#التكنولوجي_و_الشباب

بقلم : أسماء حسني
حديثي اليوم قد يكون صادما ولكن أحيانا لابد من الوقفة أمام المرآة للمواجهة . حديثي عن الشباب لأنهم عادة هم عماد بناء أي وطن وهم أملها وهم الثروة الحقيقية للبلد ، رجوعا إلي بلدنا العزيزة مصر نجد أن هناك تغييرا في هوية الشباب من حيث العمل وقيمته ، الالتزام وقواعده ، الحرية ومسئوليتها، الديمقراطية واحتياجاتها.....الخ، وهنا تكمن أهميه بناء أجيال تحترم العمل وتقدس الوطن وتتعامل بحرية قانونية .
الاستعمار في الأحقاب التاريخية السابقة كان استعمارا سياسيا ثم تطور إلى استعماري اقتصادي وفكري، وهنا نجد أن الشباب أهم فئة تتأثر في المجتمع وتؤثر فيه، ولذلك نجد على مدى الثلاثين عاما الماضية أن الشباب تعرضوا لانتهاك فكري وأخلاقي نتج عنه تدهور في قيمه ومفاهيم العمل والأخلاق أساسا وتفرع منها اختلاط مفهوم ربط قيمة العمل بالعائد من ورائه وهنا مثلا نجد أن التلميذ قد يترك مدرسته ويتحول إلى سائق توك توك بدخل يومي عال ، الحرفي يترك حرفته ويتحول إلى منادي سيارات، الجامعي يهجر شهادته ويتحول إلى عامل في مطعم أيضا لهاثا وراء الدخل المرتفع ......الخ .
التغيير في قيمة ومفهوم العلم والعمل أدى إلى انهيار أخلاقي ومن توابعها مثلا انتشار المخدرات والمسكرات - التي أظهرت الإحصائيات تعديها للنسب المقبولة- ..........الخ عدم إقبال الشباب علي الرياضة البدنية ، اندثار المعسكرات والمسابقات وظهور المواهب المختلفة في قطاعات الفنون والرياضة بأشكالها لانتشار المقاهي التي تقدم خدمات الإنترنت وكنت أتمنى أن يستغلها الشباب في البحث والتعليم بدلا من لعب الألعاب المختلفة، والتي يكون لإدمانها مضيعة للوقت وإهدارا لطاقات الشباب.
توابع الاستعمار الفكري والاقتصادي هو تهيئة الشباب للخروج عن المألوف في صراع البقاء فبدلا من إعلاء الأخلاق الحميدة خصوصا فإن الأخلاق تتماشى مع مجتمعنا وعاداتنا الاجتماعية وديانتنا سواء الإسلامية أو المسيحية والتي تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، وبدلا من إعلاء قيمه العلم كان إعلاء مبدأ المكسب المادي السريع ، وتوابع الاستعمار كان لها تأثير واضح على اندثار الحرف التي تم إدخالها لمصرنا الحبيبة علي يد محمد علي مؤسس نهضة مصر الحديثة .
الإدمان للشباب ليس فقط لإدمان المخدرات والمسكرات فحسب ولكن لإدمان الأفكار التي تبث السموم في عروق الشباب من الخلط بين الحرية الشخصية وحرية الدولة وبين الديمقراطية وعدم تحمل مسئولية القرار .....الخ. وظهر جليا دور غير واضح المعالم للشباب خلال الخمس سنوات الماضية من اقتضاب الشباب للتطرف الفكري والديني أو استغلاله في معتركات سياسية كثيرة دون مساعدته لفهم دوره وواجبه تجاه وطنه وكان أداؤه سهلا في يد أعداء الوطن للتحرك في الاتجاهات التي يرغبون فيها لإنجاح مخططاتهم المتآمرة علي مصرنا الحبيبة.
علي صعيد آخر نجد نسبا قليلة ولكن مبشرة لشباب كان لهم دور إيجابي في الفترة السابقة من احترام الحريات والعمل الجماعي أو الفردي للتواجد في قلب مشاكل مجتمعاتنا وأيضاً ظهورهم في معتركات الحياة السياسية وتوابعها وهذا هو شعاع الأمل .
