البرمجيات مفتوحة المصدر " Open Source Software "

بقلم د / محمد العدلى

يتضمن تعريف " البرمجيات " نظم التشغيل والتطبيقات والبرامج التى يتم استخداها عن طريق أجهزة الحواسب المختلفة وما يحتاج للشرح فى هذا المصطلح هو معنى كلمة مفتوحة المصدر، والمعنى ببساطة أن الكود أو سطور البرمجة المستخدمة لكتابة هذه البرمجيات متاح ومعروف لمن يريد أن يقوم بالتعديل فيه وذلك دون الرجوع إلى جهة بعينها تمتلك حقوق الملكية الفكرية لهذا الكود كما هى العادة فى البرامج غير مفتوحة المصدر أو لنقل المغلقة. كما أن البرامج مفتوحة المصدر تسمح باستخدام هذه البرمجيات من قبل العاملين فى مجال تكنولوجيا المعلومات دون الحاجة إلى ترخيص من جهة محددة تملك وحدها حق الترخيص بالاستخدام لهذه البرمجيات، الأمر الذى يوفر الكثير من التكاليف التى يتكبدها المستخدمون عند اللجوء لهذه الفئة من البرمجيات كبديل عن مثيلاتها المغلقة
ولعل خاصية إتاحة الكود المصدر المشار إليها والتى تسمح للمختصين فى البرمجيات بالاطلاع والتعديل على هذا الكود فى أى وقت تعد من المزايا الهامة للبرمجيات مفتوحة المصدر وذلك إذا ما أخذنا فى الاعتبار ذلك الكم الهائل من التحديث والتطوير الذى تتعرض له تلك البرمجيات والذى يقوم به العديد من مطورى البرمجيات على مستوى العالم مما يساعد على سرعة نضوج البرمجيات المفتوحة مقارنة بغيرها التى لا تتمتع بنفس الخاصية. وجدير بالذكر أن هذا التطوير المستمر يجعل من تلك البرمجيات أكثر أمناُ وأقل تعرضاُ للاختراق والإتلاف وذلك بحسب وجهة نظر المتخصصين فى أمن المعلومات فى العالم بالرغم مما قد يبدو ظاهرياً من أن إتاحة مصادر البرمجيات قد تعرضها للهجمات والاختراقات بشكل أكبر من غيرها. كل ذلك ساهم فى زيادة الطلب على تلك النوعية من البرمجيات بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية وساعد على احتدام المنافسة بينها وبين مثيلاتها.
وقد يسأل البعض عن مصدر الكسب الذى يجنيه القائمون على البرمجيات مفتوحة المصدر إذا ما كان استخدامها بدون رخصة وكذلك تحديثها وتطويرها فيما يشبه العمل التطوعى الخيرى الذى يقوم به أى منا مثلاً، والإجابة هى أن مصطلح البرمجيات مفتوحة المصدر لا يعنى أن تلك البرمجيات بلا صاحب أو بلا جهة قائمة عليها وتعمل على توفير الدعم الفنى لمستخدميها عند الحاجة إليه. وهو ما يفيد أن كل من البرمجيات المفتوحة تكون لها جهة باسمها تقوم بإتاحة مصدرها كما تقوم بإدارة عمليات التحديث والتطوير لها مستفيدة من الجهود الهائلة التى يبذلها المطورين فى العالم وذلك بعد تنقيح وتنقية تلك الجهود وانتقاء ما يصلح منها فقط لأن يكون تطويراً وتحديثاً حقيقياً واستبعاد ما يخالف ذلك من جهود غير مكتملة أو فاشلة كانت تحلم بالانضمام لجموع المطورين لتلك البرمجيات.
كما تجدر الإشارة إلى أن العمل فى مجال تطوير وتحديث البرمجيات مفتوحة المصدر هو بلا شك عمل مربح ومجزى من وجهة النظر المادية لكل المطورين العاملين فيه وذلك لأن مجهوداتهم فى تطوير تلك البرمجيات يساعد على توفير الدعم الفنى لها والذى يحتاجه مستخدميها بعد استخدامهم لتلك البرمجيات وهو ما يمكن أن يدفعوا فى مقابله أى قيمة مالية مطلوبة. ولذلك نجد العديد من مطور البرامج يفضلون فى الفترة الآخيرة العمل فى مجال البرمجيات مفتوحة المصدر عن غيرها والأمثلة على هؤلاء كثيرة ومتعددة فى كل من السوق المحلى والعالمى.