قصة حياة Systems Integrator "الجزء الثاني"

بقلم : أشرف عثمان
تكلمنا في الجزء الأول من المقال عن الـ Systems Integration (SI)
وعن مطاطية هذا الاصطلاح الذي خلق مجموعة من الشركات تقوم بأنشطةٍ تندرج تحت ما يسمى تنسيق مشتريات متعددة الموردين بين صاحب العمل وبين الشركات الموردة Multi-Vendor Procurement Coordination يمكن الرجوع إلى المقال في الرابط التالي http://alamrakamy.com/?p=63108
تكلمنا عن كيفية إدارة المشروع بالطريقة السائدة التي لا يظهر فيها دور واضح للـ SI , اللهم من اجتماعات لإدارة الأزمات التي تحدث من تعارض ما يجب أداؤه من الموردين المختلفين واعتمادية بعض عناصر المشروع على مكونات يجب شراؤها وتركيبها وتشغيلها قبل أن يأتي دور هذا العنصر أو ذاك.
دائما ما أكرر لمن أدربهم أهمية تصوير حال العميل قبل الحصول على الخدمة أو المنتج، حالته أثناء تركيب وتشغيل عناصر المشروع، ثم أخيرا وضعه العملي بعد الانتهاء من تركيب وتشغيل المنتج أو الخدمة. يكون هذا ممكنا فقط في حالة معرفة المشاكل العملية التي أدت إلى قرار العميل بشراء الخدمة أو المنتج.
فمن ليس لديه نظام مميكن لإدارة علاقات العملاء ويديرها بطريقه يدوية، سيعاني في وقت من الأوقات من انخفاض مستوى رضاء العملاء بسبب عدم إلمام الموظفين بما لدى العملاء من منتجات وتواريخ عقود صيانتها , أو عدم قدرة الموظفين على متابعة ما تم تقديمه للعملاء من عروض أسعار وخلافه.
الارتباك في إدارة علاقات العملاء وانخفاض رضاء العملاء يؤثر على المبيعات المستقبلية, بل ويجعل بعض العملاء يبحثون عن بدائل فيتركون الشركه
ويذهبون إلى موردين آخرين. لهذا السبب يقرر العميل شراء نظام آلي لإدارة علاقات العملاء ويدفع الكثير من المال لهذا الغرض. في الوقت ذاته يقرر العميل شراء بعض الأنظمة الأخرى التي ذكرنا في الجزء الأول و شراء البنيه التحتية المعلوماتية من أجهزة سيرفر واتصالات و أمن معلومات ... الخ .
الدور الحقيقي للـ SI يجب أن يكون بتحديد معايير قياس الخدمة قبل المشروع ككل، أي يرتفع الى درجة أعلى من درجة التفاصيل الفنية لعناصر المشروع , بل ينظر إلى النموذج العملي للعناصر المختلفة بشكل متكامل, أي تأثير البرامج الجديدة التي ذكرناها على العميل:
ERP Production Planning Module
ERP Purchasing Module
ERP Inventory Control Module
ERP Sales Module
Customer Relationship Management
هذه البرامج ستعمل بشكل متكامل وتتلقى معلومات من أنظمه أخرى موجودة بالفعل (آلية أو يدوية) لتكون منظومة جديدة تنعكس إيجابا على أداء المؤسسة, فمثلا يجب أن يكون هناك تكامل بين نظام المبيعات الجديد و بين نظام إدارة علاقات العملاء, و يجب أن تتم عملية إعداد البيانات و تنقيتها قبل نقلها إلى الأنظمه الجديدة . كذلك يجب التأكد من القدره الكافيه لهذه الأنظمة للعمل على أجهزة السيرفر (ذاكرة و قدرة تخزينية).
في العادة, يكون لدى الشركات المختلفة إطار عملي لتركيب وتشغيل واختبار برامجها ومنتجاتها, لكن الأمر مختلف الآن, فهذه العناصر المختلفة من برامج ومعدات موردة من قبل شركات مختلفة, ستعمل كلها في منظومة متكاملة وتنقل العميل من وضع تشغيلي له مؤشرات أداء معينة إلى وضع مستقبلي يجب أن يستطيع الـ SI قياس أدائه وإثبات الفائدة العمليه للمشروع كله.
إذن , لا يكفي أن يتم اختبار برامج أوراكل بمعزل عن برامج ميكروسوفت , بل يجب اختبار المنظومة كلها قبل المشروع وعرضها على العميل وأخذ موافقته, ثم اختبار المنظومة الجديدة بعدما تمت ميكنتها وتقديم النتائج إلى العميل.
في هذه الحالة سيشعر العميل بالقيمة الإضافية التي حصل عليها من الـ Systems Integrator و يقبل أن يدفع مبلغا أكبر بكثير من تكلفة عناصر المشروع مجتمعة .