-
IT DATA تعلن عن منحة MCITP في مراكزها المعتمدة للطلبة والخريجين بتكلفة منخفضة
-
الفيسبوكبون يشنون هجوم الكترونيا على موقع توفيق عكاشة
-
اشترك في مسابقة 2012 جنيه دهب من " موبينيل " واكسب جنيهات ذهبيةيومياً واسبوعياً وشهرياً
-
كيونت تطرح "بيور هوم" لمواجهة تلوث مياه الشرب فى مصر بعد الثورة
-
فى مذكرة ل شرف : سكان مدينة العبور يطالبون بنقلهم اداريا لمحافظة القاهرة
-
ب 5000 دولار : "امراة الية " لاقامة علاقات عاطفية مع الرجل
-
من ابناء القطاع : 3 مرشحين لتولى منصب وزير الاتصالات
-
اقبال كبير على التعليم الالكترونى فى مصر لقدرته على ايصال المعلومة اسرع وأقل تكلفة
-
"فودافون" تنفى القبض على 3 من موظفيها لبيعهم كروت بأسعار مخالفة للتسعيرة.. وتبحث تعديل عرض "الكارت كارتين" بما يتوافق مع مصلحة عملائها
-
"Hitech4all.com"يفوز بجائزة ثقافة الجودة بالإعلام العربي من جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية
اقرأ لهؤلاء
أصدقاؤك يفضلون:
بقلم : د . غادة عامر
إن إنتاج النماذج الأولي هو فن مهم جدا ، الهدف منه هو تحويل أي اقتراح إلى نموذج أول يستطيع أن يراه جميع أفراد المجتمع وأن يختبروه ، ويقيسوا مدى احتياجهم له ، فيطورونه و يحدثونه و ينتقدونه بحرية ، وعادة لا تكون تكاليف إعداده مرتفعة ، إن بداية تخليق النموذج الاول الذي يخرج من الابتكار المجتمعي ، يبدأ بطرح فكرة جديدة ، والتي تأتي من أي طرف من أطراف المجتمع ، يتم تداولها بين باقي أفراد المجتمع ، بكل هيئاته وانتماءاته ، ثم يعدل بناء على التغذية العكسية التي تأتي من المجتمع ، و من ثم ينطلق إلى النتيجة الفعالة.
فالنموذج المقترح في منظومة الابتكار المجتمعي ، لا يعرضه ولا يضغط به ولا يتبناه فرد أو حزب أو جماعة ، وإنما يتبناه المجتمع كله ، بل ويكون طبيعيا ، فقد وجد كثير من الباحثين أن التغيير عندما يفرض علي المجتمعات العربية عامة والمجتمع المصري خاصة ، فإنه إما أن يقوم المجتمع بلفظه ، أو أن يبقى لفترة لا تتجاوز الثلاث سنوات ، فيكون كبدعة أو "تقليعه" ثم تختفي ، فالمجتمع العربي بالرغم من كلما يحاول البعض أن يشيع عنه ، مجتمع ذكي ، و يمتلك أدوات لفظ كل ما لا يريده ولا ينفعه مهما طالت المدة ، فهو مجتمع يمتلك ديناميكيات دفاعية قوية ، و الدليل ما حدث في الربيع العربي .
وكنتيجة طبيعية عندما يسمح لكل المجتمع أن يشترك في عملية بناء و تطوير أي منظومة سوف تطبق عليه ، تكون نسبة رفضه لها، عندما تطرح بالشكل النهائي ، لا تتجاوز الـ 5% ، لأنها خرجت من رحم المجتمع ، من ثقافته واحتياجاته ، وتكون مطبقة لقيمه وعاداته وتقاليده ، وليست مفروضة عليه . و هذا سر نجاح منظومة الابتكار المجتمعي ، أنها من المجتمع الي المجتمع فهي تحتوي على الأدوات اللازمة للاستدامة ، فهي تنجح ويتقبلها المجتمع لأنها تحل المشاكل بموارد وجهود محلية ، لا تكون سابقة التجهيز ، كما أنه يخترق حدودية المخرجات ، فالابتكار المجتمعي كمنظومة يمتلك مقدرة النفاذ لكل المجتمع ، فهو يخترق حدودية النفع ، وأعتقد اننا في وطنا العربي في أمس الحاجة لمثل هذه الامور ، مشاركة المنفعة ، و بالتالي نشارك النفع في اي مخرج مع كل المجتمع ، فلا تكون المنفعة حكر علي حكومة ولا فئة ولا حزب ولا جماعه ، وإنما يعود نفع المخرجات لكل المجتمع دون تمييز.
