 الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع (35) _علاقة الامتحانات بالتكنولوجيا بالتعليم؟

 بقلم :د . أحمد الحفناوى

أخرج من سلسلة الهيكلة المؤسسية كتوضيح لمبدأ مهم يغير من قواعد اللعبة التي للأسف تديرها الحكومة المصرية بمفاهيم بالية عفى عليها الزمان وأكل وشرب ونام. تحدث الجميع عن فضيحة الامتحانات وتطرق إلى قطع الاتصالات أو حجب مواقع التواصل كما حدث في الجزائر. فما هو الحل؟
الامتحانات جزء من منظومة تسعى لبناء إنسان وليست الحصول على شهادة وما قيمة شهادة مزورة وماذا يحدث عند حصول كل الطلبة على 100%؟ هل سينهار النظام؟ من منكم يا سادة يا كرام يعلم ما هي نسبة خريجي الجامعة في مصر من عدد السكان مقارنة بأوروبا والدول المتقدمة؟ سمعتها مرارا أن نسبة الطلبة الجامعيين في مصر هي الأعلى وحقيقة هذا خطأ شائع. النسبة في مصر بأي من مراحل التعليم سواء الابتدائي أو الثانوي أو الجامعي لعدد السكان هي أقل من كل الدول المتقدمة. هنا أتحدث عن الأعداد أي الكم وليس الكيف؟ طبعا إذا تحدثنا عن الكيف فجودة التعليم نأتي بحمد الله في القاع سواء للمتقدمة أو المجتهدة. ما هذا الحال الذي وصلنا إليه؟ هل نتوقع أن نحل هذا الأمر ببناء المزيد من المدارس وأصلا الطلبة لا يذهبون للمدارس. إن خفض كثافة الفصول أمر مهم لكن الفصول غير مستغلة أصلا. المنظومة كلها لا يعمل بها المدرس أكثر من 15 % من وقته في المدرسة في المتوسط. المنظومة يجب أن تخضع لقياسات دقيقة وتحليل من أحد يفهم وسيكتشف بها مصائب.
أنا لا أحب الحلول الجزئية لكن سأعرض عليكم حلين معتمدين على التكنولوجيا الرقمية فيما يلي. الأول ينفذ فورا والثاني يحتاج إلى تعديل تشريعي وبناء منظومي ويتطلب بعض الوقت لكي يفهمه الناس.
في قضية الامتحانات لا شك أن هناك حلولا عديدة ولكن أبسطها في تقديري هو تحويل الامتحانات التحريرية لتستخرج طبقا لقواعد وبشكل آلي من بنك أسئلة (متعدد الاختيارات -MCQ ) يحتوى على Nلاف الأسئلة وبالتالي يكون هناك مئات الامتحانات المسجلة والمختلفة برقم مختلف طبقا لرقم الجلوس في نفس الوقت، وبالتالي لا يوجد احتمال أن نعرف مقدما من الذي سيكون لديه امتحان س . هذا أمر بسيط في ظل تطور تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والطباعة الرقمية والمسح الضوئي لتصحيح الامتحانات. إذا أردنا أن نفكر بشكل ريادي فلنتعلم الفك والتركيب.
وبمناسبة الفك والتركيب والتحول من عمل مفتوح الحلقات فسأطرح فكرة أخرى أهم مليون مرة من الفقرة السابقة. وهي فكرة ربط أجر المعلم بقيمة مخرجاته وبالتالي يتشجع على تعليم الطالب ما يفيده في الحياة وما يرفع من قيمته بعد تخرجه وعند عمله. وبناء عليه أقترح أن يكون مرتب المعلم هو نسبة من أجر من قام بتعليمهم، وأقدر هذه النسبة بحوالي 3% في المتوسط وتوزع هذه النسبة على من قاموا بتعليمه، سيؤدى هذا إلى أن يحصل المعلم على أربع مرات متوسط أجر من قام بتعليمهم. إذا لم نعط قيمة للمعلم معتمدة على إنجازه فلا أمل في إصلاح التعليم.

Dr.elhefnawy@gmail.com