الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع .(31) _التخطيط عصب الإدارة (4/5)

بقلم : د. أحمد الحفناوي

استكمالا لمجموعة مقالاتنا عن التخطيط الذي يعتبر الخطوة الأولى لنجاح أي عمل غير روتيني. وحيث إن مصر تحتاج لرؤية حقيقية وتوجه استراتيجي فنحتاج للتركيز على رؤية 2030 ورغم عيوبها القاتلة فندعو لتطويرها لكي تصبح وثيقة تجمع شمل البلاد من خلال مؤشرات واضحة وخاضعة للمساءلة لإنجاز الأعمال وليس مجرد سرد.
وسأعطي مثالين واضحين لما يجب أن تكون عليه الرؤية من خلال قطاعين لدى فيهما خبرة وأرجو من السادة المسئولين أن يتخذوهما مثلا لبناء رؤية مشابهة لباقي القطاعات. واخترت القطاعين وهما قطاع الطاقة وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باعتبارهما من القطاعات التي تمثل البنية التحتية للدول في القرن الـ 21 ولدي خبرة فيهما.
قبل عرض الرؤية للقطاعين أؤكد ضرورة أن يكون هناك هدف واحد واضح لكل قطاع ومن ثم هدف واحد واضح على مستوى الدولة وينبثق من ذلك الهدف أهداف فرعية طبقا لمعمارية القطاع. وجود أكثر من هدف استراتيجي يؤدي إلى ميوعة الأهداف وقد يكون هناك تعارض بين تحقيق الهدف سواء من ناحية الكم/الكيف أو من ناحية ترتيب الأولويات مما يؤدى إلى خلق أعذار غير مبررة . ومرة أخرى الفشل في التخطيط هو التخطيط للفشل.
الهدف الاستراتيجي الذي أقترحه للقطاعين أن يكون كل شخص حدا أدني من الاستخدام الشهري وبسعر لا يزيد عن قيمة معينة خلال وقت معين وطبقا لقواعد الاستخدام القانونية.
فما هو مقترحي لرؤية 2030 للقطاعين؟ نقترح أن يكون الهدف الاستراتيجي لكل من القطاعين على سبيل المثال هو:
بالنسبة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات : استخدام سنوي لكل شخص على الأقل لـ 300 جيجا بايت بسعر لا يتجاوز 3000 جنيه.
بالنسبة لقطاع الطاقة : استخدام سنوي لكل شخص على الأقل لـ 3 ميجا وات ساعة بسعر لا يتجاوز 3000 جنيه منها 50% على الأقل طاقة متجددة
هذه أمثلة لأهداف واضحة وبسيطة ويمكن قياسها وتنبثق منها أهداف فرعية. وكل مبادرات القطاع يجب أن تعمل لتحقيقه بتناغم بدلا من العمل المبعثر الحالي. وطبعا يمكن تحديد القيم الحالية ومتابعة سنوية وربع سنوية وشهرية بل ويومية
هذه الأهداف أهداف تنموية تخطيطية استراتيجية. هدف واحد لكل قطاع تنبثق منه أهداف متعددة. سنبين في مقالنا القادم كيف يمكن تطبيق هذا على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

Dr.elhefnawy@gmail.com