لا للعولمة .. نعم للابتكار المجتمعي

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

لا للعولمة .. نعم للابتكار المجتمعي

بقلم: د . غادة عامر
عرف الصندوق الدولي العولمة بأنها " التعاون الاقتصادي المتنامي لمجموعة دول العالم والذي يحتمه ازدياد حجم التعامل بالسلع والخدمات وتنوعها عبر الحدود، بالإضافة إلى الانتشار المتسارع لرؤوس الأموال الدولية ،وللتقنية في أرجاء العالم كله". أما "روبنز ريكابيرو" ـ الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والنمو ـ عرفها بأنها :"العملية التي تملي على المنتجين والمستثمرين التصرف وكأن الاقتصاد العالمي يتكون من سوق واحدة ومنطقة إنتاج واحدة مقسمة إلى مناطق اقتصادية وليس إلى اقتصاديات وطنية مرتبطة بعلاقات تجارية واستثمارية".
فالعولمة نشأت مع العصر الحديث، وتكونت بما أحدثه العلم من تطور في مجال الاتصالات وخصوصاً بعد بروز الإنترنت، والتي أتاحت مجالا واسعا في التبادل المعرفي والمالي ، وإصرار البعض على ربط نشأة الدولة القومية بالعولمة في العصر الحاضر، فيه بعد عن مفهوم العولمة الحقيقية، والذي يدعو أساساً إلى نهاية سيادة الدولة ، والقضاء على الحدود الجغرافية ، وتعميم مفهوم النظام الرأسمالي. إن منظومة العولمة تكون مبنية علي فكرة تطبيق قوالب جاهزة التصنيع ، تفرضها الدول الرأسمالية القوية علي الدول الفقيرة الضعيفة من ناحية التسلح العسكري و العلمي و التكنولوجي، فهي انسلاخ عن قيم ومبادئ وتقاليد وعادات الأمة، وإلغاء شخصيتها وكيانها، وذوبانها في الآخر. فالعولمة تقضي على الخصوصيات تدريجياً من غير صراع أيديولوجي . فهي " تقوم على تكريس أيديولوجيا " الفردية المستسلمة" ، و تقوم بإلغاء كل ما هو جماعي ، ليبقى الإطار " العولمي" هو وحدة الموجود . فهي تقوم بتكريس النزعة الأنانية، وطمس الروح الجماعية ، وتعمل على تكريس الحياد وهو التحلل من كل التزام أو ارتباط بأية قضية ، وهي بهذا تقوم بوهم غياب الصراع الحضاري أي التطبيع والاستسلام لعملية الاستتباع الحضاري. وبالتالي يحدث فقدان الشعور بالانتماء لوطن أو أمة أو دولة ، مما يفرغ الهوية الثقافية من كل محتوى. فالعولمة عالم بدون دولة ، بدون أمة ، بدون وطن إنه عالم المؤسسات والشبكات العالمية
والاقتصادية , والعسكرية القوية فقط.
أما الابتكار الاجتماعي يتميز بأنه يتعامل مع خصوصيات المجتمعات ، وأيضا أنه يلبي احتياجات المجتمع، يأتي من المجتمع ومن أجل المجتمع، يحافظ على الموروثات الثقافية والحضارية، بل ويجعل المجتمع الذي يطبق فيه، له دور بين الأمم المتقدمة بمخرجاته الابتكارية ذات العائد الاقتصادي أو التقدم العسكري ، كما أنه يساعد علي إعادة النظر في تقييم الموارد .. مثلا هناك موارد في مجتمعاتنا كان يتم التعامل معها علي أنها ذات قيمة صفرية، مثل المسنين، المعاقين، والأميين وغيرهم ممن كان ينظر المجتمع لهم علي أنهم حمل لا ثروة، في منظومة الابتكار المجتمعي أصبحوا ثروة وقيمة مضافة، بل وعنصرا أساسيا لنمو وتقدم أي مجتمع. حيث إن الابتكار المجتمعي قائم علي إشراك المجتمع
وجميع القطاعات والأفراد، من أصغر رأس إلى أكبر رأس في الدولة في عملية واضحة وممنهجة، لها مخرجات ملموسة وأدوات قياس واضحة ومحددة، أي لا يوجد شيء في منظومة الابتكار المجتمعي اسمه هذا ليس دوريا أو هذا ليس من شأني، هذا دور القطاع الفلاني ، أو أن يقول الفرد هذا ليس من شأني إنه شأن الحكومة أو العكس ، أي أنه يخرج من عقلية التنافر إلى عقلية التكامل
والإحساس بالمسئولية الواضحة للجميع تجاه الجميع، فهو منظومة تكون صناعتها محلية ، تنهي ثقافة الاستهلاك و تتبنى ثقافة التصنيع والبناء المحلي .. منظومة قائمة علي ثقافة وحضارة المجتمع ، تساعد علي بناء الفرد والمجتمع ، بإعطاء الجميع الفرصة ليكون هو نفسه الحل والإبداع والتقدم لكل المجتمع ، هي منظومة تحارب الطبقية والفساد والوساطة، الذين هم الطاعون الذي يأكل جسد الأمة الآن.

مشاركات القراء