ثقافة الابتكار قصة نجاح الملياردير الذي بدأ حياته بـ 40 قرشا فقط"

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

بقلم : د. غادة عامر

رغم صعوبة البدايات إلا أن النهايات يحددها الشخص بطموحه وعزيمته " قصة نجاح الملياردير الذي بدأ حياته بـ 40 قرشا فقط"
كل قصص النجاح حولنا تؤكد لنا أن كل شخص قادر علي تحقيق إنجازات عظيمة، مهما كانت الصعوبات التي نعيشها، ومهما كان مستوانا التعليمي والمالي وحتى الاجتماعي، إذا انتهجنا نهجا مبتكرا لتطوير حياتنا، ولو ركزنا على البحث عن الحلول النوعية لتجاوز الصعاب. فمثلا قصة بطلنا اليوم هي لرجل أعمال عصامي بدأ حياته بـ 40 قرشا فقط ، أخذ يكافح حتى أصبح من كبار رجال التجارة والصناعة والاقتصاد في مصر ورمزا من رموز الاقتصاد، وتبقى رحلة كفاحه وعصاميته قدوة للأجيال وتأكيدا لقيمة العمل والاجتهاد باعتبارهما الطريق الوحيد لتحقيق النجاح كما تبقى قصته تجسيدا لمقولة " الفرص لا تحدث وحدها لكن عليك صنعها". فهو لم يشغل باله بالسياسة بالرغم من حلمه المستمر في تطوير بلده، لكنه كان مؤمنا أن بلده لا تحتاج رجال سياسة لتنهض، إنما تحتاج رجال صناعة، لذلك وبالرغم من قلة تعليمه استطاع بإصراره أن يشيد قلعة صناعية كبيرة بطموحه وعمله واجتهاده فقط.
ولد بطل قصتنا في أسرة ريفية فقيرة بقرية " أبو رقبة " بمركز " أشمون " في محافظة المنوفية، كان والده فلاحا يقوم بزراعة الأراضي مقابل أموال.

في سن الثالثة أدخله والده الكتاب ليتعلم القرآن الكريم. ونظرا لظروف الأسرة المادية حيث توفي الأب وبطلنا في سن صغير ، لم يستطع بطلنا أن يكمل دراسته، بل اضطر للبحث عن عمل ليعول نفسه وأسرته، ولأنه طموح لا تهزمه الصعاب، انتقل إلى القاهرة ليعمل بائعا في محل صغير لبيع الأدوات المكتبية وعمره لم يتجاوز العاشرة. بعد فتره قرر أن ينتقل للعمل بمحل بحي الحسين وكان راتبه 120 قرشا في الشهر، واستمر في هذا المحل حتى وصل راتبه إلى 320 قرشا، بعدها فضل العمل في محل جملة لتنمية خبرته بالتجارة، وكان أول راتب يتقاضاه في المحل الجديد 4 جنيهات وبقى فيه لمدة 15 عاما، ارتفع خلالها راتبه إلى 27 جنيها، وكان مبلغا كبيرا آنذاك حيث تمكن من دفع تكاليف زواجه. ولأنه شخص يجدد نفسه سعى أن ينشئ تجارته الخاصة، لكن لم يكن لديه ما يبدأ به، ففكر هو وزميل له، أن يتشاركا مع شخص ثري، على أن تكون مساهمته هو وصاحبه بمجهودهما، بينما يساهم الطرف الثاني بأمواله، وكان رأس مال المشروع 5 آلاف جنيه، ولسوء الحظ بعد مرور 3 أيام فقط من بداية المحل أصيب صاحبه بمرض، أقعده عن العمل، و بالتالي و قع على بطلنا حمل الشغل كاملا، ولكن بإصراره وعدم ترك شريكه بالرغم من مرضه، استطاع أن يدير المحل بمفرده وبجدارة ونمت تجارته بشكل سريع جدا وحقق أرباحا عالية جدا، وكان سر نجاحه الذي ساعده في الحصول على شهرته الواسعة هو أمانته وصدقه. وبعد عودة زميله المريض أصبح لديهم محلان وليس محلا واحدا فقط، ولفكره المستنير الخيري جلب إلى محلاته كل أقاربه وأهالي قريته للعمل معه فبارك الله له وتوسعت تجارته، وبعد ذلك بدأ في إنشاء مصنع صغير للألوان والأحبار، وليطور عمله قرر تحويل عمله من مجال تجارة الأدوات المكتبية إلى تجارة الأجهزة الكهربائية، وعن طريق أحد اليابانيين الدارسين بالقاهرة والذي كان يعمل لدى شركة "توشيبا" اليابانية ، حصل علي توكيل توشيبا في مصر. وذهب إلى اليابان ليرى مصانع الشركة التي حصل على توكيلها، ولأنه طموح محب لوطنه، طلب من المسئولين في توشيبا إنشاء مصنع لتصنيع الأجهزة الكهربائية في مصر،على أن يكون المكون المحلي من الإنتاج 40% رفعت لاحقا إلى 60% حتى وصلت إلى 95%، ومع تطور الإنتاج أنشأ قلعة صناعية مصرية كبيرة. ولأنه إنسان وطني رفض أكثر من مرة التعامل مع أي تاجر إسرائيلي، مؤكدا أنه ما دامت مشكلة احتلال الأراضي الفلسطينية باقية، فإنه لن يتعامل مع أي تاجر إسرائيلي.
إنه أفضل قدوة لكل من يريد أن ينجح، إنه محمود العربي رئيس "اتحاد الغرف التجارية" السابق، وصاحب محلات ومصانع "توشيبا العربي"، وشاهبندر تجار مصر عن جدارة. الذي استطاع باجتهاده وعمله وأمانته أن يحصل على أرفع وسام ياباني " وسام الشمس المشرقة " الذي منحه له الإمبراطور الياباني " أكيهيتو " عام 2009.

مشاركات القراء