إذا أتيحت له الظروف المناسبة، لأنه حسب كل البحوث العالمية أن ابتكار الأفكار ليس حكراً على الخبراء أو الأذكياء أو العلماء أو الباحثين، بل أن ابتكار الأفكار يتوقف أساسا على البحث الدائم عن التطوير، وهو أيضا فن وعلم يمكن تعلمه، والتدرب عليه، ومن ثم ممارسته بشكل تلقائي. فالإبداع والابتكار لا ينحصر على مجال أو علم أو زمن معين، ففي حياتنا اليومية أي لمسة جمال نراها أو نشعر بها تعد عملا إبداعيا، و لا يرتبط الابتكار بالمستوى التعليمي الرفيع ، وإنما يعني في المقام الأول أن هذا الفرد قد ارتفع في معرفته عن مستوى التعليم الأساسي إلى مرتبة الفهم والتطبيق والتحليل والرغبة في التغيير .
لذلك كان على الحكومات و المجتمع معا أن يشجعوا و يدعموا و يرعوا و ينموا القدرات البشرية في الإبداع والإبتكار عن طريق إتباع مجموعة من السياسات لاستنهاض روح الابتكار والتحفيز على تنشيط فاعليته من أجل تطويره وإنتاجه، مثل: إيجاد الآليات والحوافز اللازمة لاستكشاف ودعم المبدعين والمبتكرين، إيجاد الوسائل اللازمة لتفعيل دور المؤسسات التعليمية والأسرة والمجتمع في دعم ورعاية الموهوبين والمبتكرين، كذلك تشجيع مبادرات الأفراد والجماعات ومؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات الخيرية لتنمية الابتكارات الوطنية، العناية والاهتمام بالموهوبين والمبدعين وإيجاد الظروف المشجعة والمُحفّزة لهم في المجالات العلمية وخاصة في المدارس الفنية ، تشجيع تبني القطاع الخاص والمستثمرين للابتكارات الوطنية، تشجيع إقامة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال تبنيها من قبل الحاضنات الاقتصادية التقنية، دعم وتقوية الجمعيات العلمية في المجتمع وتفعيل دورها في تنمية القدرات الوطنية للإبداع والابتكار، كذلك علي الحكومة أن تقدم أو تدعم تمويل دراسات السوق الخاصة بعمليات الابتكار ومخرجاتها، وأن تستخدم الفضاء الدولي وشبكات التواصل والعلاقات الدولية لدعم عمليات الابتكار وترويج المبتكرات، وأن تدعم اجتذاب المزيد من الاستثمارات ورؤوس الأموال في مجالات التكنولوجيا الجديدة وإقناع المستثمرين بمردودها الاقتصادي العالي. والأهم أن تقوم الدولة بعمل منافذ بيع لما يتم إنتاجه من المبتكرات، وأيضا تحفيز القطاع الحكومي والخاص علي شراء المنتجات القائمة علي الابتكارات الوطنية بل وجعل الأمر أمرا إجباريا في القطاعات الحكومية.
أيضا العمل على تغيير فكر المجتمع عن التعلم، حيث إن الشائع أن الناس حين يقبلون على التعلم والتدريب ينحصر تفكيرهم فقط في العثور على وظائف بعد التخرج لا من أجل إيجاد حلول لمشاكل أو تحسين مستوي المعيشة أو لعمل تغيير أو لخلق وظيفة نوعية عن طريق أفكارهم و ابتكاراتهم. كما أنه لابد من تجاوز نموذج القاعة الدراسية التقليدية وتقديم طرق تفاعلية جديدة لتعليم الأجيال الجديدة كيف تفكر بطريقة إبداعية ونقدية وبناءة، لذلك كانت أهمية التعلم التجريبي (التعلم بالعمل) لتنمية قدرات الفرد الابتكارية أمر مهم، لأنه يغذي روح التعلم والاكتشاف ويثبت الفكر الصحيح في العقول، فكما تقول الحكمة الصينية : "لو قلتَ لي شيئاً، سأنساه.. لو أريتني إياه قد أتذكره.. لكن لو أشركتني فيه سأفهمه".