اهم ما ينادي به الشباب لتبرير حالة عدم الاستقرار والتخبط بين أهداف المستعمر الفكري والاقتصادي وبين امال الشباب وطموحاتهم والنوازع المجتمعية أو الدينية التي غرست فيهم وهم صغار هو عدم التواصل بين الجيل الحالي من الشباب والأجيال السابقة .. التواصل وهنا لابد أن نفكر كيف نتواصل؟ #المشكلة_هي_الحل#
#التكنولوجي_و_الشباب#
لو نظرنا إلى الجيل الحالي من الشباب المتعلم وإنصاف المتعلم حتى الجاهل نجد أنه يعشق التكنولوجي ويتعامل معها بكل سلاسة وأمان ولذا نجد أن توظيف التكنولوجي ممكن أن يخلق جوا من التواصل الإيجابي بين الأجيال ليحقق سهولة وصول الأجيال لفكرهم وعرض خبرات الجيل السابق للرجوع الاختياري إليها من جيل الشباب وأيضاً نقل احتياجات وآراء وفكر الشباب لمتخذي القرار علي كل مستوياته لدعمه في اتخاذ القرار.
وهنا أيضا يكمن دور التكنولوجي لاستخدامها كسلاح بناء وتنوير في عقول شبابنا مثلا فتح مجالات للتعليم من خلال قنوات شرعية إلكترونيه وهنا تكمن الفرصة البديلة للشاب أو الشابة اللذين تضطرهما ظروفهما لدخول معترك العمل لظروف اقتصادية أن تتواجد أمامهما فرصة التعليم واستكماله وهنا تتحول مقاهي الإنترنت بالتبعية من مقدمه ألعاب إلكترونيه يدمنها الشباب إلي منتديات لطلاب العلم وتعارفهم وخلق روح اجتماعية تنافسية في العلم الذي يكلل العمل الجاد.
أيضا ممكن أن توظف التكنولوجي للتواصل بين طالبي العمل والفرص المتاحة الآمنة وهنا نؤكد أن قنوات التواصل الاجتماعي لابد أن تأخذ شكل الشرعية مثل القنوات الإعلامية من الإذاعة والتليفزيون لتكون موثوقة في أهدافها واتجاهاتها وعرضها لفرص حقيقية وليست لاصطياد الشباب والشابات لاستغلالهم ليكونوا ضلعا من المخطط .
التكنولوجي قد يتيح للشباب فرصا للعمل من علي بعد مثلا صناعة البرمجيات من الصناعات التي من الممكن إدارتها من علي بعد واستخدام وسائل التكنولوجي المتقدمة فيها.
التكنولوجي قد تتيح لربة المنزل عمل بعض المأكولات مثلا وتسويقها عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي .... الخ .
#المشكلة_هي_الحل#
#التكنولوجي_و_الشباب#
نجد أن الشباب والتكنولوجي لو تم التواصل بينهما بصورة مشروعة وتم تسخير التكنولوجي لخدمة الشباب ولتكون مرآة لهم تعكس أفكارهم وتتعرض لشرح مشكلاتهم وتكون مرآة حقيقية للمجتمع تعكس واقعه وتحاول التواصل بين الأجيال لنقل الخبرات والآمال والأحلام لجيل حاضر ومستقبل واعد .. نغرس فيه القيم والأخلاق والمبادئ ويتم شرح المخططات الدولية وأغراضها من النيل من وطننا الجميل باستخدام شبابنا ....الخ
استخدام وتسخير التكنولوجي لإعادة روح المسابقات لاكتشاف المواهب الأدبية والفنية والترويج للرياضة البدنية وخلق روح تنافسية للوصول بشبابنا للعالمية وأيضاً لإعادة بناء جيل من الشباب أصحاء بدنيا ونفسيا .. متوازن بين الاحتياجات والرغبات وتحقيقها العملي ....الخ.
الشباب هم الحلم والأمل، هم الغد المشرق لنجعلهم أداة بناء وليسوا معول هدم لنقترب من أحلامهم وآمالهم وننقل لهم خبراتنا ووطنياتنا، لنحتويهم ونتكلم لغتهم لغة العصر....... التكنولوجي ......
#المشكلة_هي_الحل#
#التكنولوجي_و_الشباب#
للحديث بقيه .... الفرصة والفرصة البديلة للشباب