و أيضا في منظومة الابتكار المجتمعي يتم معالجة كل شيء يمس المشكلة من بعيد أو قريب ، كما أنه لا يهتم بالنتيجة ويترك الإجراءات ، ففي هذه المنظومة ، الطريقة التي نصل بها إلى الحل ، لا تقل أهمية عن الحل نفسه ، كما أنه من مميزات منظومة الابتكار المجتمعي ، أنها لا تفترض أن معظم افراد المجتمع ليس لديهم خبرة أو معرفة ، وأن الذي يجب أن يشارك في وضع و تصميم النموذج الاولي لابد أن يكون خبيرا أجنبيا "الخواجة" الذي لا ينتمي لنا لا من بعيد أو قريب ، و يأتي هذا الخبير ليقترح علينا حلا مستوردا ، ويطلب من الجميع تطبيقه ، فيجد المجتمع نفسه لا يفهم لا المنظومة و لا طريقة عملها و لا سبب وجودها أساسا!
و لا تفترض هذه المنظومة أن الشباب ليسوا مبدعين ومبتكرين ، و لا أن المبتكر لا بد وأن يكون خريج مدارس أجنبية أو حاصلا علي تعليم عال ، فهناك روّاد أعمال غيّروا العالم بإبداعاتهم دون الحصول على شهادة جامعيّة ، وكاد العالم أن يكون رجعيًا وخاليًا من الإبداعات ، لولا مرور هؤلاء الرواد فيه. فهُم وخلال ذكائهم ، سطّروا التاريخ الحديث ، وجعلوا العالم يضج بالكثير من الامور المميزة ، التي يصعب حاليًا العيش من دونها. من أمثال بيل جيتس ، مؤسس شركة مايكر وسفت ، وهو من أثرى أثرياء العالم ، و ستيف جوبز ، مؤسس شركة أبل رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي للشركة . و مارك زوكربيرج ـ الرئيس التنفيذي لشركة فيس بوك، و غيرهم الكثير.
لذلك لا يجب علينا كمجتمع أو كأفراد أن نظل نرجع سبب تخلفنا عن الدول المتقدمة ، سوء التعليم في بلدنا ، نعم قد يكون أحد الأسباب ، لكنه ليس السبب الرئيسي ، إن السبب الرئيسي لعدم تقدمنا هو نقص ، أو بالأحرى شح ، الرواد أصحاب الرسالة الذين يؤمنون بضرورة امتلاك التكنولوجيا بنشر ثقافة البحث والتطوير الذي يؤدي إلي الابتكار ، كما أننا نعاني من نقص المواطنة و فقدان الإحساس بالمسئولية ، فهل نحن نحتاج الي فتح مدارس إضافية ، لكي نتقدم ؟، في حين أننا في عصر الشبكة العنكبوتبة يمكننا التعليم والتعلم عن بعد ، و هل نحن نحتاج أن نتبع المعايير العالمية ، في حين أن اليابان والصين وإندونيسيا والبرازيل وإسرائيل ، كلها دول متقدمة لم يتبعوا المعايير العالمية في التعليم بل ابتكروا معاييرهم الخاصة بهم ، إذ لا بد أن نعي كيف ومن أين نبدأ لكي ننهض بأمتنا ، إن الحل الوحيد لكي تنهض أمتنا ، هو أن يكون الحل من وإلي المجتمع.