 كلمات ومعاني  تطبيقات المحمول .. والمشاكل الصحية

بقلم : فريد شوقي
من المسئول عن تدهور الخدمات الصحية .. الدولة أم المواطن أم المجتمع ؟ أم أن الجميع مسئول عن انتشار وتفشي هذا الإهمال وصور الفساد في جميع المجالات والمعاملات الصحية سواء على المستوى الخاص ، العيادات والمستشفيات الخاصة ، أو بين المواطن والجهات العلاجية والطبية الحكومية. الأمر الذي بات يحتاج إلى ثورة مجتمعية وعمل جماعي وأن يكون لكل طرف دور مهم في مكافحة صور التدهور في الخدمات العلاجية .

وبالطبع فإن تحسين الخدمات الصحية ليست مهمة الحكومة وحدها ، رغم أهمية دورها التشريعي والرقابي في نفس الوقت ، ولكنها مهمة كل مواطن حريص على النهوض ببلده والضرب بقوة القانون على أيدي الفاسدين والعابثين. وفي خضم حديثنا المتكرر وفي كل وقت لا يمكننا أن نغفل الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في مواجهة هذا التدهور والفساد الإداري بكل صوره سواء كان ذلك بشكل مباشر ومن خلال تقديم آليات فعالة ومتطورة لمراقبة الأداء وتحسينه أو بطريقة غير مباشرة عبر توفير قنوات جديدة لتقديم الخدمة تعتمد على الفصل المطلق بين المواطن عن الموظف الحكومي عند عملية الحصول على الخدمات ومن ثم تقضي على أهم عنصر من عناصر الفساد وهو مسألة " فتح الدرج" والذي أصبح صورة راسخة على مدى السنوات تعبر عن تقديم الرشاوى مقابل الحصول على الخدمات.

ومؤخرا أطلق مجموعة من الأطباء المصريين ،المتخصصين في مجال العناية المركزة ، خدمة طبية جديدة باسم " ER-ICU"- وهى عبارة عن تطبيق للهواتف المحمولة لإنقاذ الحالات الصحية الحرجة في الوقت - إذ يسهل التواصل مع فريق طبي كامل متخصص في الطوارئ والعناية المركزة لإسعاف أي حالة حرجة في الوقت المناسب إذ أكد الدكتور محمد بدر ، أحد المؤسسين لمشروع ” ER –ICU” ، أن الفكرة بدأت منذ كنا طلاباً بالامتياز وتعرضنا كثيراً لأزمة البحث عن أسرة شاغرة للمرضى حيث كنا دائماً ما نُواجه بالجملة المشهورة – مفيش سرير رعاية – وبعد تخصصنا في العناية المركزة تيقنا من أنه بالفعل الدقائق تُحدث فرقاً في حياة كاملة .

أوضح هناك إعاقات وأمراض مزمنة يمكن تجنبها لو تم التوجيه الصحيح للمريض بحيث تجرى له قسطرة للقلب خلال 90 دقيقة، أو تذويب جلطة المخ وإجراء قسطرة لشرايين المخ في وقت مبكر لمريض يعاني من أعراض جلطة ولا يهتم أطباء مشروع تطبيق الهاتف " ER –ICU " بتوفير أسرة في أقسام العناية المركزة بالمستشفيات لمرضى الحالات الحرجة فقط، بل يعملون على توفير الرعاية الطبية المنزلية لحالات جلطات المخ وأمراض الشيخوخة، من قبل تمريض مدرب على الرعاية المركزة وأطباء متخصصين يتابعونهم في المنزل، مما يساعد على الاكتشاف المبكر للمشاكل الصحية وتقليل فرص الاحتياج للانتقال إلى المستشفى.

وتغطي خدمة تطبيق الهاتف " ER-ICU " حتى الآن محافظتي القاهرة والجيزة، على أن تمتد إلى باقي محافظات مصر تدريجياً، كما يشارك فيها عشرون مستشفى خاص وخيريا قابلة للزيادة ويسعى فريق تطبيق الهاتف" ER –ICU "الطبي ، إلى وصول الفكرة إلى كل بيت في مصر وزيادة الوعي بمفهوم الحالات الحرجة وأهمية الدقائق في التعامل معها، لذلك حرص الفريق على أن يعمل التطبيق الهاتفي وهو في وضع "offline" و يسعى الفريق أيضاً على رفع الوعي لدى المجتمع المصري بالأعراض الأولية للأمراض من خلال توفير خدمة الاستفسارات الطبية على مدار الساعة للحالات الطارئة.

نتفق أن تحسين الخدمات الصحية باتت قضية محورية في مصر ومعظم بلدان العالم الأخرى ومن ثم فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يمكننا محاربة هذا الفساد في قطاع الصحة ؟ وفي تصوري أنه يمكننا من خلال التكنولوجيا ومفهوم الحكومة الإلكترونية ،ثم الحكومة الذكية التي تعتمد على الهواتف الذكية لتوصيل جميع خدماتها للمواطن ، أن نفعل الكثير فلدينا الآن العديد من الأمثلة على نجاح تحسين الخدمات ومكافحة الفساد في المدن، والوزارات، والبلدان في جميع أنحاء العالم .

وبالتاكيد فإن الحكومة الإلكترونية أو الذكية هي إحدى الوسائل الفعالة لمحاربة التدهور في الخدمات الصحية ومواجهته للفساد الصحي ولكنها ليست الأداة الوحيدة لمحاربة الفساد فهي جزء من منظومة كاملة بالحكومة لتحسين الخدمات الصحية الفساد وتتكون باقي المنظومة من أنظمة المحاسبة والمساءلة وأنظمة الثواب والعقاب إذ يمكن للحكومة الإلكترونية محاربة الفساد من خلال قيامها بمهمتين اساسيتين أولاهما إتاحة المعلومة عن الفرص المتاحة في الجهاز الحكومي من خلال نشرها على بوابة الحكومة على الإنترنت سواء كانت مشروعات أو مناقصات أو وظائف وذلك لضمان تكافؤ الفرص لجميع الراغبين في التعامل مع الحكومة .

نؤكد أن مواجهة الفساد في الخدمات الصحية تحتاج لتغيير الثقافة المجتمعية والمؤسسية والبحث عن الإصلاحيين الناجحين الذين حققوا نجاحات قصيرة الأجل شديدة الوضوح ومغايرة للتوقعات كما تعتمد على ضرورة العمل مع الموجودين في المؤسسات القائمة وأيضا ضخ دماء جديدة. وأخيرا علينا أن ندرك أن مكافحة الفساد تتطلب وجود حلفاء وأن مجتمع الأعمال والمجتمع المدني يمكن أن يوفرا المعلومات عن مواقع الفساد وكيفية عمل الأنظمة الفاسدة .

نهاية الأسبوع
" الثانوية العامة ".. متى يتخلص المجتمع من هذا البعبع وتكون هناك وسائل ابتكارية لتقييم التحصيل العلمي للطلاب .
لا عزاء للعلماء والباحثين .. المجتمع نجومه هم الطباخون ، مع احترامنا لهذه المهنة، فهل يمكن أن يتحول من الاستهلاك إلى الإنتاج.
شهر رمضان المبارك .. كل عام وأنتم طيبون .. وأعاد الله عليكم هذا الشهر المعظم بالخير والرضا، وأكثروا من الخيرات .