جدتي مفيدة خورشيد

بقلم : ناصر أفندي فؤاد
ناجح بواب عماراتنا له أشياء تذهلك ومنها معرفته بشخصيات لا تتوقع أن يكون قد سمع عنها أساسا.
ناجح : صباح الفل ، تفتكر مصر رايحه فين يا باشا ؟
العبد لله: إحنا مَش سبق واتكلمنا في الموضوع ده قبل كده ، وقلت لك مصر باقية بس احنا اللي رايحين فين. وبرضه لما قلت لي إن الوطن يمرض ولا يموت قلت لك إذا طالت فترة المرض مات الفقراء والضعفاء ومحبوا الوطن إلا قلة وبقي المتسلقون والوصوليون.
ناجح : الله أوبّـــــا ، شكلي دوست على الزرار الغلط ، أنا أقصد بحالة الكسل ، واعتماد الناس علي أن الرئيس حيعمل كل حاجة ، وأن المؤسسة الرئاسية معاها عصايا سحرية تشاور للفساد يختفي ، والدنيا تبقي بنبي ، والشوارع تبقى مرصوفة بالدهب.
العبد لله: كلام كبير ، المشكلة فينا إحنا ، في الشغل بقينا مطففين عايزين ناخد حقنا ونضحك علي صاحب العمل ونزوغ ، حتى في الدين بغض النظر عن الديانة تركنا جوهر الدين وبقينا مقيمي شعائر ، صلاة وصوم لكن تطبيق الدين في المعاملات مفيش .
ناجح : زمان يا باشا جدتك الكبيرة قالت حكاية ماشيه معانا تمام .. حكاية زي حكايات ابله فضيلة.
العبد لله : هو انت تعرف أبله فضيلة ،كان عندك راديو بتسمع فيه أبله فضيلة.
ناجح : لا يا باشا تكنولوجيا ، احنا في عالم رقمي ، سمعتها على اليوتيوب ، عادي يعني.
العبد لله: يوتيوب ما شاء الله طيب وانت عرفت حكاية جدتي من فين
ناجح : من خالي البواب الأصلي بتاع سيادتكم ولا سيادتك نسيت ده جه من البلد شاب صغير وتوفي عنده ٧٠ سنة .
العبد لله : الله يرحمه احك يا عمنا
ناجح : كان فيه عمال مصنع كبير والصيف والحر كان شديد والمصنع كان في الصحرا ، كل واحد منهم قرر إنه ياخد أسبوع إجازة يروح يصيف ، وقال زميلي حيقوم بشغلي ، كل واحد فيهم اعتمد على التاني ، وما حاولش حتي ينسق مع الباقي ، وقال الإجازة حقي آخده وقت ما أحب ، سافروا وانبسطوا ورجعوا ، لقوا المصنع خرابة ، والمكن اللي بيشتغلوا عليه مسروق ، والبضاعة بايظة ، لأن حتي الأمن قال حقي آخده وقت ما أحب ، كلهم افتكروا حقهم اللي ليهم ما حدش أفتكر حقه اللي عليه ، المصنع قفل وهم علشان ينبسطوا أسبوع واحد ضاع شقى عمرهم.
وعلى الله قصد السبيل