الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع.(27) _المسار المعرفي وبناء مجتمع المعرفة (4/4)

بقلم / د. أحمد الحفناوى
استكمالا لمقالنا السابق عن المسار المعرفي وبناءه ودور تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في هذا الأمر. فقد تطورت وسائل اكتساب المعرفة وممارسة المعرفة. والوضع الحالي في مصر أن معظم الناس يلجأون إلى البحث باستخدام جوجل للحصول على معلومة ما وقراءتها فهل هناك تأهيل لفهم هذه المعلومة وما هو المصدر المناسب وكيف سنوظف هذه المعرفة المكتسبة. هناك واقع أن الموضوع يعتمد على نقل المعلومة كما هي فنحن كما أوضحنا غير مؤهلين بشكل علمي للتعامل مع حجم المعلومات الضخم ودمجها في هيكل بناء معرفي تشاركى . هذا بالإضافة أن نصف المجتمع لا يستخدم الانترنت أصلا. وفي حالة تواصله على الانترنت فالسرعات محدودة جدا حيث أن الاستثمارات في البنية التحتية لم تواجه التطور السريع الذي تم سواء في شبكات المحمول أو شبكة الألياف الضوئية. وهذا يؤدي أن الاستخدام أغلبيته قاصر علي النصوص أو الصور الثابتة بينما استخدام الفيديو محدود فالسرعات بطيئة وقد أوضحنا في مقالنا السابق أن التعلم البصري لفيديو يمثل نسبة التذكر الأعلى من التعلم قبل الممارسة.
إذن فنرى أهمية توفر أجهزة تعمل أوف لاين وتترابط بشبكة الانترنت يوضع عليها الفيديوهات المعرفية والمصادر ويتم توفيرها من خلال شبكة من قنوات التواصل سواء المقاهي أو مراكز الشباب أو المدارس أو نوادي التكنولوجيا أو غيرها. بل أن هناك تكنولوجيات متوفرة حاليا من أهمها ال outernet تعمل من خلال الأقمار الصناعية في التحميل ونتمنى أن نراها قريبا في مصر.
على أن دور التكنولوجيا هو دور مساعد ويتبقى دور التفاعل الممنهج وهذا يتطلب تأهيل عدد كبير من المعرفجية لكل قرية وشياخة على مستوى مصر. إن محاولة تطوير المناهج الدراسية هي عملية مهمة لكن نتوقع أن تستغرق وقتا طويلا في تأهيل العنصر البشري والعملية التعليمية يجب أن نتوقف فيها على الوضع الحالي الذي يقوم عشرات ألاف المدرسين من المدرسين بإلقاء دروسهم وبدون تفاعل حقيقي من المتعلمين. إذن لنضع المواد التعليمية من أفضل معلم على وسيط اليكتروني ويتاح في كل فصل . ويكون دور المعلم المحلي هو تسيير التفاعل المطلوب والتطبيقات التي يقوم بها المتعلم.
إن عملية التعلم هي من المهد للحد والتغير المستمر للمعارف يتطلب تواجد منظومة معرفية وطنية متجددة للتعلم المستمر ويتطلب أن يكون هناك آليات فعالة تتيح عملية التقويم بشكل يعتمد على أسس تشجع الابتكار وإنتاج المعرفة. عملية التقويم يجب أن تكون بشكل تشاركي أو كما يقولون 360 درجة بحيث يقوم كافة المشاركين بالتفاعل والتشارك في التقويم. وهنا مرة أخرى يأتي دور تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.