كنت أظن. الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع.(28) _التخطيط عصب الإدارة (1/5)

يبذل الكثير من المصريين الجهد الوفير من أجل تحقيق ما يرغبون ومع ذلك يفشل معظمهم في مهامهم وينعكس هذا عليهم بشكل سلبي ويصابون بالإحباط الشديد. قد يقول البعض أننا لا نعمل , وهذا صحيح جزئيا .. لكن ما أراه يوميا أننا نعمل كثيرا ولكن النتيجة لا تتحقق. فما هو السبب وراء هذا ؟ السبب أننا لم نتعلم كيف نخطط وعملية التخطيط هي أول عملية لإدارة أى شئ. وبناء عليه فنستعرض هنا لموضوع التخطيط فهو مفتاح الحل لكل مشاكلنا. وكما يقولون فالفشل في التخطيط هو تخطيط للفشل.

بصراحة شديدة على مدى عدة عقود رأيت في مصر عشرات “الخطط”. ولم أرى خطة واحدة يمكن أن أطلق عليها خطة مقبولة ولن أقول متميزة ويشمل هذا خطط حكومية وغير حكومية ومنها رؤية 2030.

الفشل في التخطيط له أسباب شائعة :

تعدد الأهداف أى عدم وضوح الهدف الأسمى أو الأهم وبالتالي تكون الصورة مختلطة .
الخلط بين الأهداف والأعمال وبين المدخلات والمخرجات وبين المخرجات والتأثير.
عدم التحليل بشكل كافي وكمي سواء للقدرات أو الفرص أو التحديات .
عدم تحديد العلاقات في سلسلة سببية وعدم تحديد أماكن ودرجة الاختناقات.
عدم اتباع المنهجية المناسبة وهناك عدة منهجيات مهمة من أهمها سلسلة القيمة المضافة وبطاقات الأداء المتوازن والمعمارية المؤسسية وهي أساسية لتحقيق الإدارة الرشيدة (الحوكمة).
اتباع منهجية التخطيط المركزي وليس التخطيط الاستراتيجي. (الفرق بينهما غير واضح للكثيرين).
بدون تخطيط صح لن ننجح في التنفيذ مهما بذلنا من جهد ومهما خلصت النوايا , “فالطريق إل النار ملئ بالنوايا الحسنة ” مارك توين ..

سنوضح في مجموعة المقالات القادمة أمثلة لكل من هذه الأسباب الستة مع توضيح البدائل. ونبدأها بتحديد أن عملية التخطيط في الواقع تعتمد على القيام بعمل غير تقليدي وغير روتيني ويعتمد بشكل جوهري على وضع خيارات وسيناريوهات ومن ثم الاختيار لأفضلها طبقا لمعايير الوقت والتكلفة والعائد ودرجة المخاطرة.

التخطيط هو علم تحويل الأمال والأحلام إلى أهداف وأعمال ويعتمد على القياس وليس السرد.

د. أحمد الحفناوى

Dr.elhefnawy@gmail.com